خارج الحدود

الجزائر تسابق الزمن لبناء خط غاز جديد .. وخبير: الخط المغربي النيجيري أكثر نجاعة

صادقت الجزائر، أول أمس الخميس، على مذكرة تفاهم مع النيجر ونيجيريا بشأن بناء خط غاز عابر للصحراء، وفق تصريحات أدلى به وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب إلى الصحافة.

وأضاف عرقاب أن الدول الثلاث ستواصل المحادثات لتنفيذ المشروع الذي قدرت كلفته بـ 13 مليار دولار لنقل ما قد يصل إلى 30 مليار متر مكعب سنويا إلى أوروبا، (لتنفيذه) في أقرب وقت ممكن.

وذكرت وسائل إعلام جزائرية أنه من المتوقع أن يمتد خط الأنابيب لمسافة أربعة آلاف كيلومتر، ومن المنتظر أيضا أن يبدأ هذا الخط من واري في نيجيريا لينتهي بحاسي الرمل في الجزائر حيث سيتصل بخطوط أنابيب قائمة تقوم بإمداد الغاز إلى أوروبا.

وكانت الفكرة قد طرحت للمرة الأولى قبل أكثر من 40 عاما وجرى توقيع اتفاق بين الدول الثلاث في 2009 ولكن منذ ذلك الحين لم يشهد المشروع تقدما يذكر.

وفي تعليقه على هذه الاتفاقية، قال المحلل السياسي، مصطفى يحياوي، إن بال الجزائر لم يهدأ حتى وقعت اتفاقية أنبوب الغاز العابر إلى أوروبا من نيجيريا، فالنيجر، فالجزائر وصولا إلى أوروبا عبر المتوسطي.

وقال في تغريدات نشرها على حسابه بتويتر إن هذا الطموح المتعثر منذ عقود تعترضه عوائق سميكة تجعل المشروع المغربي-النيجري أكثر نجاعة وأكثر جدوى.

وأضاف يحياوي قائلا: “ولعل أهم هذه العوائق كلفة الإنجاز (13 مليار دولار) التي يصعب تعبئتها دون شركاء دوليين آخرين. وهو الأمر المستعبد لأن منطقة عبور الأنبوب من جنوب إلى شمال نيجيريا، وعبورا من المناطق الصحراوية في النيجر وجنوب الجزائر معروفة بالتهديدات المسلحة للجماعات الإرهابية النقطة في منطقة الساحل”.

وتابع بالقول: “زد على ذلك أن المشروع المقترح يأتي في سياق جيوسياسي تحتاج فيه أوروبا بعد التخلي على الغاز الروسي إلى الزيادة أيضا في الغاز الطبيعي المسال. إذن هذا المشروع لن يصل في الجدوى وفي تأمين المخاطر وفي تعبئة موارد التمويل ما وصل إليه مشروع الخط المغربي-النيجيري”.

وأوضح أن المشروع المغربي النيجيري يربط أهم دول غرب إفريقيا المصدرة للغاز الطبيعي بالخط المزمع تشيده (خاصة سينغال ومالي وموريتانيا) بشكل يدخل هذه الدول في الشطر الذي تم إنجازه على مستوى دول غرب إفريقيا في 2010 (جنوب نيجيريا والطوغو والبنين وغانا)، الأمر الذي سيؤمن كهربة 300 مليون أسرة أفريقية.

وختم تغريداته بالقول: “نحن إذن أمام مشروع كبير يهم بالإضافة لدول الاتحاد الأوروبي، 15 دولة في غرب إفريقيا،  ولذلك من الناحية الجيوسياسية، نجاح هذا المشروع المغربي-النيجيري رهان إقليمي أشمل من ناحية العائدات من المشروع الجزائري-النيجيري الذي ما يزال في إطار مذكرة تفاهم ويفتقد لتصور واضح للتمويل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *