منتدى العمق

سجينة العادات والتقاليد

هنا وهناك، تستحضر ذاك التناقض في المعتقدات، في بيتها تعيش مبادئ الحفاظ على قيمة المرأة ،تعلمت أن المرأة التي تتكلم كثيرا هي ثرثارة،تفقد آحترام الأخرين لها…

بنظرة واحدة من أبيها تفقد نشاطها وحب التكلم مع الأخر…
في آحدى الجلسات العائلية، تروي الفتاة العشرينية، أن ضيفا من الرجال زار بيتهم، تتذكر جيدا تفاصيل ذاك اليوم وكيف أحست نفسها آجتماعية، متحررة من قيود، افعلي لا تفعلي!!!
فتحت معه نقاشات يختلف موضوعها من حين لأخر….
كشفت له عن ميولاتها العلمية، أفصحت له عن نظرتها للرجل وعن الصعوبات الإجتماعية التي تجدها في مجتمع أغلبية أفراده يعيشون عقدا نفسية …يسلمون بالأوهام ،يدعون الإسلام وهم علمانيو الأفعال.

ولدت وترعرعت في بيت إسلامي الواجهة، علماني الأفعال، أجبرت على وضع جدار فاصل بينها وبين أخيها الرجل، وأن ترفض حسن المعاملة وطيب الكلام.
قيل لها، إنه علامة للخذلان وآستغلال الجسد.
تساءلت، لماذا لا يتجاوز الرجل مفهوم الجسد حينما يتعلق الأمر بامرأة؟ أليس هناك معايير أخرى من أجلها نعشق المرأة ونحبها؟ أم أن المرأة خلقت من أجل آشباع رغبات الرجل فحسب؟؟؟
سطوة الأب وصرامته حين تحاول آبنته أن تعرف معنى الجنس الأخر…
تتسأل مرارا وتكرارا…

من هو الرجل؟كيف أتعامل مع الرجل ؟كيف ينظر الرجل إلى المرأة؟؟؟هل كل الرجال متشابهون في نظرتهم للمرأة أم يختلفون ؟؟؟
أجيب عن كل هذه الأسئلة بالقمع، ونعت الفتاة الحائرة بقليلة الأدب والحياء، وأنها قد تجاوزت حدودها وتعفن فكرها، مادامت أسئلتها تدور عن الرجل والجنس والعلاقات الحميمية،  وغيرها من الأمور التي لا تزال من الطابوهات في مغربنا العميق.
كسر قلبها وفضلت أن تظل صامتة، تفعل ما يفعلون،  تدعي الفضيلة وهي خائنة لها، تعتني بصورتها الإجتماعية كفتاة أما الباطن لا يهم …
طالبها المجتمع بالتمثيل، لكنها قررت اعتزاله، تريد أن تعيش حرة، بعيدة عن العقد النفسية والأوهام.

هي ترفض، لكن ما عساها تفعل؟؟؟ إنها العادات والتقاليد، ما أن تبلغ ذاك السن المتعارف عليه في القبيلة وبين أفراد الجماعة ، تبدأ الأعين تحوم حولها ، لتجعل منها زوجة لها مسؤوليات ليست قادرة على تحملها أساسا…
تطرق الأبواب من أجلها، ويفتح أهلها ذاك الباب ، الذي ترفض فتحه في قرارات نفسها…
تتم الموافقة دون أخذ رأيها؟؟

ربما هي لا ترغب في عرس ولا صخب، هي تود كتبا تدرسها وقلما تعبر به عن أحاسيسها الصامتة، ورغباتها في الحياة، التي لم تملك في يوم من الأيام حق التعبير عنها،  هي تود زوجا كما تريد وليس كما يريدون لها،  توده نموذجا للإخلاص في زمان قل فيه الاحترام وتقديس الثقة التي تجمع بين آدام وحواء،  ترفضه ذكرا يحب كل من تملك مقومات فيزيولوجية توحي بأنها فتاة،  ترغبه رجلا متيما بعاقلة، مثقفة ومحصنة…
لا تشترط الظهور والتباهي، فلا يهمها إلا سعادتها، وسعادتها لا تحققها المظاهر، تحب البساطة والإستمتاع بالأشياء الجميلة و المتواضعة.