أخبار الساعة

تجنبها .. إليك 4 منغصات السعادة

قد يعلق البعض في أنماط من السلوك تجعله يعيش تعاسة دائمة، لكن السعادة مهما كان نمط حياتك لا تدوم طويلا، فهي تتميز بطبيعة خاصة تجعلها “نادرة”، فهي تأتي فترة لتغيب وتعود مرة أخرى، وهكذا في تناوب مستمر، ليس مع التعاسة بالضرورة، ولكن مع حالات أخرى لا يمكن أن توصف لا بالسعيدة ولا بالتعيسة.

وتلك الطبيعة تجعل للسعادة قيمة خاصة، كما للجواهر النفيسة التي تتميز بالندرة، تجعل منها عملة معنوية نادرة يسعى الناس لامتلاكها، وهم مستعدون لبذل الغالي والنفيس لتحصيلها والتمتع بلحظاتها.

وقد أتعب فهمها وتدقيق معانيها الفلاسفة والعلماء، والأدباء والشعراء، عبر التاريخ.

وحسب الجزيرة نت، قد يكون الأشخاص الذين يشعرون دائما بالتعاسة عالقين في أنماط سلوكية شائعة تمنعهم من الشعور بالرضا عن أنفسهم أو عن حياتهم بشكل كامل. من خلال تحديد هذه السلوكات، يمكن اتخاذ خطوات إيجابية لتعلم وجهات نظر جديدة أو مهارات تأقلم من أجل الشعور بقدر أكبر من الرضا عن الحياة.

السعادة بين الرضا وتحقيق الأهداف

نحن نشعر بالسعادة في لحظة ثم تبدو أنها بعيدة المنال في اللحظة التالية؛ كأنها تجربة زئبقية لا يمكننا الاحتفاظ بها طويلا. وفقا لموقع “سيكولوجي توداي” (Psychology today)، فإن ذلك يرجع إلى تعريفنا الثقافي للسعادة، حيث نميل إلى التركيز على الإنجاز والنجاح والقدرة على تحسين الذات أو الظروف التي تحيطنا باستمرار، إلا أنه قد يكون من الصعب على البعض تحمل هذا النوع من السعادة بسبب الضغط الناجم عن السعي المستمر للحفاظ على هذه الظاهرة السريعة الزوال.

وهناك نوع آخر من السعادة لا يقوم على النجاح أو الإنجاز بل على تقدير ما لديك بالفعل، إنه الشعور بالرضا والقناعة؛ أن تكون قانعا يعني أن تكون راضيا عن هويتك ومكانتك وما لديك.

والقناعة أكثر استدامة بكثير من تعريفنا الشائع للسعادة لأنها لا تتطلب منك فعل الكثير، بخلاف تقدير ما هو جيد ومتاح بالفعل، ولكن حتى لدى بعض الناس يكاد يكون الوصول إلى “القناعة” أمرا شبه مستحيل.

ولا يمكن التقليل أيضا من القلق والاكتئاب واضطرابات الصحة العقلية الأخرى التي تؤثر على قدرة المرء على الوصول إلى السعادة. تتطلب هذه الاضطرابات مستوى آخر من العلاج، ومع الرعاية المناسبة يمكن لمن يعانون من هذه الاضطرابات في كثير من الأحيان أن يعيشوا حياة ممتلئة بلحظات سعيدة ومرضية.

ولعلم الاقتصاد الاجتماعي أيضا دور بالتأكيد في مدى شعور الناس بالسعادة، فمن الصعب الشعور بالرضا عندما يكون هناك عدم يقين في تلبية احتياجات الإنسان الأساسية من الطعام والملبس والمأوى.

ما علامات عدم شعورك بالسعادة؟

تقول كارولين مولر، عالمة نفس على الإنترنت، لموقع “إنسايدر” (INSIDER)، إن هناك العديد من العلامات التي يمكن أن تفسر سبب عدم شعورك بالسعادة، هي:

  • عدم العيش في الوقت الحاضر، إذا كنت تفكر دائما في المستقبل والماضي فلن تقضي وقتا طويلا في الوقت الحالي، فالسعادة بطريقة ما ترتبط ارتباطا وثيقا بعيش اللحظة الحالية.
  • عيش دور الضحية، أحيانا لا يستطيع الناس التوقف عن رؤية أنفسهم كأنهم ضحايا، ويسألون دائما “لماذا أنا؟”، لكن الحقيقة هي أن ما حدث لك يمكن أن يحدث لأي شخص آخر، ويجب أن تتمكن من رؤية ذلك وتقبله.
  • جسمك لا يحصل على ما يحتاج إليه، بوجه عام، إذا كنت تشعر بالإحباط فمن المحتمل أنك لم تحصل على قسط كاف من النوم أو أنك تتناول الأكل السيئ ولا تهتم بجانب العلاقات في حياتك.

