منتدى العمق

في يوم اللغة العربية.. نعم للاحتفاء والاحتفال والتغني بالعربية حد الثمالة، لكن…

لكن، لا بد من الوقوف، وقفة تأمل ومساءلة ودراسة، عند واقع اللغة العربية ومستقبلها…

لا بد من مدارسة عدة إشكاليات ومقولات مرتبطة بتدريس اللغة العربية:

– قدسية اللغة تمنع حياة اللغة… ارتباط اللغة بالنص الديني كان في زمن سابق سببا ومحفزا ليجتهد المجتهدون في دراستها وتأسيس علومها… ولكن فيما بعد أصبحت هذه القدسية مرتبطة بالعلم الذي حاول حفظ اللغة العربية أكثر من اللغة نفسها (علم اللغة/ النحو/ القواعد)…

– النحو صار عائقا أمام تعليم اللغة العربية وتعلمها؛ وهي إشكالية قد لا يتم التصريح بها خوفا من المقولة التي تقدس من النحو لدرجة اعتبار أن كل انتقاد له أو لطرق تدريسه لا يعدو أن يكون إلا هروبا من تعلمه، أو لضعف في تحصيله…

وهنا أشير (وبكل يقين) إلى أن النحو صار عائقا نفسيا أكثر منه معرفيا لدى المتعلمين…

ولكن في المقابل اللغة في حاجة إلى نحوها وقواعدها، ولا يمكن تصور لغة من دون نحو… فالصليقة لحظة تاريخية في اللغة محكومة بشروطها، فكيف يمكن التوفيق بين القولين؟

نحن اليوم في حاجة إلى طرق تدريس تجعل المتعلم يتذوق اللغة ويستكنه مكنوناتها، وتُحَفز ملكة الاكتساب لديه لتتفجر وتُوَلد إبداعا.. لكن هل مناهج تدريس اللغة العربية – المعتمدة- تسمح بذلك؟

البلاغة ينبغي أن يعاد لها دورها في التركيز على المعنى وطرق التعبير عنه وسياقاته… وأن تتخلص من ما أصابها من تحنيط وتقزيم وكثرة التقسيم والتركيز على التنميق والتزويق…

ينبغي تدريس الشعر كغاية في حد ذاته، أي تذوقه وفهمه والتغني والتلذذ به… لا توظيفه فقط لخدمة قضايا يلزم تدريسها، أو مناهج يراد تطبيقها. مع ضرورة تحطيم أصنام النماذج الشعرية…

إشكاليات وأفكار مبعترة، تراود الذهن بين الفينة والأخرى، من موقع المحتك بواقع التعلم والتعليم…

وهي مقدمة ستلحقها محاولات للنظر في بعض من هذه الإشكاليات في تأملات لاحقة…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *