أخبار الساعة

يدمر صاحبه في صمت خلف مظاهر السعادة والابتهاج .. ما الاكتئاب المبتسم؟

توجد العديد من الأمراض والاختلالات الصحية التي لا تظهر أعراضها للغير فيساعدوا صاحبها على طلب العلاج، ولا يستطيع المصاب إدراك أعراضها وتشخيصها على أنها أعراض مرض ينبغي التعجيل بمواجهته قبل فواة الأوان. والاكتئاب المبتسم هو أحد هذه الأمراض. فهل سمعت من قبل عن الاكتئاب المبتسم؟

يرتبط مصطلح الاكتئاب لدى الكثير من الأشخاص بشعور الحزن واليأس وفقدان الرغبة في عمل أي أنشطة. حسب موقع كل يوم معلومة طبية، فهذه هي أهم عناصر الصورة التقليدية التي قد نتصورها دائماً إذا ذكرت أمامنا كلمة الاكتئاب. لكن ماذا عن الاكتئاب المبتسم؟

ما هو الاكتئاب المبتسم؟

حسب نفس المصدر، تختلف أعراض الاكتئاب في الطبيعي من شخص لآخر، فليست كل الأشخاص تكتئب بنفس الصورة والشكل. لكن هناك أنواع مختلفة من الاكتئاب ومنها الاكتئاب المبتسم، هذه الحالة التي قد تشكل خطورة على المصاب بها، لأن الشخص الذي يكون مصابا بها قد لا يبدو عليه أي علامات أو أعراض، ويبقى سعيداً ومبتسماً دائماً في وجه الأخرين. لهذا لا يشك أي أحد أنه مصاب بهذا النوع من الاكتئابن وبالتالي تتأخر فرص مساعدة الأخرين له للتغلب على هذه الحالة.

وتعتبر حالة الاكتئاب المبتسم من الحالات الغير مسجلة في تشخيصات الاضطرابات العقلية، لكنها حالة منتشرة ويتم التشخيص بها وفقاً لحالة المريض، وتعتبر أحد اضطرابات الاكتئاب لكن غير النمطية.

أعراض الاكتئاب المبتسم

الشخص المصاب بهذه الحالة، حسب موقع كل يوم معلومة طبية، يكون سعيداً ومبتسماً من الخارج للآخرين، لكن من داخله يعاني من الأعراض الصعبة والمؤلمة للاكتئاب، وهذه الأعراض الداخلية تختلف من شخص لآخر حسب حالته، مثل:

  • الحزن الشديد والعميق والمستمر.
  • الشعور بالخمول والتعب.
  • التغيرات في الشهية.
  • تغيرات في الوزن.
  • تغيرات في النوم.
  • سيطرة مشاعر اليأس.
  • الشعور بالتدني وعدم احترام الذات.
  • فقدان المتعة والاهتمام بأي أنشطة، حتى إذا كنت تستمتع بها قبل ذلك.

هذه الأعراض قد تظهر مجتمعة وكاملة أو قد يظهر بعضاً منها على الشخص المصاب بالاكتئاب المبتسم، على الرغم من ذلك تجد هذا الشخص في حضور الآخرين وفي الأماكن العامة، متماسكاً ولا تظهر عليه أي من هذه الأعراض، حيث ستجده أمامهم:

  • نشيط .
  • أدائه عالي وجيد.
  • مستقر ولديه وظيفته الثابتة وأسرته وحياته الاجتماعية.
  • سعيد ومتفائل ومبتهج.

والشخص المصاب بهذه الحالة يسعى دائماً لتصدير هذه الصورة للآخرين، لأنه يظن أن:

  • ظهور أعراض الاكتئاب عليه ستجعله شخصا ضعيفا.
  • إنكاره للحالة هو أفضل شيء لشعوره بالتحسن.
  • إظهار مشاعره الحقيقية عبء كبير لا يريد أن يحمله لأحد.
  • أن الأشخاص الآخرين لديهم مشاكلهم الخاصة، فلماذا يشتكي هو من حالته.

