سياسة

محلل تونسي لـ”العمق”: قيس يعبث باستقرار المنطقة المغاربية وبالمصالح العليا لشعوبها

قال الباحث في العلاقات الدولية، البشير الجويني، إن ما حدث في هذا الملف هو جزء من الكل، وهذا الكل هو العلاقات الدولية لدولة تونس بعد  انقلاب قيس سعيد بعد 2525 يوليوز 2021.

وقال المحلل السياسي التونسي إن السياسة الخارجية التونسية معروفة بانها سياسة خارجية متزنة، والتي صاغ معالمها الراحل بورقيبة، وصارت عليها الديبلوماسية التونسية منذ الاستقلال، إلا أن انقلاب قيس سعيد أحرجها من حيادها ومن حكمتها ومن مبادئها والتي من اهمها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم الانحياز.

وأشار الجويني إلى أن تونس مع قيس سعيد أصبحت في هذه القضية وغيرها من القضايا تتخذ مواقف ليست في صالحها ولا في صالح جوارها، وهي مواقف فيها انحياز إلى رؤى معينة، وفق تعبيره.

واكد المتحدث على ان ما يقوم به قيس سعيد لا يخدم مصلحة تونس ولا يخدم مصلحة دول الجوار بغض النظر عن الموقف من القضية الصحراوية، وإن كان هذا الموقف مشكلة تنضاف إلى مشاكل موجودة داخل تونس وفي البناء المغاربي وفي استقرار الجوار.

وتابع بالقول: إن ما يحدث يدل على العزلة الدولية للنظام التونسي، الذي يحاول أن يكسب ود بعض الدول عبر  ممارساته التي وصفها “بالرعناء”، مضيفا أن نظام قيس سعيد يعبث بالمصالح الاستراتيجية لتونس وباستقرار المنطقة وضرب المصالح العليا لكل شعوب المنطقة المغاربية

وأكد المتحدث في ختام تصريحه لجريدة “العمق” على أن العلاقات بين الشعوب هي علاقات مستمرة ومستقرة واخوية وفيها رابطة الدم والجوار والمصالح المشتركة.

وأمس الجمعة، استقبل الرئيس التونسي قيس سعيد، زعيم جبهة البوليساريو، ابراهيم غالي، بمطار قرطاج الدولي بالعاصمة التونسية، حيث تشارك الجبهة الانفصالية في قمة طوكيو للتنمية في إفريقيا “تيكاد 8” التي تحتضنها تونس يومي 27 و28 غشت الجاري.

وأعلنت البوليساريو أن إبراهيم غالي حل اليوم الجمعة، رفقة عدد من قياديي الجبهة الانفصالية، بتونس، حيث وجد في استقباله قيس سعيد بمطار قرطاج.

وفي خطوة مستفزة للمملكة المغربية، استقبل قيس سعيد غالي بالمطار واستعرض كتيبة من الحرس الجمهوري كما أجرى معه محادثات بالقاعة الشرفية بالمطار .

وردا على ذلك قرر المغرب، أمس الجمعة، استدعاء سفيره بتونس، معتبرا ترحيب رئيس الدولة التونسية بزعيم الميليشيا الانفصالية، عمل خطير وغير مسبوق، يجرح بشدة مشاعر الشعب المغربي وقواه الحية.

وأضاف بلاغ صادر عن الخارجية المغربية أن تونس قررت، خلافا لنصيحة اليابان، وفي انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول بها، دعوة الكيان الانفصالي من جانب واحد.

وفي مواجهة هذا الموقف العدائي والمنحاز للعلاقات الأخوية التي حافظ عليها البلدان على الدوام، يضيف البلاغ، قررت المملكة المغربية عدم المشاركة في قمة التيكاد الثامنة المنعقدة في تونس يومي 27 و 28 غشت، واستدعاء السفير المغربي تونس للتشاور على الفور.

ونبه المصدر ذاته إلى أن هذا القرار لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على الروابط القوية والمتينة بين الشعبين المغربي والتونسي؛ اللذين يربطان بتاريخ مشترك ومصير مشترك.

وجاء في البلاغ، “بعد أن تضاعفت المواقف والتصرفات السلبية في الآونة الأخيرة، تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا؛ فإن موقف تونس في إطار عملية التيكاد (منتدى التعاون الياباني الأفريقي) يؤكد عداءه الصارخ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *