مجتمع

حرائق الشمال وندرة المياه.. خبير بيئي يدعو لإعلان حالة الطوارئ المناخية بالمغرب

يعيش المغرب في الفترة الأخيرة ظروفا استثنائية نتيجة تداعيات وخيمة لتغيرات المناخ، التي دق المنتظم الدولي ناقوس الخطر بشأنها منذ سبعينيات القرن الماضي.

وتجسد ذلك من خلال ندرة للمياه حيث صار سكان عدد من مناطق المملكة يجدون صعوبة في الوصول إلى الماء الصالح للشرب بسبب توالي الجفاف خلال هذه السنة، دون إغفال الفيضانات التي شهدتها عدة مناطق في السنوات الماضية، خاصة منها الدار البيضاء وتطوان وغيرها.

جفاف وفيضانات وحرائق للغابات وارتفاع مهول في درجات الحرارة، يقول الخبير في المناخ والتنمية المستدامة محمد بنعبو في تصريح لجريدة “العمق”، “كلها كانت كفيلة بإعلان حالة طوارئ مناخية بالمغرب”.

وأردف أنه “بعد أقل من شهر من موجة الحرارة السابقة ارتفعت درجات الحرارة إلى مستويات عالية وبشكل استثنائي منذ  يومالاثنين الماضي في المغرب وفي شبه الجزيرة الأيبيرية حيث تجاوز ت مقاييس الحرارة 48 في المغرب و42 درجة وفي جنوب فرنسا”.

وشدد الخبير في قضايا المناخ على أن “تكاثر هذه الظواهر هو نتيجة مباشرة للاحتباس الحراري، حيث إن انبعاثات الغازات الدفيئة تزيد من شدتها ومدتها وتواترها، ففي إسبانيا مثلا تم تسجيل 43.3 درجة مئوية كحد أقصى في كاندليدا في الأيام الماضية رغم أن الساعة كانت السادسة مساء، بينما بلغت 42 درجة في مدن جنوبية أخرى مثل إشبيلية”.

واعتبر بنعبو أن “هذه الموجة الحارة الجديدة وهي الثانية في شهر بعد منتصف يونيو، موجة استثنائية للغاية بدأت يوم الأحد 10 يوليوز 2022، وقد تستمر حوالي الأسبوعين مما يجعلها واحدة من أطول ثلاث موجات حرارة التي يشهدها المغرب”.

ولخص الخبير هذا الوضع بقوله إن “تغير المناخ اليوم يتسبب في حدوث موجات حرارة أكثر تواترا ويزيد من شدتها، حيث تضاعف عدد هذه النوبات خلال الاثني عشر عاما الماضية، بينما عاشت المنطقة المتوسطية المرحلة الأسوأ مناخيا بين الثلاثاء 12 يوليوز والخميس 14 يوليوز 2022، حيث ناهز المحرار 49 درجة مئوية في بعض المناطق بالمغرب، بينما تم تحطيم درجات الحرارة المطلقة المسجلة في إسبانيا والبرتغال”.

وذكر بنعبو على سبيل المثال أن “إسبانيا مرت بخمس حلقات من درجات الحرارة المرتفعة بشكل استثنائي خلال الأشهر الأحد عشر الماضية، حيث كان شهر ماي أكثر الشهور سخونة منذ بداية القرن، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة، تعاني إسبانيا من نقص حاد في هطول الأمطار منذ فصل الشتاء، ونتيجة لذلك بلغت مستويات السدود 45.3٪ من طاقتها الإجمالية مقابل 65.7٪ في المتوسط خلال هذه الفترة على مدى السنوات العشر الماضية”.

وبالرجوع إلى الحرائق التي شهدتها مناطق العرائش وتازة والحسيمة وطنجة، أرجع الخبير في البيئة والتنمية المستدامة والتغيرات المناخية، سعيد شكري أسبابها إلى تدخل بشري، مؤكدا أن “التغيرات المناخية فاقمت من حدة هذه الحرائق”.

وأبرز شكري في حوار صحفي، “أن الأمطار المتأخرة خلال شهري مارس وأبريل أدت إلى نمو العشب بشكل كثيف، لكن ارتفاع الحرارة خلال شهر يونيو وبداية يوليوز تسبب في جفاف هذا العشب وبالتالي أصبحت قدرته أكبر على الاشتعال، وأي شرارة صغيرة قد تؤدي إلى اندلاع حريق كبير”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *