منوعات

لأنها ابتسمت.. سودانيون يحتفون بطالبة متفوقة على مواقع التواصل الاجتماعي

تستحق الابتسامة أن يحتفى بها خاصة حين تكون مقرونة بتفوق علمي لصاحبها. لكن رغم ذلك فالابتسامة هي أقل ما قد يعبر به الإنسان عن فرحته، خاصة في المحطات البارزة في حياته، لكن الأمر يختلف بالنسبة للطالبة السودانية أمنية محمد موسى التي تفوقت في امتحانات الثانوية العامة، وكانت الأولى في البلاد بمعدل قدره 98%.

فالطالبة أمنية أثارت انتباه الجميع بغياب مظاهر الفرحة على وجهها تاركة المجال لصورة شديدة التجهم ولا تبتسم أبدا. فبقدر ما سلط عليها الإعلام أضواءه من منطلق تفوقها العلمي والدراسي، بقدر ما تحول تجهمها إلى موضوع دسم في مواقع التواصل الاجتماعي، التي تساءل روادها عن حالتها التي لا تناسب ما يتوقعونه مما ألفوه من مظاهر الفرحة، لذلك احتفلوا لما ابتسمت أخيرا.

“الموضوع لا يجب أن يأخذ كل هذه الضجة”

حسب الجزيرة نت، سعت حلقة (2022/10/10) من برنامج “شبكات” إلى معرفة سرّ غياب الابتسامة عن الطالبة السودانية أمنية في محطة تقديم جوائز الفوز التي تفقت فيها بالمرتبة الأولى، وذلك من خلال مقابلة معها.

وحسب نفس المصدر، أكدت أمنية أن من عادتها ألا تبتسم كثيرا، وأنها لا ترى أن الموضوع يجب أن يأخذ كل هذه الضجة على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنها تتطلع لدراسة الطب في الجامعة، وأنها لا تلتفت لما كتب عنها أو حتى لأولئك الذين قالت إنهم مارسوا “التنمر” عليها.

وتعليقا على عدم ابتسامتها، حسب المصدر السابق، يرى أحمد فاخوري مقدم شبكات أن أمنية “أشطر من الجميع”، وكانت فرحة جدا بإنجازها، وتريد أن توثق الذكرى بصور فوتوغرافية احترافية تمسك بالشهادة وترتدي القبعة وعباءة التخرج، لأنها مجتهدة تعبت حتى حصلت على العلامة الكاملة في الفيزياء والرياضيات والتربية الإسلامية.

وأخيرا ضحكت واحتفل الجميع

وحسب المصدر السابق، سعى أحد مشاهير منصة تيك توك في السودان إلى لقاء أمنية لمعرفة أسباب عدم ضحكها، فأخرجها وحاول إضحاكها، فغنى وصفق مع أمنية لكنه لم يفلح في إضحاكها.

غير أن صورة نشرت مؤخرا لأمنية وهي تبتسم، فاحتفل السودانيون بضحكتها بعد أن تنمر البعض عليها لظهورها بوجه جاد.

وهاجم كمال جوجة المتنمرين على الطالبة ودعاهم للالتفات للأمور الأهم، فقال “ربنا يوفقها ويسعدها الناس دي ما عندها شغلة تركت المهم وشغالة تبحث عن الأمور الجانبية”.

فيما يرى أبو عزة أن من هاجم أمنية هم الفاشلون، فكتب “ربنا يوفقها ونشوفها في أفضل مكانة مرموقة بإذن الله، أما بالنسبة للمتنمرين طبعا ناس فاشلة وما عندهم شغلة غير متابعة الفاشلين الزيهم”.

بدوره، اقترح محمد آدم على أمنية عمل حظر لكل متنمر، فغرد “لو مكانك بلكت كل المحبطين العندك ديل”.

من جهته، يرى حليم أن ابتسامتها جميلة، فقال “كلموها ياخ ابتسامتها جميلة والابتسامة في حد ذاتها بتخلي الدعوات تكتر، ربنا يوفقها إن شاء الله”.

أمنية “فرحة جدا” وتتحدث

نقل موقع “أخبار السودان” حوارا أجراه “الترا سودان” مع أمنية على هامش الاحتفالات بالفائزين. وحسب نفس المصدر، قالت أمنية إنها لم تحدد بعْد الكلية التي ستدرس فيها.
وعرّفت نفسها بأنها أمنية محمد موسى إسماعيل الخضر ومن مواليد العام 2006. وقالت إنها درست مرحلة الأساس في مدرسة “فيض التميز” الخاصة ودرست فيها الفصلين الأول والثاني من المرحلة الثانوية قبل أن تنتقل إلى مدرسة الفتح الخاصة بنات بالخرطوم لإكمال المرحلة الثانوية.

وعند سؤالها عما إذا كانت تتوقع إحراز المركز الأول في امتحانات الشهادة على مستوى السودان، أوضحت أمنية أنها لم تتوقع ذلك. واستدركت: “لكني كنت أتمنى إحراز المركز الأول، وتوقعت نفسي من المئة الأوائل ولست الأولى”. وأضافت أنها لم تحس بالخوف في لحظة إعلان النتيجة بل كانت “طبيعية” – على حد وصفها.

وعن إحساسها بعد إحراز المركز الأول في امتحانات الشهادة السودانية على مستوى السودان، رددت أمنية: “الحمد لله على كل شيء والشكر لله ومن دونه ما كنت أستطع عمل شيء، ولا بحولي ولا بقوتي، بقوة الله تحققت أمنيتي، وفرحت جدًا”.

وحول كيفية تنظيم وقت المذاكرة، بيّنت أمنية أنها كانت تهتم بالمواد “الصعبة” بالنسبة إليها. وقالت إنها بعد الامتحان الأول عرفت نقاط ضعفها في بعض المواد واجتهدت في تقويتها. وأضافت أنها كانت تخصص معظم وقتها لهذه المواد وعملت على تحسين مستواها فيها. وذكرت: “حاولت بقدر الإمكان وضع كل المواد على مستوى واحد”. وأردفت: “حتى وقت فراغي كنت أخصصه للدراسة”.

ولدى سؤالها عن مادتها المفضلة، قالت أولى الشهادة السودانية إنها كانت تفضل بعض المواد في الفصلين الأول والثاني، ولكن بعد التحاقها بالفصل الثالث أصبحت كل المواد مفضلة لديها – على حد قولها.

وعن الطريقة التي كانت تتعامل بها مع عدم الرغبة في المذاكرة، أوضحت أمنية أنها كلما أحست بعدم رغبة في المذاكرة كانت تتذكر أن كل السنوات التي مضت في الاجتهاد يمكن أن تضيع. وأضاف أنها كانت تردد بينها وبين نفسها: “لا يمكن أضيع كل جهدي في لحظة، سيأتي يوم وينتهى التعب”. وتضيف: “بحمد الله تحقق النجاح الذي كنت أحلم به”.

وعن هواياتها، قالت أمنية محمد موسى إنها القراءة والرسم.

“الإنسان بمفرده لا يساوي شيئًا”

وعن دور الوالدين والمدرسة في هذا النجاح، قالت أمنية: “أسرتي اهتمت بي وهيأت لي المناخ المناسب والمدرسة كان لها دور كبير في هذا النجاح”.

وقالت لمن سيجلسون لامتحان الشهادة الثانوية في العام المقبل: “عليكم بالاهتمام والنظام والإرادة، لأن الإرادة والعزيمة من المسببات الداخلية وهي أهم من المؤثرات الخارجية”. وشددت أمنية على ضرورة أن يكون الإنسان جادًا ولديه إرادة لتحقيق ما يريد. وأردفت: “يجب عليكم ترك مشاهدة التلفزيون لأنه ضياع للوقت وعليكم أن تطلبوا الفضل من الله”.

وأهدت أمنية نجاحها إلى والدتها خاصة وكل الأسرة وإدارة المدرسة وأساتذتها وزميلاتها وكل من ساعدها في الوصول إلى هذه المرحلة، مضيفةً: “الإنسان بمفرده لا يساوي شيئًا”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *