العمق الرياضي، مجتمع

الطوزي: إنجاز الأسود بالمونديال “ليس معجزة” وسيغير نظرة المغاربة لأنفسهم

يرى أستاذ التعليم العالي والباحث في علم الاجتماع، محمد الطوزي، أن ما حققه المنتخب المغربي بمونديال قطر “ليس معجزة”، مضيفا أنه “يمكننا أن نتحدث عن حدث استثنائي ولكن ليس معجزة”، لافتا إلى أن اللاعبين وطاقم المنتخب، وكل المغاربة الذين يتابعون كرة القدم، والرياضة بشكل عام، توقعوا ذلك.

وأضاف الطوزي ضمن مقابلة مع صحيفة “جون أفريك” الفرنسية، أن هناك إرادة سياسية حقيقية وراء هذا الإنجاز، حيث كان هناك تخطيط على مدى أكثر من 10 سنوات، يتعلق في المقام الأول بالمنشآت الرياضية، مع إنشاء ملاعب القرب في عدد كبير من المناطق، وتدريب الفنيين، إلخ، وأيضا وبشكل أساسي، سياسة إعادة هيكلة كرة القدم وإضفاء الطابع الاحترافي عليها، إضافة إلى الجهود الخاصة المبذولة لتطوير كرة القدم النسائية الاحترافية.

وأشار المتحدث، إلى أنه على مدى السنوات الأربع الماضية، جاء جزء كبير من المنتخبات الوطنية الأفريقية للقيام بتحضيراتها لكأس أمم إفريقيا في المغرب، وحتى التصفيات المؤهلة لمونديال قطر جرت بالكامل في المملكة، مضيفا أنه “تم وضع كل شيء لجعل هذا التأثير ممكنًا. ومع ذلك، لم يكن الأمر سهلاً، لكن العديد من الأمور سهلها رئيس كرة القدم المغربية، فوزي لقجع”.

وأوضح، أن لقجع موازاة مع منصبه في الجامعة الملكية لكرة القدم، هو موظف حكومي كبير، حيث يشغل منصب وزير منتدب مكلف بالميزانية، لذلك فهو مدرك تمامًا لإمكانيات التمويل، وتعبئة الأموال، كما أن لديه “إحساس عميق بالشؤون العامة، بالإضافة إلى تقنيته الإدارية، لديه حس سياسي قوي، إنه الشخصية الرئيسية في تطوير كرة القدم المغربية”، وفق تعبيره.

وزاد قائلا: “نحن نشهد قدوم جيل جديد من قادة كرة القدم في المملكة، وهي بيئة كان حضورها ضعيفًا منذ فترة طويلة، مبرزا أن “اليوم، يتم ترقية الرياضة إلى مرتبة السياسة العامة الرئيسية. والدليل أن الرياضة في الحكومة الحالية أصبحت تحت إشراف وزارة التربية الوطنية، وهذا إشارة قوية”.

وحول سؤال بخصوص العلاقة بين أداء المنتخب الوطني والتقدم السياسي والاقتصادي الذي أحرزه المغرب في السنوات الأخيرة، أشار الطوزي إلى أنه ليس هناك ارتباط قوي جدا، لكن المغرب شهد في الـ10 سنوات الأخيرة استثمارات ضخمة في التجهيزات (الموانئ والطرق السريعة والمطارات وما إلى ذلك)، بما في ذلك ملاعب كرة القدم، حيث تم تجديد الملاعب الكبيرة في أكادير وطنجة والدار البيضاء والرباط.

وبخصوص تأثير نتائج المنتخب الوطني في المونديال على المغاربة، أكد هناك تغيير في نظرة المغاربة لأنفسهم، ومن الواضح أن هناك جانب من “نعم، نستطيع”، ولا سيما الإيمان الكبير بقدراتهم في العمل، مشيرا إلى الأثر الذي تركه تأهل المنتخب الوطني للدور الثاني من كأس العام في المكسيك 1986، على جيل كامل من المغاربة.

وأردف أن “التيمومي، وخيري، وبودربالة، والظلمي، والزاكي، كانوا أيقونات ومصادر إلهام لا تصدق، لأن أداؤهم كان معجزة، بينما نحن اليوم في ديناميكية مختلفة تماما، لأن الأداء متجنس وينطوي على وعد بالانتظام، إن رهان آمن على أن اللاعبين المختارين بقيادة الكراكي خلال كأس العالم سيصبحون أبطالا، وأن رحلتهم ستكون مصدرا للعديد من المهن، وليس فقط في كرة القدم”.

وبحسب أستاذ علم الاجتماع، فإن مونديال قطر كان عملية تواصل رائعة بالنسبة للمغرب، حيث احتل أسود الأطلس والركراكي الصفحة الأولى للعديد من وسائل الإعلام حول العالم من الأرجنتين إلى الولايات المتحدة الأمريكية مرورا بتركيا وساحل العاج والمملكة المتحدة.

ولفت إلى أن “هناك أناس بالكاد يعرفون مكان المغرب على الخريطة، وهم اليوم تحت تأثير ما تم إنجازه في قطر من قبل فريقه، والذي أظهر طاقة إيجابية للغاية، وإحساسًا مهمًا بالتضامن”، مضيفا أنه “مثل صورة البلد، تصالح اللاعبون مع التنوع من خلال الاتحاد … ومن خلال حمل طموح أكثر إثارة للاهتمام لأنه لم يكن مجرد حلم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • يوسف
    منذ سنتين

    سلام كلام في الصميم...... ..... ..... ..... سلام