منوعات

قاد انتفاضة العبيد عام 1835.. مسلمون يطالبون بجمجمة مسلم من جامعة هارفارد

أطلقت الجالية المسلمة في ولاية باهيا في البرازيل، سبتمبر الماضي، حملة لاستعادة جمجمة رجل مسلم كان من العبيد مطلع القرن التسع عشر، من جامعة هارفارد الأمريكية.

وتعيد مطالب استعادة الجمجمة إلى الواجهة تاريخ العبودية في البرازيل، ودور المسلمين العبيد في مقاومتها، خاصة وأن الجمجمة ترجع لقائد إحدى أشهر انتفاضات العبيد في تاريخ البرازيل.

وسجل تاريخ البرازيل عدة ثورات للمسلمين العبيد ضد نظام الرق، وسقط منهم آلاف القتلى، وتعرضت آلاف آخرون للاعتقال والتعذيب، فـ”جمجمة المسلم” التي تطالب بها الجالية المسلمة اليوم لها دلالة تاريخية ورمزية مهمة بالنسبة لهم خاصة وأنها تعود لثائر مسلم اعتبره المؤرخون من أبرز الشخصيات التاريخية المنسية في البرازيل.

فلماذا تطالب الجالية المسلمة باستعادة الجمجمة؟ ومن هو صاحب تلك الجمجمة؟ وكيف عرفه المؤرخون البرازيليون؟

مطالب استعادة “جمجمة مسلم”

حسب الجزيرة نت، طالبت الجالية المسلمة في ولاية باهيا في البرازيل جامعة هارفارد الأميركية بإعادة جمجمة رجل مسلم كان مستعبدا، كان قد قاد انتفاضة شهيرة للعبيد المسلمين الأفارقة في الولاية عام 1835.

ووفقا لموقع “ميدل إيست آي” (Middle east Eye) الذي أورد الخبر، فإن جامعة هارفارد تحتفظ بالجمجمة ضمن تشكيلة لبقايا بشرية تعود لـ19 شخصًا من أصول أفريقية يُرجح أنهم استعبدوا في بلدان شتى بالقارتين الأميركتين.

وأبرز الموقع أن الجالية المسلمة في باهيا، التي بدأت حملة لاستعادة الجمجمة سبتمبر/أيلول الماضي، تخطط الآن لإجراء اتصالات مباشرة مع هارفارد من خلال المركز الإسلامي في مدينة سلفادور البرازيلية.

ويعتقد أن الجمجمة المعروضة حاليا في متحف تابع لهارفارد هي لأفريقي مسلم توفي متأثرا بجراح أصيب بها عام 1835، خلال ثورة قام بها عبيد مسلمون في مدينة سلفادور بولاية باهيا البرازيلية، حيث نزل نحو 600 مسلم أفريقي، معظمهم عبيد، إلى شوارع سلفادور وقاتلوا الجنود في محاولة للسيطرة على المدينة والمناطق الريفية المحيطة بها.

وقتل في تلك الثورة ما لا يقل عن 70 من المسلمين الأفارقة الثوار، في حين تعرض نحو 500 منهم للسجن والتعذيب.

ونقل موقع “ميدل إيست آي” عن جواو خوسيه ريس -المؤرخ البرازيلي البارز والخبير في انتفاضة الأفارقة المسلمين المعروفة بـ”انتفاضة الذكور”- قوله إن “سجل الجمجمة يشير إلى أن صاحبها كان قائدا للانتفاضة وأنه نُقل للمستشفى بعد إصابته”.

ونقل الموقع عن صحيفة “هارفارد كريمسون” (The Harvard Crimson) الطلابية قولها إن جامعة هارفارد وافقت على إعادة الرفات، دون أن تذكر مزيدا من التفاصيل حول الموضوع.

وتحتفظ المتاحف التابعة لجامعة هارفارد برفات 6500 شخص من سكان أميركا الأصليين، وقد واجهت ضغوطا عديدة خلال العقود الماضية لإعادة تلك الرفات إلى المجتمعات التي تنتمي إليها أو إلى أحفادها.

وأشار تقرير “ميدل إيست آي” إلى أن جامعة هارفارد أنشأت في وقت سابق من هذا العام لجنة للتحقيق في الرفات البشرية التي تحتفظ بها مؤسساتها وبحث سبل إعادتها إلى أصحاب الحق في الاحتفاظ بها.

المسلمون والعبودية البرازيلية

بإمكاننا، حسب الجزيرة نت،  تقسيم تاريخ البرازيل إلى ثلاث مراحل: المستعمرة من العام 1500 م إلى العام 1822م، والمملكة المستقلة من 1822م إلى 1889 م، والجمهورية من 1889م حتى أيامنا هذه.

ولقد طبع الرقّ مرحلتَي المستعمرة والمملكة كليا، فلم يتم إلغاؤه رسميا إلا في 1888م ، العام ما قبل الأخير من عمر النظام الملكي، عبر مرسوم الأميرة إيزابيل، الذي أضحى بموجبه الرقّ لاغيا وأصبح كل العبيد أحرارا.

وقد كان معظم العبيد يؤتى بهم من سواحل إفريقيا الغربية في سفن شراعية في ظروف مذلة ولاإنسانية.

وقد ذكر التاريخ أن المسلمين الأفارقة كان لهم نصيب من سَوْط الاستعباد الذي جَلد جسد القارة السمراء في الزمن الغابر. ومع أن ذِكر هؤلاء المسلمين المستعبدين -الذين كانوا على الأرجح أوائل قوافل الإسلام الوافدة إلى البرازيل- يكاد يندثر عمدا أو سهوا أو إهمالا؛ فإنهم قد كتبوا أروع ملحمة في كفاح العبيد البرازيليين في سبيل الحرية.

البطل “المنسيّ ليكوتان ألوفا”

الكاتب البرازيلي الشهير جورج أمادو، صاحب التجربة الشيوعية والروايات التي انحازت للفقراء والمحرومين، يقول في أحد كتبه إن الشخصية التاريخية البرازيلية المفضّلة لديه هي “المنسيّ ليكوتان ألوفا”؛ بطل أمجد ثورة قام بها العبيد -في سبيل الحرية- على امتداد التاريخ البرازيلي، إنها الثورة التي دخلت التاريخ باسم تمرّد الماليين، والتي جرَت أحداثها في العام 1835م في عاصمة البرازيل الأولى سلفادور على ساحل الأطلسي؛ والتي فقدت مكانتها كعاصمة في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، حين تم نقل عاصمة المستعمرة البرازيلية جنوبا إلى ريو دي جانيرو، التي ظلت تتمتّع بهذه المكانة إلى النصف الثاني من القرن العشرين، حين بُنِيَت العاصمة الحالية برازيليا.

لقد كان مصير هذه الثورة الفشل، فَقد قَمَعتْها السلطات البرازيلية بعنف. فسُجِنَ من سُجِنَ، وقُتِلَ من قُتِلَ، وجُلِدَ من جُلِدَ، من رؤسائها ومرؤوسيها الثائرين. ولو توخّينا الدقّة وطلبنا الحقيقة، فإن هذه الثورة هي أهم حركة في سبيل تحرير العبيد في تاريخ البرازيل ككل.

جورج أمادو -الشيوعي العلماني- يعلن في كتاباته أن العبد المسلم الزنجي ليكوتان ألوفا هو أكثر شخصية يحبها ويحترمها في التاريخ البرازيلي برمته. وهذا رغم النسيان الذي يطوي هذه الشخصية العظيمة من قبل رواة التاريخ الرسمي، ورغم التجاهل الذي يبديه تجاهها المؤرخون والباحثون. ينحي أمادو باللائمة على كتبة التاريخ ومدونيه لأنهم بخسوا حق هذا القائد الثائر المسلم المثقف، رغم العبودية. فالأمة التي كان ينتمي إليها -وهي أمة الماليين المسلمة- بلغت درجة راقية من الثقافة، فاقت بها سائر أمم عبيد البرازيل من الزنوج من باقي أمم وشعوب أفريقيا. لا بل تفوّق الماليون العبيد ثقافيا على أسيادهم البرتغاليين، الذين كانوا في كثير من الأحيان أجلافا أميين.

والعجيب في هذا كله أن يقوم كاتب برازيلي بالإطاحة بكل الشخصيات التاريخية البرازيلية التي تلعب -وفق الرواية الرسمية- أدوار الأبطال والرموز، لصالح بطل يكاد يكون مجهولا من الجمهور -خاصة وعامة- وما هو أعجب من هذا كله هو اختياره لعبد مسلم لتنصيبه على عرش البطولة التاريخية البرازيلية؛ وهذه مخالفة شجاعة جدّا للسائد في أكبر بلدان الكاثوليكية في العالم أجمع، وأكبر بلدان أميركا اللاتينية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • الصافي
    منذ سنتين

    غير احطاطو مايجيبو شي جنجمة من الجماجم لي عطاط فرنسا ل جزائر جماجم الصعالك وبكاو الناس مساكن وترحمو على الصعالك