سياسة

خبير: موقف إسبانيا “متقدم جدا” ونقاط مهمة لازالت عالقة بين الرباط ومدريد

اعتبر أستاذ العلوم السياسية والخبير في العلاقات الدولية، خالد يايموت، إن رسالة رئيس الحكومة الإسبانية “بيدرو سانشيز” إلى الملك محمد السادس، مرحلة جديدة في العلاقات المغربية الإسبانية، مضيفا أن هذه المرحلة هي نتيجة لأربعة أشهر من المفاوضات التي حسمت فيها بعض النقاط الأساسية.

وأضاف يايموت ضمن تصريح لجريدة “العمق”، أن هناك نقاط أخرى مهمة لازالت معلقة لحد الآن بين مدريد والرباط فيها مزيد من التفاصيل واللقاءات بين الطرفين بعيدة عن الإعلان، مشيرا إلى أن الطرفان حسما في نقطتين أساسيتين، الأول تتعلق بإسبانيا والثانية بالمغرب.

الحسم في نقطتين
في هذا الإطار، قال الخبير المغربي، إن النقطة الأولى تتعلق بتأكيد الطرفين التزامهما فيما يخص الهجرة وأمن البلدين على مستوى البحر الأبيض المتوسط، والذي كان يلعب فيه المغرب دورا مهما جدا، خصوصا ما تعلق بالإرهاب والهجرة.

وأشار أستاذ العلوم السياسية والخبير في العلاقات الدولية إلى أن هناك عودة لعملية التعاون المشترك القائم بين الطرفين منذ سنوات طويلة في الجانب الأمني ومحاربة المخدرات والإرهاب وتبادل المعلومات والهجرة.

موقف متقدم
النقطة المتعلقة بالمغرب، يضيف يايموت، “تتعلق بقضية الصحراء المغربية، والتي يمكن أن نقول بأن إسبانيا أخذت موقفا متقدما جدا بشأنها، حيث تعتبر مقترح الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب منذ 2007، هو الحل الواقعي الذي يجب اعتماده”.

واعتبر الموقف الإسباني الجديد من قضية الصحراء المغربية، “مهما جدا ومتقدما بالنظر إلى الظروف الداخلية الاسبانية خصوصا ما يتعلق ببعض الأحزاب السياسية والجمعيات وتحرك الكنائس الاسبانية الذي يكون في دائما مساندا لجبهة البوليساريو”.

نقاط عالقة
وسجل يايموت غياب نقطة المفاوضات السارية حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية للمملكة، حيث يرى الخبير العلاقات الدولية، أن ما تزال عالقة لحد الآن، وهناك لجان مشتركة بين الجانبين تعمل على هذه النقطة، لكن لحد الآن إسبانيا لا تريد الدخول في هذه الأمور.

وأرجع المحلل السياسي، ذلك إلى أن أي توقيع بين المغرب وإسبانيا يهم ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يعني موضوعيا وفي القانون الدولي اعتراف إسبانيا بمغربية الصحراء، وذا مازالت إسبانيا إلى حدود اليوم تتجنبه، وفق يايموت.

ويرى أن الخيار الذي اتخذته إسبانيا فيما يخص القضية الإسبانية هو “خيار وسط”، فهي لا تريد أن تبقى في الموقف الكلاسيكي الذي كانت دائما تعبر عنه من الناحية الدبلوماسية، على أن النزاع في الأمم المتحدة، مضيفا أن مدريد الآن حددت موقفها بشكل أكثر دقة حينما تعتبر بأن الحكم الذاتي هو الخيار الأكثر جدية وواقعية.

وخلص يايموت إلى أنه “في إطار الحفاظ على روح التعاون والتكامل بين الدولتين، أخذت اسبانيا هذا الموقف، وفي نفس الوقت تتجنب الاعتراف الرسمي والقانوني بمغربية الصحراء، من خلال عدم موافقتها لحد الآن على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية المشتركة”.

وأفاد بلاغ للديوان الملكي أنه في رسالة بعث بها إلى الملك محمد السادس، أكد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز أنه “يعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب”.

وثمنت المملكة المغربية عاليا المواقف “الإيجابية” والالتزامات “البناءة” لإسبانيا بخصوص قضية الصحراء المغربية، والتي تضمنتها الرسالة التي وجهها إلى الملك محمد السادس، رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *