مجتمع

ناشيد: المثقفون مطالبون بلعب دور أساسي في هذه المرحلة التي تعيشها البلاد

شدد الكاتب المغربي سعيد ناشيد، على أن المثقفين مطلوب منهم لعب دور أساسي في هذه المرحلة التي تعيشها البلاد، وهي بتعبيره، “مرحلة تحول ليس ببسيط”، مع وجود تحديات على المستوى الداخلي والخارجي.

ناشيد الذي كان يتحدث في حوار مصور مع جريدة “العمق”، قال إن المثقفين عاشوا حالة انسحاب في هذه المرحلة الأخيرة، غير أنه يرى أن مبررات هذا الانسحاب، تلاشت، مضيفا أن المجتمع المغربي يعيش مرحلة الانتقال من القدامة إلى الحداثة هذا الجهد هو مهمة أساسية للمثقفين أكثر من الفاعل السياسي.

وأضاف ناشيد، أن “كل ما يمكن أن يوفره الفاعل السياسي هو البيئة الملائمة لاشتغال الفاعل الثقافي في كسب معركة التحول الحداثي الذي نعبتره في كل الأحوال معركة الأمن والتنمية والسلام”.

ويرى المتحدث، أنه عندما ننطلق في معركة ثقافية فإن الخيارات يجب أن تكون نابعة من الحاجيات الحقيقية الأساسية لكل بلد، مضيفا أن الكثير من المراكز الثقافية تتلقى تمويلات من الخارج والداخل وهذا ليس مشكلا، غير أن المشكل، بتعبير ناشيد، هو أن هذه المراكز في مجمل الأحوال لا تجيب عن الأسئلة الحقيقية.

واعتبر أنها تجيب فقط عن أسئلة الآخر الذي يدعم ويساند، مشددا على أنه يفضل الاشتغال في مركز ثقافي مدعوم من الداخل مهما كان قدر هذا الدعم، على الأقل يكون سياق الأسئلة التي تطرح مرتبطة بالواقع وحاجيات المجتمع المغربي.

وأعلن الكاتب المغربي سعيد ناشيد، تأسيس مركز ثقافي للدراسات يحمل اسم “مركز الحوار العمومي”، بالإضافة إلى إنشاء مجلة تهتم بالحداثة.

وقال ناشيد إن المغرب بحاجة إلى مراكز ثقافية جادة، لأن الأدوار المنوطة بها هو تشكيل نخب حقيقية تعود بالنفع على البلاد، والإجابة على الأسئلة الثقافية المطروحة في الساحة والتي لا يمكن للفاعل السياسي الإجابة عليها.

وأضاف، أن ما أنجز لحد الآن من طرف المراكز البحثية لا يزال “هزيلا جدا”، مضيفا أنهم يطمحون في هذا المولود الجديد، لربح الرهان، لأن المغرب بحاجة إلى نخب جديدة، نخب تتكلم لغة جديدة، لأن شباب اليوم يحتاج للغة تواصلية جدية.

وزاد قائلا: “نعتقد بأن لدينا من الإمكانيات ما يكفي لننطلق من هذا الطموح وننشئ مركزا يمكن أن يحقق التواصل مع الجيل الجديد من المثقفين، هذا الجيل الذي لديه خصوصيته ويختلف على الجيل السابق ولديه أذواقه. واليات الإقناع والتحاور معه تختلف، ولديه أسلوب تخاطب مختلف”.

وشدد على أن “هذا الرصيد هو نتاج معارك سابقة والتقاء طموحات كثيرة، أفرزت هذا المركز، مضيفا أن الرهان هو المساهمة في تشكيل نخبة جديدة تليق بالمغرب الجديد بالنظر للتحديات الحقيقية المطروحة الآن”.

وفي سياق متصل، قال ناشيد، إنه سيتم إطلاق مجلة تحمل اسم “الحداثة”، موازاة مع إطلاق المركز (المقرب من حزب الأصالة والمعاصرة)، مشيرا إلى أن اسم الحداثة هو اقتراح فاعل سياسي في المغرب.

واعتبر ناشيد، أن اختيار اسم “الحداثة” لهذا المشروع، هو إشارة قوية وحقيقية على أن معركة المثقفين هي معركة الحداثة، مبرزا أن المركز سيشتغل أيضا على برامج، خصوصا ما يتعلق بتكوين الأطر التي تحتاجها البلاد، وصياغة مشروع حول “أدارة التنظيمات والذات”.

وأوضح أن التصور الأولي للمجلة، هو محاولة إعادة صياغة منظومة الحداثة بأسلوب يخاطب أوسع شريحة ممكنة في كل المجالات من الفلسفة إلى العلوم الإنسانية وإلى الأدب وغير ذلك.

وأشار الكاتب المغربي، إلى أن المركز سيعمل على ندوات بصيغة غير تقليدية ومواضيع غير تقليدية، حيث تم التفكير في ندوة سنوية حول الحق في السعادة ومواضيع أخرى غير مطروحة في الساحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *