منوعات

لوفيغارو: ندرة المياه قد تشعل الحروب في 12 منطقة عبر العالم

سد إثيبويا على نهر النيل

الحروب المائية التي تلوح في الأفق وتهدد الاستقرار العالمي ليست جديدة، بل إن ذلك النوع من الحروب التي تنشب للسيطرة على الموارد المائية قديمة جدا.

لكن جريدة “لوفيغارو” الفرنسية قالت إن المناطق المرشحة للنزاعات حول الماء عبر العالم تزداد باستمرار، وحددت 12 منطقة مرشحة للدخول في حروب مائية.

تاريخ قديم للصراع وجغرافية سياسية معقدة

وفق ما أكدته دراسات حديثة، عرفت منطقة وادي النيل التي تشمل مصر والسودان، (منطقة سميت جبل الصحابة) على ما يبدو أقدم حرب مسجلة في تاريخ البشرية للصراع على منطقة جغرافية بسبب تغير المناخ من الجفاف الشديد إلى الرطوبة الشديدة قبل أزيد من 13000 عام.

وبخلاف جبل الصحابة، حسب موقع “دقائق”، وقعت أول حرب معروفة على المياه حوالي 2500 ق.م بين مدينة “لجش – تل الهبا حاليًا” ومدينة “أوما – تل جوخة حاليًا” في أقدم الحضارات الإنسانية: الحضارة السومرية بالعراق.

ورغم أن الأرض معروفة بـ “الكوكب الأزرق” بسبب لون المياه الظاهر بوضوح على خريطتها، فإن ما يقرب من 97.5% من المسطحات المائية مالحة أو ملوثة.

وحسب نفس المصدر، أزيد من 145 دولة – خُمسا سكان العالم – تتشارك نحو ثلاثة أخماس المياه المتدفقة من الأنهار فيما يشكل 263 حوضًا نهريًا. ولذلك تتقاسم دولتان أو أكثر نفس المصدر المائي.

وكنتيجة طبيعية، تعتمد العديد من البلدان على الموارد المائية التي تنشأ خارج حدودها الوطنية. مثلًا، 34% من موارد المياه في الهند، و76% من موارد المياه في باكستان تأتي من خارج الدولتين.

ويقدر البنك الدولي حاجة الفرد من المياه بـ 100 – 200 لتر يوميًا للاحتياجات اللأساسية فقط. أما لو أُضيفت الاستخدامات الأخرى – مثل الزراعة وإنتاج الطاقة – فإجمالي المتوسط السنوي للفرد 1,000 متر مكعب.

ووفق البنك الدولي، لا يستطيع مليار شخص حول العالم الحصول على المياه الصالحة للشرب، وهي مشكلة ستزداد مع نمو السكان من 6.8 مليار الآن إلى حوالي 9 مليارات بحلول 2050.

12 نقطة توتر محتملة عبر العالم

قالت صحيفة “لوفيغارو” (LeFigaro) الفرنسية إن مناطق المواجهة من أجل الحصول على المياه تتزايد في القارات الخمس مع زيادة عدد السكان وندرة الموارد. وحسب الجزيرة نت، حددت الجريدة مناطق التوتر المائي في:

+ السنغال وموريتانيا.. سد في الساحل

رأت الصحيفة أن هناك خشية من أن يساهم تشغيل سد دياما على نهر السنغال في تأجيج التوتر من جديد بين موريتانيا والسنغال بسبب الإخلال بالتوازن الهش بين الرعاة والمزارعين، وذلك على خلفية الصراع الذي حدث بين البلدين في التسعينيات.

هذا السد -كما أشارت الصحيفة- تديره منظمة استثمار نهر السنغال التي تضم 4 دول أعضاء هي السنغال وموريتانيا ومالي وغينيا، ويغذي بحيرة “غير” بالسنغال وبحيرة “الركيز” ومنخفض “آفطوط الساحلي” بموريتانيا، وهو يعمل “جنبا إلى جنب” مع سد ماننتالي في مالي لتوليد الطاقة الكهرومائية للمنطقة.

+ سلوفاكيا والمجر.. مواجهة على نهر الدانوب

وفي أوروبا -كما تقول الصحيفة- يسمم نزاع حول تنظيم مياه نهر الدانوب العلاقات بين المجر وسلوفاكيا بعد أن تم إبرام اتفاقية في عام 1977 تهدف إلى الحد من الفيضانات وتسهيل الملاحة في هذا النهر المتقلب، وقد أدانت محكمة العدل الدولية في لاهاي -التي رفعت أمامها القضية عام 1993- الطرفين لعدم احترام المعاهدة

+ أوكرانيا وروسيا.. قناة القرم

غذت إمدادات المياه في شبه جزيرة القرم التوترات الروسية الأوكرانية منذ ضم شبه الجزيرة غير القانوني -حسب الصحيفة- من قبل موسكو عام 2014 بعد أن أغلقت سلطات كييف بوابات القناة التي تم حفرها في الستينيات لتوجيه جزء من مياه نهر دنيبر إلى الجزيرة

ومنذ ذلك الحين واجهت المنطقة -التي كانت تستمد 85% من مياه الشرب من القناة- موجة جفاف متكررة حتى أعاد الجيش الروسي تشغيل القناة مباشرة بعد اجتياح قواته جنوب أوكرانيا.

+ لبنان.. برج المياه في الشرق الأوسط آخذ في الجفاف

لأول مرة يعاني لبنان من “إجهاد مائي مرتفع للغاية” وفقا لتقرير صادر عن معهد الموارد العالمية، وذلك بسبب الاحتباس الحراري والأزمة الخطيرة التي تمر بها البلاد منذ عام 2019، وإذا كانت عواقب هذه الأزمة المائية محصورة في البلد في الوقت الحالي -كما تقول الصحيفة- فإنها يمكن أن تمتد إلى المستوى الإقليمي.

+ تركيا والعراق وسوريا.. الحق في الماء للأقوى

انخفضت مستويات نهري دجلة والفرات اللذين يعبران تركيا وسوريا والعراق بسبب السدود التركية الكبيرة التي تقلل تدفق المياه إلى الجيران، حيث يعاني العراق من الجفاف للعام الثالث على التوالي، وقد تنفد المياه قريبا كذلك لدى ملايين السوريين.

+ إثيوبيا.. سد على النيل يخلق أزمة إقليمية

يشكل “سد النهضة العظيم” -الذي بنته إثيوبيا على النيل الأزرق الرافد الرئيسي لنهر النيل- مصدر قلق كبير للسودان ومصر الواقعين على مصب النهر واللذين يطالبان بوقف ملء خزان السد إلى حين التوصل لاتفاق ثلاثي.

+ اليمن.. الحرب والقات

في اليمن -الذي يعيش حربا منذ عام 2015- تعد المياه قضية إستراتيجية، لأن مستوى الإجهاد المائي بلغ ألف متر مكعب، بسبب استخدام لمدة 30 عاما لإنتاج القات الذي يستهلك 60% من موارد البلاد.

+ الهند وباكستان.. الخلاف على نهر السند

ينبع نهر السند من هضبة التبت، ويمر عبر الهند قبل أن يتدفق في باكستان وينهي مجراه في بحر العرب، عند التقسيم في عام 1947 آلت الأراضي التي يرويها إلى باكستان، لكن الهند احتفظت بمعظم إمدادات المياه -كما تشير الصحيفة- لتطلق الكثير من المياه في المناطق التي غمرتها الفيضانات، ويغذي الصراع في كشمير هذه الأزمة.

+ الصين ولاوس وفيتنام.. سدود على نهر ميكونغ

نبهت الصحيفة إلى أن انتشار السدود الكهرومائية التي بنتها الصين عند منبع أطول نهر في جنوب شرق آسيا يهدد إمدادات المياه لـ60 مليون نسمة يعتمدون عليه في الزراعة وصيد الأسماك، من لاوس إلى فيتنام عبر بورما وتايلند وكمبوديا.

+ كندا والولايات المتحدة.. اتفاق في خطر

أسفرت معاهدة نهر كولومبيا -التي صدّقت عليها الولايات المتحدة وكندا عام 1964- عن بناء 4 سدود ضخمة لتوليد الطاقة الكهرومائية للحد من مخاطر الفيضانات وتوليد مليارات الدولارات من الكهرباء، والمفاوضات جارية بين البلدين لتحديثها، لكن الممثلين الأميركيين الذين يجدونها باهظة الثمن يريدون تغييرها بالكامل

+ الولايات المتحدة والمكسيك.. الجفاف يؤجج التوتر

أصبح النهر في ولاية كولورادو بجنوب غربي الولايات المتحدة والمكسيك أكثر جفافا، مما يؤجج التوترات مع المكسيك التي يجب عليها -بموجب اتفاقية تم توقيعها عام 1944- تزويد جنوب الولايات المتحدة بـ450 مليار لتر من المياه سنويا.

+ البرازيل والأرجنتين وباراغواي.. التوتر في نهر بارانا

في عام 1979 وضعت الدول الثلاث حدا لـ10 سنوات من الصراع من خلال توقيع اتفاقية حول الاستغلال المشترك لمياه نهر بارانا على حدود الدول الثلاث، لكن شروط المعاهدة التي تنتهي في عام 2023 تثير استياء باراغواي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار