مجتمع

فاجعة سلا .. ما الذي سيدفع بشاب لذبح 6 أفراد من عائلته وحرق جثثهم؟

جريمة قتل

اهتزت مدينة سلا صباح أمس السبت، على وقع جريمة شنعاء راح ضحيتها 6 أشخاص من عائلة واحدة، من بينهم رضيع لم يتجاوز عمره الثلاثة أشهر، إضافة لقاصر.

وأوضحت المعطيات الأولية أن المتهم الرئيسي لارتكاب الجريمة هو أحد أفراد الأسرة، الذي لم يكتف بذبح أفراد عائلته الستة، بل عمد إلى إيقاد النار في المنزل لحرق جثثهم، مضيفة أن المجرم شاب في مقتبل العمر.

وعن الأسباب المحتملة لإقدام شاب على ارتكاب جريمة في حق أفراد أسرته، أكد المحلل النفسي محسن بنزاكور في تصريح لجريدة “العمق”، أن “أهم عامل قد يؤدي بشخص في مثل هذا السن لقتل ستة أفراد من عائلته هو حاجته لتناول المخدرات، مضيفا أن الوصول للمخدرات بالمغرب وخاصة الحبوب المهلوسة، يبقى سهلا بالمغرب”.

وأبرز بنزاكور خطورة تناول الحبوب المهلوسة على الصحة العقلية للإنسان، مؤكدا أن استعمال هذا النوع من المخدرات تجعل الشخص، على حد قوله، يتخيل أمورا لا وجود لها، ما يشكل حافزا قويا على ارتكابه للجريمة.

وأوضح المحلل النفسي أن افتقاد المجرم للمقومات التي تجعله يعي عواقب الفعل الإجرامي الذي سيرتكبه، وإهماله لقيمة العلاقات الإنسانية مع عدم احترامه للتراتب الاجتماعي، كلها عوامل فد تؤدي بالشخص لارتكاب جريمة شنيعة مثل هذه.

واعتبر بنزاكور أن البنية الفارغة للشخص وتراكم المشاكل المحيطة به، تجعل أي سبب ولو كان تافها وبسيطا يقوده لارتكابه جريمة، مضيفا أن ذلك قد يولد حقدا لديه يعزز نزعته الإجرامية ويرفع من رغبته في التعبير عن نفسه بهذه الطريقة، ما يجعله يعتقد، على حد قوله، أن ارتكاب جريمة هو الوسيلة الوحيدة لتلبية شغفه وحبه لتلك اللذة التي يعيش لأجلها وهي القتل.

وحول أسباب إقدام شاب على قتل أفراد أسرته دون غيرهم، قال المحلل النفسي بنزاكور إن السبب الأكثر ترجيحا هو افتقاد العلاقة العاطفية التي تربطه بعائلته للحمة، مشيرا إلى أن الملاحظ في السنوات الأخيرة هو تراجع العلاقة العاطفية بين الأبناء وآبائهم وأمهاتهم، حيث تحولت في كثير من الأحيان إلى حاجة اقتصادية، حيث أصبحت الأسرة في نظر أبنائهم مصدر دخل مادي فقط.

ونبه بنزاكور إلى أن خطورة الجريمة تتمثل بالأساس في الطريقة التي اختارها المجرم لارتكابها، وهي الذبح والحرق بعد ذلك، وهي تؤكد، حسب المتحدث ذاته، الرغبة الإجرامية الجامحة الدفينة في هذا المجرم.

وأوضح المحلل النفسي أن طريقة الذبح تطيل من مدة استمتاع المجرم بجريمته، وهي الغاية التي سعى لها هذا الشخص، مضيفا أن ذلك يعر عن مدى الحقد والمشاعر السيئة التي تملكها المجرم في لحظة ارتكابه للفعل الجرمي.

وأكد المتحدث ذاته أن المجرم حينما يبدأ في القتل لا يتوقف، ولا يأخذ بعين الاعتبار نوعية الأشخاص التي تحيط به وطبيعة العلاقة التي تجمعه بهم، بسبب وقوعه تحت ضغط كبير لمادة “الأدرنالين” ما يجعله، على حد تعبيره، غير قادر على تمالك عقله وأعصابه والتمييز بين الخطأ والصواب.

يشار إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني أكدت في بلاغ لها، أن ضباط الشرطة القضائية وخبراء مسرح الجريمة كانوا قد انتقلوا لمنزل بحي الرحمة بمدينة سلا، لمباشرة المعاينات المكانية والخبرات التقنية بسبب اندلاع حريق في مشتملات المنزل، قبل أن يتم اكتشاف جثت خمسة أشخاص من عائلة واحدة تحمل آثار جروح ناجمة عن أداة حادة وحروق بليغة، بسبب اندلاع النيران التي يشتبه في كونها ناتجة عن مادة سريعة الاشتعال، في حين تم نقل شخص سادس من نفس العائلة للمستشفى بعدما كان في حالة اختناق قبل أن توافيه المنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • مغربية
    منذ 3 سنوات

    اتقوا الله من قال لكم ان القاتل هو الابن