منتدى العمق

مؤسسة الزواج بين الأمس واليوم

الزواج سنة الحياة، يقصد به ذاك “الترابط الشرعي بين المرأة والرجل غايته الإحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة، برعاية الزوجين ” مدونة الأسرة.

فالزواج عبارة عن علاقة شرعية صحيحة قائمة بين الجنسين، الهدف منها الإبتعاد عن المعاصي وتحصين النفس من المغريات المفتنة والتربية على مجموعة من الأسس والمبادئ أهمها الصبر.

وعليه نطرح التساؤول التالي: هل زواج اليوم هو نفسه زواج الأمس؟ ما هي الأسباب التي جعلت نسبة الطلاق تتصاعد بشكل مهول ، خصوصا أن هذا التصاعد بدأ يتنامى وترتفع نسبته بعد صدور مدونة الأسرة مباشرة؟هل يمكن أن نقول أن المرأة كانت صامدة أمام العنف الذي كانت تتعرض له في ظل قانون لا يحميها (مدونة الأحوال الشخصية)؟؟؟ أم أن المرأة لم تكن تهتم لأي قانون كيفما كان وكانت تفضل أن تحافظ على بيتها و أولادها لأنها “تعلمات أن المراة ليكي تحافظ على بيتها هي امراة بنت الاصل اعندها قيمة”.

الزواج أصبح اليوم وسيلة لقضاء المصالح والغايات، هذا ما يفسر فشل علاقات الزواج اليوم ، ويرجع ذلك إلى مجموعة عوامل أهمها، عدم التفاهم بين الزوجين وقلة الصبر و عدم القدرة على تحمل المسؤولية، حيث يصطدم كل من الزوج والزوجة بواقع مخالف تماما، في حين أن جيل الأمس كان يتسلح بقيم الصبر والاحترام المتبادل والبساطة، فكانت العشرة تطول وكان الأبناء متميزون متخلقون.

هناك من يرجع نجاح علاقة الزواج أو فشلها إلى المرأة، وهذا ما نجده حتى في أقوالنا وأمثالنا الشعبية، “الحرة إلى صبرات دارها عمرات”، لأن المرأة من تملك زمام الأمور والاهتمام بشؤون البيت ورعاية الأطفال ومحاولة إنجاح مؤسسة الزواج إلى جانب الزوج، فإن كانت الأسرة ناجحة ومتفاهمة كان الفضل في ذلك للمرأة والعكس صحيح، حتى وإن كانت مسألة القوامة للرجل.

ما يفسر صمود المرأة في الماضي أمام الإهانات التي كانت تتعرض لها من عنف وقمع وقلة احترام من زوجها، قسوة المجتمع ونظرته البئيسة لكل من سولت لها نفسها ترك بيتها والحصول على حريتها، المجتمع المغربي في الماضي كان يقسو على هذه الفئة ويهينهاـ لهذا كانت تفضل المرأة أن تبقى في بيتها مع زوجها وأولادها حتى وإن كان ذلك على حساب كرامتها، وذلك حتى لا تعاني الإقصاء والتهميش، لكن في ظل مدونة الأسرة أصبحت المرأة قادرة على البوح بمعاناتها مع زوج لا يحترمها، بل وصل الحد إلى مستوى المواجهة والمطالبة بالحقوق التي كفلها إياها القانون، لكن هذا لا يعني أن المرأة دائما تكون مظلومة ولا علاقة لها بفشل مؤسسة الزواج.

ففي كثير من الحالات نجد الزوجة في قفص الإتهام جراء تعنيفا لزوجها وقلة احترامها له وتقاعسها في القيام بالواجبات المنوطة بها كزوجة وأم، لأنها أرادت الزواج لتنعم بالحرية المطلقة بعيدا كل البعد عن قمع الأسرة وسطوة أبيها وأخيها، أو أنها أحبت الإرتباط بزوجها من أجل المال والإغتناء وتغيير المستوى المعيشي.

زواج الأمس يختلف تماما عن زواج اليوم، الأسباب كثيرة ومتنوعة لكن المطلوب والأساس، الرضا والقناعة ومحاولة إرضاء الله عز وجل لا محاولة إرضاء الناس .