أنماط سلوكية لا تشعرك بالرضا

تقول نيرو فيليسيانو، المعالجة النفسية والمتخصصة في القلق، في مقالها على موقع “سيكولوجي توداي”، إنها من خلال عملها مع عملاء من جميع الخلفيات لمدة 16 عاما في العلاج لاحظت ظهور أنماط سلوك معينة تحدّ بشكل كبير من قدرة الفرد على إيجاد الرضا في حياته بغض النظر عن مقدار ما حققه أو ما لم يحققه في حياته، وهذه السلوكات هي:

أولا: المقارنة باستمرار

من الصعب أن تشعر بالرضا عن حياتك اليومية عند النظر إليها باستمرار من خلال عدسة تجارب الآخرين. ومع المقارنة المتاحة بسهولة من خلال أجهزتنا الإلكترونية المحمولة، يقع العديد من الأشخاص في هذا السلوك يوميا. إن المقارنة التي تعزز الاستياء تحدث دائما عند النظر إلى أولئك الذين لديهم المزيد ويحققون مستويات أعلى من النجاح.

إن سلوك المقارنة التصاعدية والنظر إلى حياتك على أنها تجربة “أقل من… ” يؤدي دائما إلى انتشار التعاسة، ولكن عندما يبدأ الشخص إدراك هذا السلوك ويشرع في المقارنة عن وعي مع أولئك الذين قد يكافحون في الحياة فإنه يوسع منظوره ويشعر بأنه أقل سلبية.

ثانيا: إلقاء اللوم على الآخرين

إن الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل المسؤولية عن الأخطاء التي تسببت في وضعهم الحالي غالبا ما يعانون في حياتهم وفي علاقاتهم وخاصة العلاقات الوثيقة. يشعر هؤلاء الأشخاص أن الأشياء تحدث لهم اعتباطًا، وليس لديهم وعي بأنهم قد يكونون تسبّبوا بحدوثها أو أنهم حرّضوا على موقف جعلهم يشعرون بالتعاسة.

يشعر هؤلاء الأشخاص أن كل شيء هو خطأ شخص آخر، وذلك يتسبب في عجزهم عن تغيير مواقفهم السلبية، أما الأشخاص الذين يعترفون بمسؤوليتهم عن الوضع السلبي فيشعرون، حتى لو كان ذلك عن غير قصد، بإحساس أكبر بالسيطرة والقدرة على التحسن.

ثالثا: عدم التسليم والقبول

القبول والتسليم في الظروف المعاكسة جزء لا يتجزأ من التعامل مع أحداث الحياة الصعبة غير المتوقعة والتغلب عليها. الأشخاص الذين يميلون إلى التركيز على طرح أسئلة مثل “لماذا حدث لي هذا؟”، “لماذا أعاني من ذلك؟” يواجهون صعوبة في الوصول إلى القبول، لأن هذه أسئلة من المحتمل ألا نجد لها إجابات مناسبة في هذه اللحظة.

في المقابل، فإن من الصحي طرح أسئلة مثل “كيف يمكنني المضي قدما؟، “ما نقاط قوتي حتى خلال هذه الظروف العصيبة؟”. إن ذلك يساعد في جعل القبول أكثر سهولة ومن ثم تجاوز الموقف الذي تشعر فيه بأنك عالق في السلبية.

رابعا: تشتيت الانتباه

يعاني معظم الأشخاص من مستوى معين من الإلهاء للسبب نفسه الذي يجعل المقارنة مشكلة منتشرة؛ إنها الأجهزة الإلكترونية. الإلهاء قادر على أن يزيل مشاعرنا الحالية على الفور، وذلك يخلق تبديلا سريعا للفكر، والتبديل المستمر في التفكير يؤدي إلى انخفاض في الإنتاجية ويتسبب في الشعور بالإرهاق، كما أن الإلهاء المستمر يجعل من الصعب جدا تجربة تقدير السعادة المتجذرة في الحاضر.

والأشخاص الذين يتعمّدون زيادة الوعي بمستوى الإلهاء لديهم يتجهون نحو الشعور بمزيد من الهدوء والشعور بالسعادة المتوفرة في الوقت الحاضر.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *