سياسة

هل غابت جماعة العدل والإحسان عن تعزية بنكيران؟

أثار “الغياب” العلني لجماعة العدل والإحسان عن تقديم العزاء لرئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، الكثير من التساؤلات، في وقت تحول فيه بيت الرجل الثاني في الدولة، إلى قبلة للمسؤولين من مستشاري الملك ورؤساء الأحزاب والتنظيمات السياسية والحقوقية والجمعوية، وسفراء الدول الأجنبية، ومواطنين عاديين.

“غياب” جماعة العدل والإحسان التي تتقاسم مع بنكيران وحزبه وحركته نفس المرجعية الإسلامية، عن تقديم العزاء في وفاة والدة رئيس الحكومة، الفاسية ذو الأصول الشامية لالة مفتاحة الشامي، أثار استغراب عدد من نشطاء “البيجيدي” الذين اعتبروا أن الموت يُذوب كل الخلافات السياسية.

ولم يشارك في جنازة لالة مفتاحة أي قيادي في الجماعة، كما لم يزر أي منهم بيت بنكيران لتقديم العزاء، فيما لم ينشر الموقع الرسمي للجماعة أي تعزية في الموضوع، في وقت تقاطر العشرات من المسؤولين على فيلا بنكيران بحي الليمون لتقديم العزاء، بمن فيهم الخصوم السياسيين للأمين العام لحزب المصباح، أبرزهم الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري.

ناشط فيسبوكي نشر تعزية حزب العدالة والتنمية لجماعة العدل والإحسان بعد وفاة مرشدها الشيخ عبد السلام ياسين، معلقا عليها: “هذا ما كتبه موقع حزب العدالة والتنمية لتقديم العزاء يوم وفاة الشيخ ياسين، اليوم وبعد وفاة والدة عبد الإله بنكيران كنا نتمنى أن نقرأ في موقع الجماعة تقديم العزاء، إن لم يكن من باب الرحمة والأخوة في الإسلام أو اللباقة فليكن من باب رد الجميل”.

وفي مقابل ذلك، كشف مصدر قيادي بالجماعة، أن العدل والإحسان لم تغب عن تعزية بنكيران في وفاة والدته وأن الناطق الرسمي باسم الجماعة فتح الله أرسلان قد اتصل بعبد الإله بنكيران وقام بواجب العزاء، مشددا على أن الجماعة ارتأت أن تكون تعزيتها بطريقتها الخاصة، وأنها لم تغب عن تقديم العزاء كما أشيع، مبرزا في السياق ذاته أن عدم المشاركة في الجنازة أو زيارة بنكيران في بيته يبقى اختيارا وتقديرا خاصا بالجماعة، وليس وراءه أي حسابات سياسية.

رسائل سياسية

هذا، ولم تخل جنازة لالة مفتاحة من رسائل سياسية على المستوى المحلي أو الديبلوماسي، حيث شهدت حضورا وازنا من طرف شخصيات مغربية ممثلة عن القصر والأحزاب السياسية، وكذا عن بعثات دبلوماسية في مقدمتهم السفير الروسي الذي اشتكى قبل يوم واحد للخارجية المغربية من تصريحات بنكيران بخصوص تدخل بلاده في الشأن السوري ومسؤوليتها عن حالة الدمار التي شهدها البلد.

وذوبت جنازة والدة بنكيران الخلافات السياسية بين بعض الأمناء العامين للأحزاب السياسية ورئيس الحكومة ابن كيران، حيث جمع بيت ابن كيران عددا من الفرقاء السياسيين، أبرزهم الخصم السياسي الأول لابن كيران الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري، الذي حل ببيته لتقديم التعازي في وفاة لالة مفتاحة، لكنه سرعان ما غادره، مقدما تصريحا للصحافة قال من خلاله بأنه سبق وأن جمعه لقاء بوالدة ابن كيران في التسعينات.

بدوره حل إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، لتقديم التعازي، وكذا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله، والأمين العام لحزب الحركة الشعبية امحند لعنصر، والأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري محمد ساجد، إضافة إلى عدد من السياسيين من مختلف الأحزاب، إضافة إلى وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، ووزير الداخلية محمد حصاد.

وتقدم مستشارو الملك محمد السادس وهم كل من عبد اللطيف المنوني والطيب الفاسي الفهري وعمر عزيمان، جنازة والدة رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، التي وريت الثرى يوم الثلاثاء، وتوافد عدد كبير من الشخصيات السياسية على المقبرة لحضور الجنازة، من أمناء عامين ووزراء حاليين وسابقين.

كما أعلن حزب الأصالة والمعاصرة عن تأجيل اجتماع مكتبه السياسي وذلك بهدف تمكين أعضائه من حضور مراسيم تشييع جثمان والدة عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المكلف.