انتخابات 2021

لماذا قلص “المصباح” عدد مرشحيه في الانتخابات الجماعية المقبلة؟

في الوقت الذي سجل فيه حزب العدالة والتنمية تراجعا كبيرا في عدد المرشحين الجماعيين لانتخابات الثامن من شتنبر والذي انتقل من 16310 سنة 2015 إلى 8681 سنة 2021، سجلت باقي الأحزاب المغربية ارتفاعا ملحوظا في عدد المترشحين برموزها خلال هذه الانتخابات مقارنة مع انتخابات 2015.

وتصدر حزب التجمع الوطني للأحرار قائمة هذه الأحزاب، حيث تقدم بـ25492 مترشحا برمز الحمامة، مضاعفا بذلك عدد مرشحيه مقارنة مع انتخابات 2015 التي ترشح باسمه فقط 14617 شخصا.

اما حزب الأصالة والمعاصرة فقد ارتفع عدد المترشحين برمزه بنسبة تقدر بـ16 % مقارنة مع سنة 2015، اذ تقدم للترشح برمز الجرار خلال الانتخابات الجماعية الحالية 21187 مقارنة مع 18227 في سنة 2015. كما سجل حزب الاستقلال ارتفاعا في المترشحين خلال انتخابات هذه السنة مقارنة بانتخابات 2015 بنسبة 15 %.

تراجع حزب المصباح الذي ترأس الحكومة لولايتين متتاليتين وفاز بـ5021 مقعدا في الانتخابات الجماعية لسنة 2015 مقارنة مع باقي الأحزاب المؤثرة في المشهد السياسي يطرح سؤالا حول الأسباب التي دفعت قادة المصباح للتضحية بهذا العدد الكبير من المقاعد.

وحول هذا الموضوع، قال أستاذ الجغرافيا السياسية وتقييم السياسات العمومية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية للمحمدية، مصطفى يحياوي، إن حزب العدالة والتنمية اختار ما سماها استراتيجية “التحجيم الذاتي” تفاعلا مع متغيرات الوضع الجيوسياسي الراهن المتمثل في العودة المفاجئة لطالبان بأفغانستان، واستمرار الأزمة الصحية لـ Covid-19 وما ينجم عنه من تداعيات اقتصادية واجتماعية وبروز أزمة سياسية جديدة مع الجزائر.

وأضاف يحياوي أن قادة المصباح لا يريدون للحزب أن يتصدر الانتخابات المقبلة لأنهم مقتنعون بأن هوامش اشتغال الحزب وشراكاته السياسية لم تعد كافية للترافع من أجل تغيير سياسي مكلف على مستوى خلخلة ميزان القوى المجتمعية.

وأشار المتحدث إلى أنه من المحتمل جدا أن يتراجع حجم أصوات البيجيدي لأقل من مليون صوت في جماعيات استحقاقات 8 شتنبر وسيكون لذلك وقع على النتائج الوطنية، مضيفا “نحن أمام خسارة محتومة ستعود بالبيجيدي إلى حجمه الانتخابي إلى ما قبل 2011.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *