خارج الحدود، مجتمع، مغاربة العالم

طالب يروي لـ”العمق” وضعية مئات الطلاب المغاربة بمدينة “خاركوف” الحدودية مع روسيا

على غرار أغلب المدن الأوكرانية، يعيش الطلبة المغاربة بمدينة خاركوف الحدودية مع روسيا، أوضاعا صعبة في ظل اشتداد المعارك عقب دخول القوات الروسية إلى بعض أحياء المدينة، وسط مخاوف من تطور الوضع إلى الأسوأ.

وبحسب وكالة “فرانس برس”، فقد أعلنت سلطات خاركوف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، اليوم الأحد، أن الجيش الروسي وصل إلى وسط المدينة في اليوم الرابع من الغزو الروسي، وسط مقاومة كبيرة من طرف الجيش الأوكراني، فيما تدعو السلطات المحلية السكان إلى عدم مغادرة منازلهم.

يوسف، طالب مغربي مقيم بمدينة خاركوف، أوضح في اتصال لجريدة “العمق”، أنه يسمع بين الفينة والأخرى صوت اشتباكات وإطلاق نار على أطراف المدينة، غير أنه أوضح بأن المعارك لا تستهدف المدنيين إلى حدود اللحظة، مشيرا إلى أن السلطات تطلب من سكان بعض الأحياء التوجه نحو الملاجئ.

اقرأ أيضا: طلاب مغاربة بأوكرانيا يبيتون بالعراء بسبب طوابير النازحين بالحدود.. والمعارك تتواصل 

وكشف يوسف أن الطلاب المغاربة الذين يشكلون أغلبية الطلاب الأجانب في هذه المدينة التي تبعد عن الحدود الروسية بأقل من 40 كيلومترا، يعيشون على وقع الترقب، في ظل انقطاع الكهرباء منذ ليلة أمس السبت وإلى غاية كتابة هذه الأسطر، عقب استهداف محطة الطاقة الكهربائية بالمدينة.

وأشار المتحدث إلى أن الطلاب المغاربة ملتزمون بتعليمات السلطات بالبقاء في منازلهم، ولا يخرجون إلا لشراء المواد الغذائية، مشيرا بالمقابل إلا أن السلطات الأوكرانية قررت جعل الاتصالات الهاتفية والأنترنيت مجانية وغير محدودة لجميع المواطنين والأجانب في البلد.

وبخصوص إمكانية الخروج من المدينة، قال يوسف إن الوسيلة الآمنة هي القطارات، غير أن الاكتظاظ الكبير جدا يجعل مهمة الصعوب للقطارات أمرا صعبا للغاية، لافتا إلى أن الخروج من المدينة عبر سيارة أجرة أو حافلة أمر محفوف بالمخاطر في ظل الأوضاع المضطربة بين المدن.

إقرأ أيضا: طلبة مغاربة بأوكرانيا يوجهون نداءات استغاثة لإجلائهم من مدينة سومي المحاصرة

وتابع قوله: “الوضع الصعب في العاصمة كييف دفع السلطات إلى إعطاء الأولوية في إجلاء المواطنين من كييف، وبالتالي عدد القطارات التي تصل إلى خاركوف قليل جدا، كما أن التوجه إلى العاصمة أو مدينة لفيف في الغرب أمر صعب لأن المعارك هناك أشد”.

وأشار إلى أن الطلاب المغاربة يحاولون التواصل مع السفارة المغربية بكييف، غير أن الأمر لم يعد ينجح مؤخرا بسبب الضغط الكبير على شبكة الاتصالات وتوقفها جزئيا بالعاصمة، داعيا العائلات بالمغرب إلى عدم الخوف في حالة فقدان الاتصال بأبنائها، وذلك بسبب انقطاع الكهرباء وما يسببه من عدم شحن بطاريات الهواتف.

يأتي ذلك في وقت لايزال فيه المئات من الطلبة المغاربة العالقين بأوكرانيا، يحاولون الخروج برا من البلاد التي تشهد غزوا روسيا لليوم الرابع على التوالي، للوصول إلى المنافذ الحدودية مع كل من بولندا ورومانيا وسلوفاكيا وهنغاريا.

وتعرف محطات القطارات بالمدن الأوكرانية، اكتظاظا كبيرا في ظل توافد الأكرانيين والأجانب المقيمين من أجل الوصول إلى غرب البلاد، حيث يتوافد المئات من الطلبة المغاربة إلى هذه المحطات هربا من القصف الروسي، فيما اختار آخرون السفر بالحافلات لمسافات طويلة تتجاوز أحيانا 1000 كيلومتر.

وبحسب المعطيات الرسمية لوزارة الخارجية المغربية، فإنه وإلى حدود مساء أمس السبت، تمكن فقط 181 مغربيا من العبور إلى 4 دول مجاورة لأوكرانيا، معظمهم طلبة يدرسون بالجامعات الأوكرانية.

ويتعلق الأمر وفق المعطيات التي حصلت عليها “العمق” من مصدر رفيع المستوى بوزارة الخارجية، بـ93 طالبا مغربيا دخلوا الأراضي الرومانية من 4 معابر حدودية، و70 وصلوا إلى بولندا، و17 آخرا دخلوا سلوفاكيا، فيما تمكن مواطن مغربي واحد من دخول هنغاريا.

اقرأ أيضا: الخارجية لـ”العمق”: لا إصابات بين مغاربة أوكرانيا ونسعى لدخولهم برا لدول مجاورة 

بينما عاد إلى المغرب زهاء 3 آلاف طالب مغربي بأوكرانيا، ضمنهم 849 طالبا عبر 5 رحلات مباشرة لشركتي الخطوط الملكية المغربية والعربية للطيران، وذلك من أصل 8233 طالبا مغربيا بأوكرانيا، وهو الرقم الذي يجعل المغاربة يحتلون المركز الثاني في ترتيب الجنسيات الأجنبية الوافدة على البلاد للدراسة بعد الهنود.

وأشار مصدر الجريدة إلى أن طوابير الانتظار الطويلة في بوابات الانتظار الحدودية البرية، تسببت في تأخير مغادرة الطلبة المغاربة لأوكرانيا، لذلك تناشد السلطات المغربية المغاربة القادمين من أوكرانيا بالتحلي بالصبر والالتزام بالقوانين.

وأوضح مصدر “العمق” أن السلطات المغربية، بتوجيهات من الملك محمد السادس، تكثف الجسور الإنسانية من أجل توفير خروج آمن للمغاربة من أوكرانيا وسط استمرار العمليات العسكرية الروسية.

اقرأ أيضا: مئات الطلبة المغاربة بأوكرانيا يواصلون الهروب من “جحيم الحرب” برا 

وكانت سفارة المملكة المغربية بكييف، قد أشعرت المواطنين المغاربة المقيمين بأوكرانيا الذين قرروا مغادرتها، أنها وبتنسيق وثيق مع سفارات المملكة بالدول المجاورة، منكبة على تسهيل عملية عبورهم من أوكرانيا في ظروف آمنة، أخذا بعين الاعتبار إغلاق المجال الجوي الأوكراني.

يُشار إلى أن وزارة الخارجية المغربية، كانت قد نفت وجود ضحايا أو إصابات في صفوف المغاربة، جراء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، حيث قال إسماعيل المغاري، مدير بقطاع المغاربة المقيمين بالخارج في الوزارة، في تصريح لجريدة “العمق”، إنه “لا توجد إصابات في صفوف المغاربة بأوكرانيا لحد الآن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *