أخبار الساعة، سياسة، مجتمع

آل زعيتر .. مسار مثير لإخوة من حلبات الملاكمة إلى عالم المال والأعمال المشبوه

كان من الممكن أن يظل الاستقبال الملكي الذي حظي به الإخوة عثمان وأبو بكر وعمر زعيتر، بعد فوز الأول ببطولة MMA للملاكمة وتأهل الثاني لنهائي أهم دوري عالمي لهذه الرياضة القتالية، في حدوده البرتوكولية المعروفة، إلا أن شيئا خفيا قد وقع جعل هؤلاء الإخوة يتسللون إلى القصر في غفلة من الجميع، من أجل تحقيق، ليس مصالحهم الخاصة فحسب، ولكن أيضا للعبث بهيبة الدولة والدوس على القانون.

هذا ليس كلاما متحاملا على ملاكميين ألمانيين من أصل مغربي، حظوا بعطف مولوي نظير جهودهما في رفع راية الوطن في المحافل الرياضية الدولية، ولكنه واقع عززته أحداث أثبتت أن الإخوة الثلاث لم يحسنوا التعامل مع القرب من الملك بسبب عدم توفرهم على التجربة اللازمة لمعرفة كيف تدار الأمور داخل القصر ومحيطه، بل أكدت أنهم يتعمدون الخطأ والإساءة للدولة ورجالها بسبب الثقة المفرطة والجشع.

إن الطريقة التي تم بها استغلال التقاط الصور مع الملك داخل القصر، أثبتت أن هؤلاء الإخوة خططوا بشكل محكم لبيع حبهم الزائف للوطن مقابل ما يقدمه لهم من امتيازات وعطايا، إذ أن جولة قصيرة بالحسابات الشخصية لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر كيف أن هؤلاء يستحوذون على كل شيء يجدونه في طريقهم، حتى لو كان ذلك عبر القيام بأعمال خارج القانون كما هو الحال في الشمال وسلا، حيث تم الاستحواذ على أماكن لم يكن أحد يتصور أن يحصل عليها بسهولة أو أنها ممنوعة أصلا كالحال بمارينا سلا حيث يملكون مقهى لتدخين الشيشا أمام مرأى الجميع، في حين يتم منع مقاهي أخرى على بعد أمتار قليلة جدا من التجارة في هذا النوع.

لقد أدى الظهور المفاجئ للأخوة زعير في الساحة إلى خلق حالة من الارتباك وسط السير العادي لمؤسسات الدولة، حيث برعوا في استعمال الشعارات الداعمة للملكية لإعطاء الانطباع بدعم القصر لأعمالهم، في حين أن جل مشاريعهم التي نفذوها تمت خارج القانون، كما هو الحال بمدينة المضيق، حيث استغرب عدد من المهنيين إعلان الجماعة الترابية يوم الجمعة 13ماي 2022، للراغبين في الاستفادة من الرخص التجارية الموسمية على الشواطئ التابعة للنفوذ الترابي للجماعة، بأن آخر أجل لوضع الطلبات سيكون يوم الثلاثاء 31 ماي 2022، في الوقت الذي تمكن فيه الإخوة أبو زعيتر من الحصول على رخصة بمنتجع ماريناسمير قبل الموعد المحدد لوضع الطلبات.

وتساءل المهنيون عن الطريقة والمسطرة القانونية التي تمكن بها الاخوة أبوزعيتر من الحصول الرخصة قبل إعلان الجماعة، مما يطرح أكثر من علامات الاستفهام حول الموضوع، معتبرين أن الأمر هو ضرب صارخ في صميم قانون حقوق الإنسان ولمبدأ المساواة القانونية، على اعتبار أن هذه الأخيرة من أهم المبادئ الإنسانية التي تحرص جميع الأمم والشعوب على تحقيقها.

إهانة مؤسسات الدولة

كان القرب من الملك وأخذ الصور معه، واستغلال رمزيته من أجل تحقيق الثراء السريع، يمكن غض الطرف عنه لاعتبارات مختلفة، إلا أن طيش الإخوة زاد عن حده عندما تم استغلال سلطتهم الطارئة، من أجل استنفار أجهزة الأمن المدربة على محاربة الجريمة والعصابات والإرهاب، من أجل البحث عن كلب أبو بكر زعيتر الضائع بمدينة سلا، وهو ما انتشر انتشار النار في الهشيم داخل المغرب وخارجه، حيث أصبحت أجهزة الأمن، التي تحظى بتقدير وإعجاب المغاربة نظير حرفيتها العالية، محط تندر وسخرية.

هذه الإهانة البالغة التي قام بها الإخوة زعيتر في حق أهم مؤسسة بالدولة، لم تتوقف هنا بل تعدتها إلى الضغط على عمّال ورجال سلطة من أجل السماح لهم بإقامة مشاريع خاصة خارج الضوابط القانونية المعمول بها، وهو ما نشر في وسائل الإعلام الدولية، حيث أضحى الإخوة زعير رمزا من رموز استغلال السلطة والقرب من الملك دون أن يتمكن أحدهم من ايقافهم عن حدهم، وهو ما يمثل إهانة أخرى لمؤسسة القصر لا تقل خطورة عما تعرضت له المؤسسة الأمنية.

لقد كان حريا بالإخوة عثمان وأبو بكر أن يعملا على التركيز على مسارهما الرياضي وحصد مزيد من الألقاب في مجالهما، إلا أنهما عملا فقط على حصد مزيد من ثقة شخص الملك من أجل استغلالها في الربح السريع وتحقيق ثروة خيالية تفضحها السيارات الفارهة والساعات الفاخرة واليخوث الباهضة الثمن، وهي ثروة ما كان لهم أن يحققوا حتى عُشرها لولا استغلال الصورة التي التقطوها مع جلالة الملك لتكون لهم بمثابة “جواز” نحو بناء ثروة سريعة حتى لو كان ذلك خارج الأعراف الأخلاقية والمساطر القانونية، دونما علم من رئيس الدولة.

رجال العصابات .. قنابل موقوتة

الأخطر في مسار الإخوة زعير، ليس هو الحصول على الثروة بطرق غير مشروعة، بل هو التباهي بذلك وعرض بحبوحة العيش التي ينعمون فيها على مواقع التواصل الاجتماعي وفي المدن التي يسافرون إليها. فأبو بكر لديه مجموعة من الساعات الفاخرة تقدر بما لا يقل عن 25 مليون درهم (2.3 مليون يورو)، فيما يتمايل عمر (العقل المدبر للعصابة) في السيارات الفارهة للغاية مثل مرسيدس برابوس 800 التي تبلغ قيمتها 200 ألف يورو، وبنتلي بينتايجا 300 ألف يورو ورولز رويس بنصف مليون أورو.

إن تصرفات الإخوة زعيتر والتي أججت الوضع بالشمال إلى درجة خروج مواطنين للاحتجاج ضدهم وضد من ينفذ أوامرهم، أضحت قنابل موقوتة يمكن أن تنتهي بالانفجار في من يوفر لهم الحماية، أو في أي مكان زرعت فيه مشاريعهم، حيث تشير المعطيات إلى أن هؤلاء يخططون للاستيلاء على كل غال ونفيس من الأماكن المغربية التي تدر ربحا فوريا دون أي مجهود يذكر، الشيء الذي يستدعي التدخل العاجل لإيقاف هؤلاء عن حدهم، خاصة وأن مسارهم لا علاقة بعالم المال والأعمال، كما أن مسيرتهم الشخصية وانجزاتهم الرياضية المتواضعة جدا لم ولن تشفع لهم في يوم من الأيام أن يحظوا بكل ما حظوا به من حظوة وقرب من أعلى سلطة في البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • Nordine dghoghi
    منذ سنتين

    لا يدركون بعد كيف يعيشون.. ليس لهم الاحساس بالتصرف ولو انهم يقتربون من الملك كان عليهم ان يفهمون معنى التواضع وعلاقتها مع الناس.. كي يكسبون الناس اما اذا تفطروا وتنفدوا اكيد انهم اولا يحافظون على تخلفهم لكن الظلم لا يدوم...

  • محمد الطاغي.
    منذ سنتين

    بسم الله الرحمن اارحيم. انا ارى في هدا المقال مجموعة من المغالطات والحقد والحسد لهؤلاء الاخوة لم يجرموا في حق أحد سوى أنهم يمولون أموالهم لم يسرقوها من أحد وخصوصا من الشعب المغربي ،كلما هناك أنهم قاموا بطلب رخص من السلطات المختصة بالرخص في أماكين يمتلكها الشعب المغربي،أي الملك البحري وقمنا نحن في الجمعية الوطنية لمحاربة الفساد بالأعتراض عليها لأننا ندافع على الملك العمومي والبحري،وليس لنا اشكال مع اخوان ازعيتر،فسلمت لهم الرخصة من طرف المسؤولين في مدينة المضيق بدون ضغط من أخد ،لا من الملك ولا من أحد من افراد الأسرة الملكية.فادا كان لكم غيرة على الملك البحري فشواطئ مدينة تطوان جلها مستعمرة من طرف أناس يحرمون جل المواطنين من الولوج الى شواطئ بلادهم ،والعديد منهم نهبوا أموال الشعب بطرق غير قانونية..فنحن نستغرب من هدا الهجوم على هؤلاء الاخوة بهده الطرق الخسيسة ،وغض الطرف عن الناهبون للملك البحري الأخرون.كفى من ازدواجيات المعاير في التعامل مع المواطنين.من أرغم السلطات في المضيق على الترخيص؟.وان كان هناك ضغوط فليس الملك من فعل ذلك.بل هناك جهات تقوم بتفويت الملك البحىري والعمومي لمن لديها فيه مصلحة.وكفى من التحريض ودس السم في العسل.الملك له الحق في أن يتخد أصدقاء من أبناء شعبه،وليس من حق أحد أن يتدخل في هده الصداقة.هدا تحريض ضد هؤلاء الاخوة حسدا من عند أنفسكم.ومن له ملف اجرامي ضد أحد من هؤلا، الاخوة فاايقدمه للعدالة لتقول كلمتها فيه.أما هده الهجومات بهده الطريقة المشبوهة لن تأدي بكم الى أية نتيجة.الصحيح هو ربط المسؤولية بالمحاسبة.وأين الثروة؟. مقاطعوووووووووون.

  • المغرب قبل كل شيء
    منذ سنتين

    واش الدولة اللي تصور مع الملك تبقا تخاف منو .واش هاد لبلاد ما فيها قوانين؟

  • غير معروف
    منذ سنتين

    لله في خلقه شؤؤن

  • غير معروف
    منذ سنتين

    ما انت سوى حاقد و حاسد