وتجده دائماً يصر على أنه بخير وغير مصاب بالاكتئاب وينكر الحالة ويبتسم. والذي يساعده على ذلك أعراض الاكتئاب المبتسم، حيث أن المصاب به لا يحدث له أي تأثير في مستويات الطاقة لديه أمام الآخرين، لكن بمجرد أن يكون بمفرده يظهر ضعفه.

ولهذا فإن خطورة الإقدام على الانتحار يكون أعلى بكثير في هذه الحالة عن غيرها من حالات الاكتئاب الأخرى، خاصة إذا وصل الشخص لأعراض الاكتئاب الشديد، فتكون لديه طاقة وحافز للمتابعة على التخلص من النفس بدون أن يشعر أحداً به.

من هم الأشخاص المعرضون للاكتئاب المبتسم؟

هناك بعض العوامل التي تزيد من خطورة التعرض لهذا النوع من الاكتئاب، سنوضح لكم معظمها، حسب نفس المصدر السابق.

حدوث تغيرات شاملة في الحياة

فقد يصاب الأشخاص الذين يتعرضون لتغييرات كبيرة في حياتهم لخطر الإصابة بهذا النوع من الاكتئاب، فمن الممكن أن الإصابة به تأتي بعد التعرض لموقف معين، أو المرور بعلاقة غير ناجحة وفاشلة، أو بعد فقدان الوظيفة، وغيرها من الصدمات والتغيرات التي قد تصيب الشخص بالاكتئاب.

الخوف من إطلاق الأحكام

فبعض الأشخاص الذين يتعرضون للاكتئاب، قد يشعرون بأعراض جسدية أكثر من الأعراض النفسية والعاطفية، وهذا يرجع لطريقة تفكير البعض، وهل تفكيره موجه خارجياً أم داخلياً، حيث أن المصاب يكون تفكيره موجه خارجياً ويكبت مشاعره ولا يركز على حالته النفسية والعاطفية، وبالتالي يواجه أعراض جسدية أقوى وأشد. كما أنه في بعض الثقافات قد يكون من العيب إظهار الضعف وطلب المساعدة أو لفت الانتباه، وهذا ما يزيد من فرص التعرض لهذا الاكتئاب.

وسائل التواصل الاجتماعي “Social Media”

في الوقت الحالي، أصبح الجميع مدمناً على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة سواء كباراً أو صغاراً، لهذا تجد الكثير من الأشخاص ينغمسون في هذه الحالة الافتراضية كواقع بديل. ويشعرون أن الحياة تسير بشكل جيد لكل من حولهم، فيبدأون في حجب مشاعرهم وحالتهم الحقيقية ويمتنعون عن نشر أي صور أو حالات توضح الحالة السيئة التي هم عليها، بل ويبحثون عن صور وحالات للحظاتهم الجيدة والسعيدة ومشاركتها عبر السوشيال ميديا، كما لو أنهم بخير مثل غيرهم، وهذا العامل بالأخص يعطي مساحة كبيرة لنمو الاكتئاب المبتسم لدى الشخص.

التوقعات الحالمة

قد يحصرك الآخرون أو أنت تحصر نفسك في بعض التوقعات المعينة مثل، أنه يحب أن تكون أفضل مما أنت عليه أو أقوى وغير ذلك من التوقعات، ومن الممكن أن تكون هذه التوقعات غير واقعية. ولهذا قد تبدأ في إخفاء مشاعرك الحقيقة وحالتك النفسية التي تشعر بها خوفاً من أن تضيع هذه التوقعات هباءً سواء في نظر نفسك أو في نظر الآخرين، وبالتالي قد تجعلك التطلعات الكبيرة والمستحيلة والمعايير العالية عرضة للإصابة بهذا النوع من الاكتئاب.

كيفية تشخيص الاكتئاب المبتسم؟

وفقاً لما ذكرته منظمة الصحة العالمية (WHO) فأعراض الاكتئاب المبتسم تكون متعارضة من الأعراض المعروفة للاكتئاب الكلاسيكي، وهذا ما يُصعب من عملية تشخيصه. كما أن الأمر يزداد سوء لأن بعض الأشخاص المصابين به قد لا يشعرون أنهم مصابون بهذا النوع من الاكتئاب وبهذا لا يسعون لطلب المساعدة الطبية.

لهذا فإن تشخيص هذه الحالة يحتاج لطبيب متخصص، لأنه سيطرح عليك أسئلة معينة ستساعده على تشخيص الحالة سواء الأعراض التي تعاني منها أو التغيرات التي حدثت في حياتك خلال الفترة الأخيرة.

وفي الغالب يتم تشخيص الإصابة بأحد اضطرابات الاكتئاب، بعد التعرض لنوبة من نوبات الاكتئاب والتي تستمر لأسبوعين أو أكثر، وتكون أعراض الاكتئاب فيها مسيطرة عليك بالكامل وبشكل يومي ومستمر. وبالتالي تتأثر مشاعرك وطرق تفكيرك ولا تقدر التعامل مع أي أنشطة يومية سواء أكل أو نوم أو عمل.

طرق علاج الاكتئاب المبتسم

هذا النوع من الاكتئاب يشبه في علاجه أنواع الاكتئاب الأخرى، والتي قد تحتاج لأكثر من طريقة للعلاج، مثل العلاج بالأدوية أو العلاج النفسي فقط أو بتغيير نمط الحياة.

لكن أهم شيء وأول خطوة في طريق العلاج هو اعتراف المصاب بهذا النوع من الاكتئاب بحالته وتحدثه عن مشاعره، سواء للمحيطين به أو لمتخصص نفسي.

وهناك بعض الأشخاص المصابة بهذا الاكتئاب قد تلجأ لبعض طرق العلاج الموجودة على الإنترنت، وتبدأ في تطبيقها على حالتها لتساعد على التخلص من أعراض الاكتئاب ومواصلة الحياة، مثل التواصل مع شريان الحياة وإجراء دردشة معهم، فهم متخصصون في تقديم الدعم النفسي للوقاية من الانتحار، من خلال تقديم المساعدات عبر الإنترنت وغيرها من الطرق الأخرى المتاحة للجميع بدون تكليف.

لكن في العادة أنواع العلاج للاكتئاب المبتسم، تتمثل في:

العلاج النفسي

في الغالب التحدث مع طبيب متخصص محترف، من أفضل الطرق التي تساعد على تخفيف أعراض الاكتئاب، لأنه سيساعدك على معرفة ذاتك، والوصول بك لبعض الاستراتيجيات لكي تستطيع التأقلم مع حالتك بشكل جيد وآمن وفعال. وقد يدخلك في بعض جلسات العلاج الجماعي التي ستكون فعالة لحالتك.

العلاج بالأدوية

قد يرى الطبيب المتخصص أن حالتك تستدعي التدخل للعلاج ببعض الأدوية، والتي قد تستغرق بضع أسابيع لظهور النتائج المرضية.

إدارة أفضل للحياة

فقد يكون هذا الاكتئاب ناتج عن التعرض للضغط والإجهاد وعدم قدرتك على إدارة التوتر الذي تتعرض له في حياتك، لهذا تضمن لك بعض أساليب إدارة الحياة الفعالة والمريحة علاج لهذا الاكتئاب وإدارة أعراضه.

التغذية الجيدة

قد تضمن لك التغذية بصورة جيدة، والاعتماد على الأطعمة المفيدة والجيدة سواء من الخضروات والفواكه والدهون الصحية الغير مشبعة، وممارسة الرياضة، تقليل أعراض الاكتئاب الذي تشعر به بصورة جيدة.

في النهاية نوضح لك أن اختيار الطرق العلاجية للشخص المصاب بالاكتئاب المبتسم تعتمد على حالته نفسها، وتشخيص الأعراض التي يعاني منها. وتتوقف أيضاً على نظرة الطبيب المتخصص لحالتك، والذي سيأخذ بيدك لأفضل طريق للتعافي من الاكتئاب، لكن أهم شيء أن تعترف بحالتك وتسعى لطلب المساعدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *