مجتمع

فقيه وعلامة وعالم فرائض.. نبش في أسرار “جوهرة” تاونات الشيخ المصداقي

سي محنصغير المصداقي

بعد مرور أزيد من 20 سنة على رحيله، ما زال تاريخ “سي محنصغير” المصداقي، الفقيه والعلاّمة، يسرد تفاصيل مهمة عن حياته، ويكشف جزءا من المخفي في سيرة إمام مسجد بكت لموته القبائل، وحزنت لفراقه الركبان.

ابن قبيلة بني كزين بجماعة فناسة باب الحيط، كان واحدا من علماء القرويين، درس الفقه والعلوم الشرعية والآداب، كما درس اللغة وأصول الفقه وبرع في الفرائض والإعراب، تماما كبراعته في اللغة الفصحى، والتبحر في حقول المعرفة بشتى أصنافها.

يحكي مقرب من العالم الراحل المصداقي “سي محنصغير” كيف أبهر علماء عصره، وكيف تفنن في الفصاحة والخطابة وعلم البلاغة، مرجعه في ذلك ما تلقاه في دراسته الأولى، فضلا عن مهنته التي تعاطى لها في البداية كرجل تعليم، قبل أن يتفرغ للإمامة والبحث والتنقيب في أسرار الكون.

من عاشر العلاّمة اين قرية بني كزين يدرك حجم تمكنه من الفقه وعلوم القرآن، وحجم تغلغل حب الناس في وجدانه، وهذا ما يؤكده ارتباطه بمسجد قرية عين عبدون مدة تزيد عن 30 سنة، لا هو كلّ ولا الساكنة ملّت، فقد كان مفعما بالحب والخير والبركة، ولا ينطق فاه إلا بما فيه خير البلاد والعباد.

بركات الفقيه المصداقي الذي ذاع صيته في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وانتشرت سمعته في البقاع، ناطقة بما يحكيه عنه من عايشه، وآية ذلك أنه كان متبحرا في العلم، وخزانته تضم ذررا وكنوزا تركها لوريث سره ابنه الفقيه ادريس إمام مسجد ” المزازنة”.

يتذكر أهل تاونات وقبيلة بني وليد -بني كزين خاصة- سيرة الراحل بكثير من ” النوستالحيا” الجميلة، كما يتذكرون هيبته، حنانه، وتحديدا بالنسبة للطلبة الذي تتلمذوا على يديه، وعموم من عاشره وعاش زمنه.

رحل الفقيه العلامة صيف أواخر التسعينات، وترك عددا من الأبناء ورثوا تواضعه، وعلمه، كما ورثوا مؤلفاته وجواهره التي صنعها وصنعته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *