مجتمع

بن عيسى: فتح معبر “تراخال” سينعش الحياة الاقتصادية بمدن الشمال

بعد عامين وثلاثة أشهر من الإغلاق، دبت الحياة من جديد بين مدينة سبتة المحتلة ومدن شمال المملكة، حيث تمكن عشرات المغاربة المقيمين في سبتة من دخول الفنيدق ومدن الشمال مشيا على الأقدام وبواسطة السيارات مساء أمس الاثنين مباشرة بعد إعادة فتح السلطات المغربية للمعبر.

نساء ورجال مغاربة ظلوا طوال سنتين وزيادة عالقين على بعد مترات قليلة بمدينة سبتة بعدما قررت السلطات المغربية إغلاق المعبر، ليجدوا أنفسهم أمام فرحة عارمة عبروا عنها في تصريحات لجريدة “العمق” التي واكبت تفاصيل فتح المعبر ليلة أمس الاثنين.

وحول الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية لإعادة فتح معبر “تراخال”، أكد رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان محمد بن عيسى  أن “إعادة فتح المعابر له أثر إيجابي على المناطق المجاورة، خاصة وأن الالاف من ساكنة المدينتين المحتلتين يقيمان بشكل شبه دائم بالتراب المغربي وهو ما سينعش الحياة الاقتصادية”.

وتابع بن عيسى في تصريح لجريدة “العمق”، أن إعادة فتح معبر سبتة” سيعيد أيضا إحياء الروابط الاجتماعية والثقافية والروحية والانسانية بين المغاربة المقيمين بمدن الشمال والمدن المحتلة سواء سبتة أو مليلية”.

وحول احتمال رجوع كابوس التهريب المعيشي بعد فتح معبر “تراخال”، قال بن عيسى، إن “منع التهريب سبق قرار إغلاق المعبر، إذ أن منع التهريب كان في 7  أكتوبر 2019  وإغلاق المعبر كان في مارس 2020”.  مشددا على أن “المغرب لن يسمح بعودته بشكل نهائي لأن فيه مظاهر انتهاك لحقوق الانسان، ويلطخ سمعة المغرب أما المنتظم الدولي، إضافة إلى الخسائر الاقتصادية وما ينتج عنها من ظواهر اجتماعية كالعنف والتطرف والإدمان”.

واستدرك رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، بأن “هذا لا يمنع من القول وكباقي المناطق الحدودية أنه ستكون هناك بعض مظاهر التهريب لكن على الأقل ليس أمام أنظار السلطات وحمايتها كما كان سابقا وما سببه ذلك من تهديد للسلم الاجتماعي المحلي”.

وكان مصدر مسؤول، أكد أن السلطات المغربية لن تسمح مطلقا بجعل المعابر البرية سواء “باب سبتة”، و”بني انصار”، بعد إعادة فتحها ممرات لأنشطة تهريب السلع والبضائع.

وكانت السلطات قررت إغلاق المعابر الحدودية مع الجارة الشمالية في 2020 بسبب تفشي فيروس كورونا، ليمدد قرار الإغلاق بسبب الأزمة الدبلوماسية التي تفجرت بين المغرب وإسبانيا العام الماضي بعد استقبال زعيم جبهة البوليساريو.

وعادت مياه العلاقات بين المغرب وإسبانيا إلى مجاريها، بعد اعتراف صريح للحكومة الإسبانية بمبادرة الحكم الذاتي لملف الصحراء المغربية الذي اعتبرته حكومة بيدرو سانشيز مبادرة جدية وواقعية لحل النزاع المفتعل حول القضية الوطنية الأولى للمغرب.

وكان رئيس الحكومة الإسبانية قد قام بزيارة رسمية إلى المملكة المغربية حيث استقبله الملك محمد السادس وأقام على شرفه إفطارا رمضانيا فاخرا، ليعلن بعدها استئناف العلاقات الدبلوماسية والشراكات الاستراتيجية بين البلدين الجاريين وطي صفحات الخلاف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *