سياسة

ضمنهم زعيم الجبهة.. هل تقدم إسبانيا معاشات منتظمة لقياديين بـ”البوليساريو”؟

يستفيدون من معاشات تكلف الخزينة الإسبانية 6 ملايين يورو سنويا

أثار منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف اختصارا باسم منتدى “فورساتين”، ملفا شائكا من المرتقب أن يثير جدلا جديدا بخصوص علاقة إسبانيا بجهة “البوليساريو” الانفصالية، حيث كشف المنتدى أن قياديين بـ”البوليساريو” يستفيدون من معاشات تكلف الخزينة الإسبانية 6 ملايين يورو سنويا.

ووفق بيانات وزارة الدفاع الإسبانية قبل أيام، يقول منتدى “فورساتين”، فإن كبار قياديي جبهة البوليساريو، من بينهم زعيم الجبهة إبراهيم غالي، استفادوا من تلك المعاشات ومن وثائقها التي سهلت حصولهم على الوثائق الإسبانية والتطبيب والتنقل بالبلاد وبعموم أوروبا.

وبحسب لوائح وزارة الدفاع والبيانات الرسمية، فقد استفاد 1102 شخصا في سنة 2021، ما مجموعه 5 ملايين و800 ألف يورو من الخزينة الإسبانية. فيما بلغ العدد سنة 2016 ما مجموعه 1338 شخصا استفادوا من 6 ملايين و635 ألف يورو، مقابل 1315 سنة 2017 و1298 في 2018.

قصة المعاشات

منتدى “فورساتين” قال إن إسبانيا تنفق ما مجموعه 6 ملايين يورو كل سنة على معاشات تقاعدية لقدماء المحاربين الصحراويين الذين خدموا في القوات البرية وحراسة الحدود والشرطة الاسبانية قبل خروج الاستعمار من الصحراء، وتم تسجيلهم كمتقاعدين في صفوف القوات المسلحة.

وأوضح المصدر ذاته أنه بعد المسيرة الخضراء، التحق بعض هؤلاء المقاتلين بجبهة “البوليساريو” التي سجنت غالبيتهم آنذاك خوفا منهم وتشكيكا في ولاءهم وباعتبارهم كانوا مدربين وحاملي سلاح تخشى معارضتهم كما فعل كثيرون ممن بقوا أو عادوا للمغرب.

وأضاف المنتدى أن “البوليساريو” استغلت ملفات هؤلاء سياسيا وتاجرت بوثائقهم، حيث كانت تمثيلياتها بإسبانيا تبيع وثائقهم للأجانب بمبالغ طائلة ليقدموها للسلطات الإسبانية كأبناء هؤلاء المتقاعدين للحصول على الجنسية.

وسنة 2020، يقول “فورساتين”، قررت إسبانيا تجميع جميع المعاشات بمختلف أنواعها تحت لواء وزارة الادماج والضمان الاجتماعي والهجرة، لكن هذا القرار لم يشمل المعاش المتعلق بالصحراويين الذي بقي تحت إمرة وزارة الدفاع.

واعتبر “فورساتين” الأمر يتعلق بـ”قرار سيادي يخص الإبقاء على تلك المنح كريع سياسي لضمان المصالح الاسبانية، ولإسكات بعض الأبواق المدافعة عن البوليساريو من الداخل”، وفق بلاغ المنتدى الذي توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه.

كما يفهم من أيضا بشكل واضح، بحسب المصدر ذاته، أن اسبانيا ماضية بشكل رسمي في التخلي عن ملف الصحراء عموما، وأن عزل ملف التقاعد عن باقي الملفات إشارة الى الانكباب على التخلص من تلك التركة الثقيلة والمكلفة لقضية الصحراء، والتي جرت عليها أزمات سياسية هي في غنى عنها.

ويرى البلاغ أن بوادر ما سبق ظهرت عبر إعلان إسبانيا عن عدم وجود علاقة لها بمنطقة الصحراء رسميا، وبأنها لم تعد مرتبطة بها منذ 1975 ولا تديرها من قريب ولا بعيد، مشيرة إلى أن الملف بيد المغرب.

وتابع المصدر ذاته: “قبل أن تزكي إسبانيا توجهها هذا بالاعتراف الرسمي بمبادرة الحكم الذاتي كحل نهائي لملف الصحراء قبل أيام، وتلغي كل مظاهر الابتزاز السياسي المعهودة سابقا، بما فيها تصحيح الخرائط الرسمية لدى الحكومة الإسبانية”.

الأكيد أن المعاشات الخاصة بالصحراويين، يضيف المنتدى، “ستبقى تحت إدارة وزارة الدفاع إلى حين التخلص من تبعاتها، وستستمر بسدادها كما دأبت على ذلك منذ 1977” وفق تعبير البلاغ ذاته.

وأردف المنتدى بالقول: “لكن الغريب أن اسبانيا وهي تدفع معاشات المتقاعدين، تجد من أوائل المستفيدين قياديون بجبهة البوليساريو وعلى رأسهم إبراهيم غالي، ممن يدعون قيام دولة وهمية، بينما يقتاتون على معاشات وصدقات الدول وموائد اللئام من المحرضين على مصالح المملكة المغربية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *