منتدى العمق

هل المغاربة شعب مكبوث جنسيا ؟

لا يكاد يمر يوم واحد حتى يتحفنا شعب الفيسبوك ، كما يحلو للبعض تسميته ، بفيديو فضائحي جديد يزكم الأنوف من كثرة ما يحمل من مشاهد الجنس و العري فتارة تجد إحدى الفتيات بملامح مغربية ممن يمتهن الدعارة أمام الكاميرا وهي شبه عارية تحاول أن تبرز مفاتنها مع ترديد كلمات باللكنة الخليجية أمام رجل خليجي ، و تارة أخرى تجد فتاة و قد خلى بها أحد قليلي المروؤة و بدأ بضربها و سبها بل وحتى تجريدها من ثيابها ، بل منهم من صور نفسه وهو يمارس الرديلة رفقة إحدى القاصرات بطريقة شاذة للأسف الشديد و هو ما يوحي إلي بأننا أمام حقيقة ثابتة تقول بأن العرب شعب مكبوث جنسيا و هو يحاول تغطيت نورها بالغربال.

إن ظاهرة إجتماعية مماثلة تستدعي من ذوي الإختصاص الكثير من البحث و التحليل لمعرفة هل هذا الخروج الإعلامي يعد فقط بمثابة جنوح يستدعي فقط تدخل نفسي و زجري لمنع حالة العود ؟؟؟ أم أن هذا القرف أصبح سمة عربية لما يعرفه هذا الموضوع الحساس من طابو كبير سواء على المستوى التربوي أو التعليمي ، فمن منا لم يسمع كلمة “حشومة” و”عيب” ؟؟ دون أن يتم تفسير الأمر له فقط فعل أمر مجرد دون تعليق يذكر الشيء الذي يشعل بطريقة مباشرة الرغبة في معرفة سبب هذا المنع فالقاعدة المعروفة تقول أن كل ممنوع مرغوب ، هذا البحث الحثيت عن الحقيقة الجنسية دون رقيب هناك في الخفاء طبعا و بكل تكتم يجعل الشاب عرضتا لجميع أنواع المعلومات سواء منها الخاطئة أو الصحيحة فقط العقل يخزن و يستمتع و في الأخير نحصل على جيل مثل هذا فهو لم يعد يكتفي بممارسة الرديلة في الخفاء ، كما فعل السابقون ، تحث شعار إذا ابتليتم فإستتروا و لكنه بدأ يشهر قذارته في العلن ما يؤشر على إنهيار خطيرة لقيمة جديدة في مجتمعتنا العربية و المسلمة و هي الحياء.

ما يحز في نفسي شخصيا أن معظم تلك المشاهد المقززة أبطالها هم فقط شباب مراهق أو على أقصى تقدير في الثلاثينات من العمر ما يدل على ثلوت مفهوم الجنس عند مجموعة ليست بالسهلة داخل الوطن هي بالأساس عماد المجتمع بل المحرك الأول لإقتصاده فكيف لمثل هؤلاء الشباب أن لاتتفشى فيهم أمراض أخرى كالإجرام مثلا ؟؟ شباب إختلت لديه كل معاير الجمال لم يعد يعرف للقبح تعريفا يمارس الجنس بشتى الطرق و متعته لا تقف عنذ لذة الشبق بل تتعداه إلى الجهر بالفحش حتى يثبت رجولته في مجال ربما الحيوانات هي من تحتل القمة بل من هذه الأنعام من يستحي و لا يرضى أن ترى عورته و هو ما يعطي معنى جديدا للآية الكريمة “أولئك كالأنعام بل هم أضل”.

تساؤل بسيط يراودني منذ إطلاعي على أول فيديو يرسخ لهذا السوء ، ما الذي أوصلنا لمثل هذا الخبث ؟ وجعل الأمور تستفحل بهذه الطريقة ، و هل هناك فعلا دراسات تحليلية لهذه الظاهرة ؟ أم أن الأمور لا تثير إهتمام أولي الحل و العقد سواء في التعليم أو الشؤون الإسلامية ، الذين أصبح همهم الوحيد هو ترهيب المعلم بوضع قيد العمل بالعقدة في يده من جهة و من جهة أخرى أصبح كل من على منبر رسول الله مهدد بمسطرة التوقيف من طرف التوفيق لمجرد كلمة حق ، أبهذه الطريقة تريدون فعلا تصحيح وضع مختل مثل هذا الذي نعيشه ؟ و ضع ضاعت معه القدوة و أصبح كل من تعده موسى يجده في الأخير فرعون .