منوعات

غوغل ترفع السرية عن مشروع “أليريا”.. تعرف عليه

في كل مرة تفاجئ المختبرات السرية لغوغل العالم بمشاريع جديدة ومثيرة، فهذه المختبرات التي تطلق عليها الشركة أسم (Google X)، سمحت لغوغل والشركة الجديدة التي أحدثها سنة 2015، وهي شركة “ألفابت”، بغزو عدد كبير من المجالات بمشاريع نوعية وباستثمارات عملاقة.

وما يزال كثيرون ينظرون إلى غوغل على أنه فقط عملاق البحث عبر الأنترنيت، لكن القائمين على غوغل لم يقتنعوا بالسيطرة على الإنترنت فقط، فذهبوا لما هو أبعد من ذلك، وقرروا إنشاء أبجدية خاصّة بهم.

جوجل ومنذ تأسيسها لم تُركّز فقط على الويب والإنترنت؛ بل تضمّنت مشاريع كبيرة مثل النظّارات الذكية (Google Glass)، والإنترنت السريع (Google Fiber)، ومختبرات جوجل (Google X)، وغيرها الكثير من المشاريع الفرعية ذات الاختصاصات المُختلفة التي تديرها الشركة الجديدة “ألفابت”.

وقبل أيام فقط رفعت غوغل السرية عن أحد مشاريعها المثيرة، دون أن تكشف عن كثير من التفاصيل، فما هو هذا المشروع الجديد؟ وما هي طبيعة العلاقة بين غوغل وشركة “ألفابت” ومشروع “أليريا” الجديد؟

الكشف عن مشروع “أليريا

حسب الجزيرة نت، عمل فريق من المهندسين داخل “غوغل” (Google) خلف الكواليس على برنامج لشبكات الاتصالات عالية السرعة تمتد من الأرض إلى الفضاء.

وكشفت غوغل يوم الاثنين 12 سبتمبر الجاري، عن المشروع السري المسمى “أليريا” (Aalyria) والذي تديره شركة ناشئة، لكنها رفضت تقديم تفاصيل عن المشروع، مثل المدة التي عملت فيها على التكنولوجيا وعدد الموظفين العاملين على المشروع في الشركة الناشئة.

وقالت إدارة “أليريا” في بيان صحفي، حسب نفس المصدر، إن مهمتها هي إدارة “السرعة الفائقة والأمان الفائق لشبكات اتصالات شديدة التعقيد والتي تشمل الأرض والبحر والجو والفضاء القريب والفضاء السحيق”.

وتدعي الشركة أن لديها تقنية اتصال بالليزر “بمقياس وسرعة أكبر بشكل كبير من أي شيء آخر موجود اليوم”، في وقت تم استخدام منصة برمجيات “أليريا” في العديد من مشاريع شبكات الطيران لشركة غوغل.

السعي للحصول على تمويل خارجي

ويأتي هذا المشروع في الوقت الذي تعاني فيه “ألفابت” (Alphabet) الشركة المالكة لغوغل من ضعف في أرباح الإعلانات وتحاول تقليل المشاريع التجريبية، ويعني هذا جزئيا السعي للحصول على تمويل خارجي لبعض المشاريع التي احتضنتها لسنوات.

فقد جمعت شركات تابعة لألفابت مثل الشركة المتخصصة في علوم الحياة “فيرلي” (Verily) وصانع السيارات ذاتية القيادة “وايمو” (Waymo) الأموال من مستثمرين خارجيين، فيما أغلقت “ألفابت” مشاريع مثل “ماكاني” (Makani) التي كانت تصنع طائرات ورقية لتوليد الطاقة، وشركة “لوون” (Loon)، وهي شركة مناطيد لتوصيل الإنترنت إلى الأماكن النائية.

وقالت “أليريا” إن لديها عقدا تجاريا بقيمة 8.7 ملايين دولار مع وحدة ابتكار الدفاع الأميركية، وسيقود الشركة الرئيس التنفيذي كريس تايلور، وهو خبير في الأمن الداخلي وقاد الشركات الأخرى التي عملت مع الحكومة.

ويذكر ملف تايلور الشخصي على “لينكد إن” (LinkedIn) أنه الرئيس التنفيذي لشركة (لم تظهر بعد للعلن) أسسها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وسعت “ألفابت” إلى إبرام المزيد من العقود الحكومية المربحة، وأعلنت في وقت سابق من هذا العام عن “غوغل بابليك سيكتور” (Google Public Sector)، وهي شركة جديدة موجهة نحو الشراكة مع الحكومة الأميركية.

ويضم مجلس إدارة “أليريا” العديد من موظفي غوغل والمديرين التنفيذيين السابقين، بالإضافة إلى فنت كيرف الخبير الإلكتروني الرائد لشركة غوغل والمعروف بأنه أحد آباء الويب.

ستحتفظ غوغل بحصة أقلية في “أليريا”، لكنها رفضت الإفصاح عن مقدار ما تمتلكه ومقدار التمويل الخارجي الذي جمعته الشركة.

وقالت غوغل في وقت سابق من هذا العام إنها نقلت العديد من شهادات الملكية الفكرية وبراءات الاختراع والأصول المادية -بما في ذلك المكاتب- إلى “أليريا”.

وتزعم تقنية ضوء الليزر في “أليريا” -والتي تسميها “تايتبيم” (Tightbeam)- أنها تحافظ على البيانات “سليمة عبر الغلاف الجوي والوقت وتوفر الاتصال حيث لا توجد بنية تحتية داعمة”.

وقالت الشركة “تعمل تايتبيم بشكل جذري على تحسين الاتصالات عبر الأقمار الصناعية وشبكة “واي فاي” (Wi-Fi) على متن الطائرات والسفن، والاتصال الخلوي في كل مكان”.

علاقة ألفابت بغوغل

لفهم الصورة بشكل أوضح، حسب الجزيرة نت، يمكننا تمثيل جوجل قبل عام 2015 على أنها منطاد كبير مُحمّل بأثقال مُختلفة -إشارة إلى الشركات الفرعية-، هذه الأثقال صعّبت من حركة جوجل ونموّها وطريقتها في التعامل مع الشركات الفرعية، دون نسيان الأمور المادية التي كانت مُتداخلة بشكل كامل؛ فالنتائج المالية كانت تصدر باسم جوجل فقط، دون معرفة مشاريعها الفرعية والأرقام الرسمية التي قامت بتحقيقها. وبالتالي؛ وعوضًا عن رمي هذه الأثقال والتخلّص منها، قرر القائمون على شركة غوغل، “لاري بيج” و”سيرجي برين إنشاء منطاد آخر (شركة ألفابت) لحمل جميع تلك الأثقال بما فيها شركة جوجل نفسها.

بالنظر الآن إلى شركة ألفابت والشركات الفرعية تحتها نجد أن جوجل، حسب نفس المصدر، هي أول وأكبر شركة فرعية، تليها شركات مثل مُختبرات إكس، وكاليكو (Calico)، وجي في (GV)، وكابيتال جي (CapitalG)، وفيرالي (Verily)، وأخيرًا سيارة جوجل ذاتية القيادة (Waymo) التي تُعتبر آخر الشركات الفرعية المُنضمة لألفابت.

و “كاليكو” هي شركة مُتخصصة في البحث والتطوير في مجالات التكنلوجيا الحيوية. أما شركة “GV” فهي عملت سابقًا تحت مظلّة جوجل وحملت اسم (Google Ventures)، أي جوجل للاستثمارات. شركة “كابيتال جي” عملت -هي الأُخرى- في السابق تحت مظلّة جوجل تحت اسم “Google Capital”، وهي مُتخصصة في مجال الاستثمارات أيضًا. أما شركة “Waymo” فهي اختصار لـ “A New Way Forward in Mobility”، أو باختصار؛ هي مشروع سيارة جوجل ذاتية القيادة بعدما فُصلت من جوجل وأصبحت تعمل تحت مظلّة ألفابت.

بمعنى آخر؛ قامت ألفابت بإعادة تسمية بعض المشاريع؛ لكي لا تبقى عائدة على جوجل بشكل مُباشر، كما قامت بمعاملتها بشكل فردي؛ أي أن لكل مشروع من تلك المشاريع رئيس تنفيذي مُنفصل. إضافة إلى ذلك، تحتاج كل شركة إلى دفع مبالغ مادية للاستفادة من خدمات شركات ثانية؛ فمثلًا جوجل تُقدّم خدمة “فايربيس” (Firebase)، وهي منصّة تسمح باستضافة التطبيقات وتخزين بياناتها، ولو رغبت “مختبرات إكس” أو شركة “Waymo” في الاستفادة من منصّة “Firebase”، فهي بحاجة لدفع اشتراكات شهرية مثلها مثل أي زبون أو مستخدم آخر، فالكيانات الآن أصبحت مُنفصلة تمامًا. نفس الأمر بالنسبة لجوجل نفسها إذا ما رغبت بالاستفادة من نظام القيادة الذاتية للسيارات أو الحصول على تمويل من صندوق الاستثمارات “GV”، فلا توجد استثناءات داخل ألفابت.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *