سياسة

خبير اقتصادي: على الدولة استثمار إنجاز المنتخب التاريخي في الإصلاحات الكبرى

تخطى إنجاز المنتخب المغربي في حدث مونديال قطر 2022، الحدود العالمية، بوصوله إلى المربع الذهبي، لأول مرة في تاريخ المنتخبات العربية والإفريقية، حيث أشاد ملك البلاد بهذا الإنجاز التاريخي لعناصر الفريق الوطني بتوشيحهم بأوسمة ملكية.

وأظهرت الأرقام عبر محرك البحث، ملايين الأشخاص عبر العالم، يبحثون عن المغرب، وأين يقع هذا البلد الافريقي، وما زاد من انبهار العالم في مسار المنتخب المغربي خلال مسيرة المونديال، هو الاستقبال التاريخي والشعبي الحاشد الذي حظي به أسود الأطلس بعد عودتهم لأرض الوطن، إذ أثار التنظيم الباهر لحفل الاستقبال الجماهيري بالعاصمة الرباط، اهتمام الرأي العام العالمي.

وفي هذا الصدد، طرحت جريدة “العمق”، أسئلة على الأستاذ الجامعي والخبير الاقتصادي، إدريس الفينة، حول كيفية استثمار الحكومة لهذا الإنجاز الرياضي التاريخي، في خلق ثورة اقتصادية، وجذب استثمارات أجنبية إلى البلاد، حيث شدد الخبير، على أن ما حققه المنتخب المغربي سيكون له انعكاسات متعددة، داخليا وخارجيا.

وأكد الفينة أن هذا الإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي، جعل العديد من مواطني دول العالم الذين كانوا يجهلون المغرب، يقودهم الفضول إلى البحث عنه عبر الأنترنت للتعرف عليه، حيث احتل المغرب “الترند”، وهذا من شأنه أن ينعكس اقتصاديا على البلاد، خاصة على المستوى السياحي.

وشدد الفينة على أنه على الدولة استثمار هذا الحدث التاريخي، من أجل تفعيل إصلاحات هيكلية كبيرة، لأن ملخص إنجاز عناصر أسود الأطلس في مونديال 2022، قدم لنا عناصر مهمة يجب الارتكاز عليها في الدفع بأوراش الإصلاح الكبيرة إلى الأمام، وهذه العناصر هي القتالية والثقة في المنتوج الوطني، ثم وضع أهداف استراتيجية.

وذكر من بين أوراش الإصلاح، تلك التي تضمنها النموذج التنموي الجديد، حيث قدم مجموعة من الاقتراحات التي تهم إصلاحات جذرية، وهي الاقتراحات التي جسدها عمل المنتخب المغربي، مشددا الخبير على تفعيل هذه الإصلاحات بناء على العناصر التي قدمهامنتخب أسود الأطلس خلال مونديال 2022، والقطع مع الممارسات التي لا تخدم عملية التنمية، خاصة تلك الممارسات التي أبرزت عدم نجاعتها.

يذكر، أن عناصر المنتخب المغربي، أثار إعجابا جماهيريا عالميا، من خلال مجموعة من القيم التي أعاد لها اللاعبون الاعتبار، على رأسها الثقة والقتالية والإخلاص للوطن، خاصة من طرف اللاعبين الذين ولدوا وترعرعوا في دول أوروبية، كما أعاد اللاعبون في احتفالاتهم عقب كل مباراة القيمة الرمزية للأسرة من خلال الاحتفال مع أمهاتهم، وهو ما دفع الملك محمد السادس بالحرص على توشيح اللاعبين بحضور أمهاتهم في قصر العرش بالرباط.

كما أثار اللاعبون الإعجاب بالحفاظ على مبادئهم الدينية، من خلال السجود عقب كل مباراة فازوا فيها، وقيامهم بنفس الأمر عقب مباراة النصف النهائي أمام منتخب فرنسا رغم إقصائهم، إضافة إلى رفع علم فلسطين، تعبيرا منهم بأن قضية فلسطين المحتلة، قضية أمة، ولن تنساها الأجيال المتعاقبة.

واحتفل العرب والأفارقة، من المحيط إلى الخليج، بالإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي، باعتباره أول فريق افريقي عربي مسلم، يصل نصف نهائي كأس العالم، محتلا بذلك الرتبة الرابعة إلى جانب أقوى المنتخبات العالمية، منها الأرجنتين التي ظفرت بكأس العالم 2022، وفرنسا باحتلالها الرتبة الثانية، ثم كرواتيا، التي احتلت الرتبة الثالثة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *