أخبار الساعة

مثير .. زهرة برية تظهر من جديد بعد غياب دام 40 سنة

بعد غيابها عن الأنظار لمدة 40 سنة، صنف العلماء زهرة (Gasteranthus extinctus)  نبتة منقرضة، ليفاجؤوا بظهورها من جديد. فما قصة هذه الزهرة؟

يعرف علم الأحياء الانقراض بأنه نهاية وجود كائنٍ حيّ ما أو مجموعة من الكائنات الحية (الأنواع)، حسب ويكيبيديا. وتُعتبر لحظة موت آخر أفراد النّوع، حسب نفس المصدر، هي لحظة الانقراض عمومًا، على الرغم أنّه من الممكن أن يفقد أفراد هذا النوع القدرة على التكاثر والشفاء قبل تلك اللحظة.

لكن تحديدُ لحظة الانقراض، حسب المصدر ذاته، يعد أمراً صعباً نظرًا لضخامة النطاق المحتمل لأماكن انتشار هذه الأنواع، وعادة ما يتمّ بأثر رجعيّ. وتؤدّي هذه الصعوبة إلى ظواهر مثل ظاهرة «تصنيف لازاروس lazarus taxa»، حيث تظهر فصيلة يفترض أنّها انقرضت فجأة (عادةً في السجل الأحفوري) بعد فترة من الغياب الواضح.

زهرة (Gasteranthus extinctus)

رصد علماء هذه الزهرة البرية في الإكوادور، كان يعتقد منذ فترة طويلة أنها انقرضت في أميركا الجنوبية، وفقا لصحيفة  “الغارديان”.

وحسب قناة الحرة، تم العثور الزهرة من قبل علماء أحياء في سفوح جبال “الأنديز”، وتحديدا في بقع متبقية من الغابات بمنطقة سنتينيلا (Centinela) في الإكوادور، بعد 40 عاما تقريبا على رؤيتها آخر مرة.

وحسب نفس المصدر، أدت عمليات قطع الأشجار وإزالة الغابات على نطاق واسع في غرب الإكوادور خلال أواخر القرن العشرين إلى الانقراض المفترض لعدد من الأنواع النباتية، ومنها هذه الزهرة البرية.

وعلى الرغم من التقارير التي تفيد بأن أكثر من 97٪ من الغابات في النصف الغربي من الإكوادور قد تم تدميرها أو تحويلها إلى أراض زراعية، بما في ذلك معظم سنتينيلا، بدأ الباحثون في الصيف الماضي، مستعينين بصور من أقمار اصطناعية، بالبحث لتحديد الغابات المطيرة السليمة.

وقال نغل بيتمن، أحد العلماء المشاركين في البحث: “سنتينيلا هي مكان أسطوري لعلماء النباتات الاستوائية (…) ولم يقم أحد بمراجعة في الواقع، ولم يتم تأكيد أن الغابات قد أزيلت أو أن النباتات قد انقرضت”.

وتتميز الزهرة البرية الاستوائية ببتلاتها البرتقالية، وتمكن الباحثون من تحديدها خلال الساعات القليلة الأولى من البحث، مستخدمين فقط وصفا مكتوبا وصور عينات أعشاب مجففة ورسومات خطية للرجوع إليها.

وحرصا على عدم الإضرار بالنباتات المتبقية النادرة، التقطوا صورا وجمعوا بعض الزهور المتساقطة، قبل تلقي تأكيد بنوعها واسمها من “خبير تصنيف”.

وقال داوسون وايت، وهو باحث بمتحف “فيلد” في شيكاغو، “تظهر إعادة اكتشاف هذه الزهرة أنه لم يفت الأوان بعد للحفاظ على ما تبقى واكتشاف المزيد (…) حيث لا يزال يتم العثور على أنواع جديدة، ولا يزال بإمكاننا إنقاذ وحماية الكثير من النباتات التي توشك على الانقراض”.

حجم الانقراض وسط الأحياء

أكثر من 99 في المئة من جميع الأنواع التي عاشت على الأرض على الإطلاق – التي تصل إلى أكثر من خمس مليارات نوع- اختفت من الوجود.

وحسب ويكيبيديا، تتراوح تقديرات عدد الأنواع الموجودة حاليّاً على كوكب الأرض بين 10 ملايين و14 مليون نوع، تمّ توثيق 1.2 مليون منها فقط، أي أكثر من 86% من الأنواع الموجودة على الأرض لم يتمّ توثيقها بعد

وحسب نفس المصدر، في عام 2016، نشر مجموعة من العلماء تقريراً أكّدوا فيه أنّ عددَ الأنواعِ التي عاشت على الكرة الأرضيّة منذ بدء الحياة عليها أكثر من تريليون نوع، ولا تتجاوز نسبةِ الموثّق منها الواحد في المئة ألف.

وتُعَدّ الانقراضات الجماعية أحداثاً نادرةً نسبيّاً. وبالمقابل، فإنّ الانقراضات المنفردة شائعة جدًا.

وحسب المصدر ذاته، لم يتمّ البدء بتوثيق حالات الانقراض إلّا مؤخّرًا، وازداد بعدها قلقُ العلماء من المعدّل الحالي للانقراض. ولم يتمّ بعد توثيق معظم الأنواع المنقرضة.

ويقدّر بعض العلماء أن ما يصل إلى نصف الأنواع النباتيّة والحيوانيّة الموجودة حاليًا، قد تنقرض بحلول عام 2100. وأشار تقرير نُشرَ عام 2018  إلى أنّ ما يزيد عن 300 نوع ثديي سلاليّ قد مُحي خلال الحقبة البشريّة، وسيتطلّب الأمر من العصر الحديث الأقرب من 5 إلى 7 ملايين سنة ليعود لوضعه.

ويعد تدهور الموائل حاليًا السبب البشري الرئيسي لانقراض الأنواع. والسبب الرئيسي لتدهور الموائل في جميع أنحاء العالم هو الزراعة، مع الزحف العمراني وقطع الأشجار والتعدين وبعض ممارسات الصيد.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *