سياسة

بنشماش يدعو الباميين للوحدة بهدف استرجاع جاذبية الحزب ويحذر من بروز “أردوغانية مغربية”

دعا الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة حكيم بن شماش، جميع أعضاء الحزب إلى تأجيل كل خلافاتهم، مهما كانت طبيعتها، إلى حين توفير الشروط الملائمة والمناخ المناسب لمعالجتها ضمن القنوات المؤسساتية للحزب، وذلك بهدف مواجهة مختلف التحديات واسترجاع جاذبية الحزب وتعزيز إشعاعه وحضوره، من أجل حماية الديمقراطية من مخاطر بروز “أردوغانية مغربية” يصعب استدراكها.

جاء ذلك في نداء وجهه بن شماش إلى كافة مناضلات ومناضلي حزب الأصالة والمعاصرة، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، مبرزا أن نداءه يأتي “في ظرفية دقيقة، متسمة بجسامة التحديات التي تواجهها بلادنا، على جادة التحول الطموح إلى بلد صاعد اقتصاديا واجتماعيا وجيوسياسيا، وبالصمود في وجه آثار وتداعيات جائحة كوفيد-19.

وأضاف أن هذاء النداء يأتي أيضا “في لحظة تقييم أداء الحزب الأغلبي لما اقترفه، خلال ولايتيه المتتاليتين، من سياسات وقرارات أدت إلى بوار الأوهام التي سوقها سرابا للناخبات والناخبين منذ عشر سنوات خلت”، معبرا عن أسفه إلى “لما نعاينه من خفوت في وهج حزبنا، حزب الأصالة والمعاصرة، سياسيا واعلاميا وبرنامجيا، في سياق تهيأت وتتهيأ فيه الكثير من فرص ممارسة فعل حزبي بديل ناضج ومتجاوب مع انتظارات القاعدة العريضة من المواطنين”.

وشدد بن شماش على أن “الأسف المعبر عنه، في هذا النداء، لا يروم الالقاء باللائمة على جهة في حزبنا بعينها، ذلك أن فضيلة النقد الذاتي تدفعنا إلى التقدير بأن نكون متحملين لقسط من المسؤولية فيما آل اليه وضع الحزب”، مبرز أن حزب البام هو “فعل يعبر عن جوهر المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي، وعن ماهية الحزب وكينونته وعلة وجوده كعرض سياسي وطني، والتي لا يمكن، مهما بذل من مساعي، تحريفه”.

وأضاف: “وبما أننا معنيون بشكل مباشر وعلى كل المستويات بالتفاعلات الجارية ببلادنا، ووعيا منا بضرورة المساهمة فى تغليب موازين القوى لفائدة المشروع الديمقراطي الحداثي المنشود، حماية للديمقراطية من مخاطر بروز “أردوغانية مغربية” يصعب استدراكها، من شأنها رهن عمل المؤسسات التمثيلية، وطنيا وترابيا، لولاية أخرى؛ وفي ضوء الرهانات السياسية المطروحة على بلادنا، وانطلاقا من إيماننا بالأدوار الحيوية التي ينبغي أن يضطلع بها حزب الأصالة والمعاصرة في المرحلة القادمة، والآمال الكبيرة المعقودة عليه، فإننا نؤكد انفتاحنا وتفاعلنا الإيجابي مع كل مبادرة جادة وصادقة من شأنها فتح أفق حزبي جديد، وخلق مناخ إيجابي قادر على احتضان كل طاقات وقدرات الحزب التنظيمية والسياسية باحتكام صارم لمنطق التدبير المؤسساتي الديمقراطي المنفتح والشفاف”.

ودعا بن شماش في هذا الإطار كافة أطر وكفاءات الحزب إلى التعبئة الجماعية، وتوحيد الصفوف والجهود من أجل دعم وإسناد جهود الح=زب لتقوية حظوظه التنافسية ليحتل مواقع متقدمة في الاستحقاقات السياسية والانتخابية القادمة التي لا تقل رهاناتها أهمية عن رهانات زمن الإنصاف والمصالحة، معتبرا أن هذا هو السبيل “من أجل استعادة قدرتنا الجماعية على تقديم مساهمتنا النوعية، إلى جانب القوى الحية للأمة، في أوراش العقد الثالث من العهد الملكي المجيد، أوراش النموذج التنموي، والحماية الاجتماعية، الهادفة إلى بناء مجتمع متضامن، في كل الأبعاد الاجتماعية والجيلية والترابية، والمبشرة ببزوغ الوطنية الثانية، القائمة على الإدماج والتضامن وعلى التعدد والتنوع، في إطار الوحدة وروح المواطنة المسؤولة”.

إن مواجهة مختلف التحديات واسترجاع جاذبية الحزب وتعزيز إشعاعه وحضوره، يضيف بن شماش “تحتم علينا أن نتوجه جميعا، بكل تفان ونكران الذات، نحو المستقبل وألا نلتفت إلى الوراء، مثلما تحتم علينا تأجيل كل خلافاتنا، مهما كانت طبيعتها، إلى حين توفير الشروط الملائمة والمناخ المناسب لمعالجتها ضمن القنوات المؤسساتية للحزب، وتدبيرها في سياقاتها الممكنة، والتوجه نحو تدشين مرحلة جديدة نمتلك فيها شجاعة المبادرة ببلورة الأجوبة على الأسئلة التي ما فتئ جلالة الملك، في خطاباته السامية، يوجهها للفاعلين السياسيين والحزبين، ونتملك فيها أيضا فضيلة ممارسة النقد الذاتي البناء، دون أن نلقي باللائمة على طرف في الحزب دون غيره، لأننا نقدر بأن المسؤوليات مشتركة في هذه المرحلة بالذات، من أجل البناء وتصحيح المسار بالاحتكام لقواعد العمل الديمقراطي والمنطق المؤسساتي في تدبير شؤون الحزب”.

وشدد الأمين العام السابق لـ “البام”، على “أولوية وملحاحية الانكباب الجماعي والعاجل على بلورة وصياغة عرض سياسي وبرنامجي، يجيب بالواقعية الممكنة وبعيدا عن بيع الأوهام، على تطلعات وانتظارات الشعب المغربي، وذلك في ارتباط بتنسيق وتوجيه الجهود نحو مساءلة تجربة ولايتين حكوميتين من تدبير الشأن العام، وتقييم الوضع العام لما بعد دستور 2011، والوقوف بالتحليل والنقد عند أعطاب التدبير الحكومي وحصيلته الفاشلة والهزيلة بكل المقاييس، مع ما يستوجبه ذلك من استنباط للحلول وإبداع للأفكار والمبادرات التي من شأنها تدارك ما يمكن تداركه”.

وأوضح أن ذلك يمكن أن يتم عبر “استثمار الفرص التي تنطوي عليها التحديات التي أفرزتها الجائحة ومتطلبات التناغم والتناسق مع مخرجات النموذج التنموي المنشود، واضعين نصب أعيننا، في الأول والأخير، واجب الاضطلاع بمسؤولياتنا كاملة في معركة المساهمة اليقظة والواعية في المجهود الوطني الرامي الى تعزيز صمود ومناعة بلادنا في وجه التحديات الآتية من بيئة جهوية ودولية شديدة التعقيد، وفي طليعتها المساهمة في ترصيد ودعم المكتسبات والانتصارات الديبلوماسية التي حققتها بلادنا، بقيادة جلالة الملك، في ارتباط بقضية وحدتنا الوطنية والترابية”.

وشدد بن شماش على أن “السياق جد ملائم ومحفز لمباشرة حوار داخلي موسع ومثمر للمساهمة في التعبئة المطلوبة لخوض الاستحقاقات الانتخابية القادمة بالقوة والتماسك المطلوبين، وإنضاج الشروط الضرورية لعقد دورة ناجحة للمجلس الوطني حتى يتسنى للحزب مباشرة مهامه التنظيمية والسياسية بالفعالية المطلوبة والحماسة المنتظرة”، مؤكدا أن دعوته هاته تأتي “من منطلق تشبثنا بالانتماء للمشروع وإدراكنا بأن مسؤولية تحصين اختيارات المنطلق التي اعتمدها الحزب عند تأسيسه، والوفاء للقيم المحددة لهويته والتي تظل أمانة ومسؤولية جسيمة على عاتقنا جميعا، واستحضارا للمشترك الشاسع والحلم النبيل الذي يوحدنا في بيت الأصالة والمعاصرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • Fadfou
    منذ 3 سنوات

    احزاب غبية ،كنتم تبنون وجودكم داخل إطار الصراع مع العدالة و التنمية. فهده الأخيرة تقهقرت و تراجعت .و بالتالي حتي انتم ستموتون و تعودون الي حجمكم الطبيعي. احزاب الاسترزاق و التملق و بدون إطار فكري و بدون مبادئ سياسية. احزاب تبحت للحصول علي الكعكة