مجتمع

أطفال مقدسيون يزورون ضريح مجاهد مغاربي فتح القدس مع صلاح الدين الأيوبي

زار مجموعة من أطفال القدس المشاركين في المخيم الصيفي لوكالة بيت مال القدس الشريف في دورته الـ13، ضريح أحد قادة المجاهدين المغاربة الذين ناصروا صلاح الدين الأيوبي لفتح القدس، وهو الحاج أبو عمران موسى الرضا ابن مشيش، المتوفي عام 612 هجرية.

ففي دار أبجاو بجماعة خميس بني عروس بإقليم العرائش، وقف الأطفال المقدسيون، أمس الجمعة، أمام ضريح المجاهد المغربي وترحموا على روحه.

أطفال القدس الذين يوجد ضمنهم من يحمل أصولا مغربية، اطلعوا على دروس عن مظاهر ارتباط المغاربة بالقدس، وجهادهم لنصرة المدينة وحماية مقدساتها، منذ ما يزيد على الألف عام، من خلال سيرة الحاج موسى الرضا، شقيق القطب الولي الصالح مولاي عبد السلام ابن مشيش، دفين جبل العلم.

وقدم الباحث بلال الدهية، المتخصص في العلاقات بين المغرب والشام في حلقة نظمت افتتاح الدرس التاريخي برحاب دار الفنون والصنائع بتطوان، لمحة عن صلات المغاربة مع الشام، من خلال مؤلفه “مغاربة الشام”، الصادر عن “بيت الحكمة” سنة 2018، أبرز فيها مراحل تشكل الوجود المغربي في سوريا والأردن وفلسطين.

وركز الباحث الدهية على حضور المغاربة في بيت المقدس، من خلال الوثائق والشواهد والآثار القائمة إلى يومنا هذا، ومنها ما تم توثيقه في دراسة “مغاربة بيت القدس”، التي صدرت ضمن منشورات وكالة بيت مال القدس الشريف عام 2020.

واستعرض الدهية مساهمة المغاربة في حماية المدينة المقدسة، وقد انتقلوا إليها مجاهدين، وعلماء، وحجاجا، وطلاب علم، واندمجوا مع نسيج أهل البلد، وتبوؤوا فيها أعلى المراتب في أسلاك التعليم والقضاء، حتى بات ي ضرب بهم المثل في المروءة والزهد والوفاء والإخلاص، مما جعلهم يتمتعون بحظوة خاصة في المدينة.

من جهته، قدم الأستاذ عبد السلام الجعماطي، أستاذ التاريخ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بطنجة، للأطفال ولمؤطريهم نبذة تاريخية مركزة عن أطوار من حياة الحاج موسى الرضا بن مشيش في مكة المكرمة، التي قدم إليها من المغرب ومكث فيها اثنى عشر عاما.

واستطرد الأستاذ الجعماطي معددا خصال الرجل، الذي انتقل مع المجاهدين المغاربة للانضمام لجيوش المسلمين في معركة حطين سنة 583 هجرية، فتميز بالشجاعة والإقدام، حتى قربه الناصر صلاح الدين، وجعله قائدا على فصيل قومه من المجاهدين المغاربة لفتح القدس.

أما بشار أبو شمسية، باحث متخصص في تاريخ القدس، منسق المخيم الثالث عشر، فقد أعرب من جانبه عن اندهاشه من قيمة هذا الدرس التاريخي، الذي تلقاه مع أقرانه في المدارس والجامعات الفلسطينية، قبل أن يشهده م جسدا على الطبيعة، على ب عد آلاف الكيلومترات من فلسطين.

وعبر الباحث عن مدى الأثر الذي سيتركه هذا الدرس في نفوس هذه المجموعة من الأطفال، الذين ك تب لهم الانتقال إلى هذا “المقام العالي”، الذي تتجسد فيه عظمة هذا البلد ورجالاته، ممن تكبدوا عناء الانتقال كل هذه المسافات لن صرة القدس وأهلها الصامدين.

وتابع بالقول “اليوم، نصل الماضي بالحاضر. هؤلاء أطفال من القدس، من بينهم أطفال من أصول مغربية، يقفون على ضريح رمز من رموز الجهاد لتحرير مدينتهم. هذه صور بليغة وليست من الخيال عن معاني التضحية والإيثار، لن ننساها أبدا”.

يُشار إلى أن هذا المخيم يقام تحت رعاية الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بالمغرب في الفترة ما بين 12 و 26 غشت الجاري.

* “و م ع” بتصرف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *