مجتمع

أزمة الماء بـ“طاطا” تدفع فعاليات للمطالبة بإنشاء السدود التلية بالمنطقة

عبرت عدد من الفعاليات المدنية بإقليم طاطا، عن قلقها من أزمة الماء التي تهدد الشجر والبشر، خصوصا مع ندرة التساقطات وعدم تلاؤم بعض الزراعات مع حجم وجود المياه بعدد من الجماعات الترابية المنتجة للبطيخ الأحمر، وسط استغلال مفرط للفرشة المائية، مطالبة الجهات المسؤولة بـ“إنقاذهم من شبح الجفاف”، و “إيجاد حلول جذرية لمشكل ندرة الماء بالمنطقة”، وِفق تعبيرها.

عمر نيت القاضي، فاعل مدني بالمنطقة، قال إن “الجفاف يخيم على إقليم طاطا، وهذا أمر لا يحتاج إلى برهان، بإعتبار أن السماء ترسل لهم يوميا إشارات في هذا الاتجاه، وتوقعات الأرصاد الجوية تؤكد ذلك، كما أن العلماء المهتمين بالمناخ يسجلون تطورا ملحوظا في الدورة المناخية بالمغرب ككل، فبينما كنا نعرف سنة جفاف على رأس كل عشر سنوات، تراجعت هذه الوتيرة إلى سنة جفاف كل ثلاثة إلى أربع سنوات”.

وأوضح نيت القاضي في تصريح لجريدة “العمق”، أن “هذا المعطى الهيكلي والموضوعي يفرض على المسؤولين في إقليم طاطا مراجعة بعض الممارسات وإعادة النظر في العديد من السياسات العمومية المتصلة بالماء، ونموذجنا للتنمية الفلاحية، خصوصا ونحن أمام مشكل خطير ينبغي التوقف عنده، مشكل يستحق أكثر من اجتماع للجان الجهوية، ويتطلب نقاشا محليا حقيقيا يتجاوز الصراع وثنائية أغلبية ومعارضة”.

وسجل المتحدث ذاته أن “الطابع الاستعجالي للظاهرة، يفرض على المسؤولين الخروج من انتظاريتهم غير المبررة، لا ليقول لنا أنهم يتابعون عن كثب تطور الوضعية، ولكن ليتخذوا تدابير وإجراءات ملموسة، وتقدم المساعدة اللازمة لأولئك الذين يعانون في صمت من العزلة، والذين يعانون في نوع من اللامبالاة، من آلام القانون الجهنمي للعرض والطلب، والذين يقفون حائرين، أمام جفاف منابع المياه، والنقص الحاد في المراعي لمواشيهم الهزيلة”.

وأشار الفاعل المدني، أن  “إحداث سدود تلية يعد حلا من بين هذه الحلول، وذلك من أجل تجميع مياه الامطار والفيضانات والوديان، ومن تم سنربح فرشة مائية قوية، والمياه ستكون في الآبار والخطارات أيضا، وبالتالي سنحيي الواحة من جديد، لذلك فإن الحل الآني هو بناء سدود تلية بمواد محلية وتعمل فيها ساكنة المنطقة، ومثل هذه الحلول أعطت أكلها في مناطق أخرى من البلاد ”.

وطالب نيت القاضي السلطات الإقليمية، بـ“ بناء السدود التلية وبناء سد على واد طاطا، نظرا لكون هذا الإقليم يعاني من أزمة ندرة المياه، التي لهاد دور في التنمية والاحتياجات الخاصة للساكنة، مع العمل على الخروج بتوصيات واقعية ولإيجاد حلول ناجعة للخروج من هذه المشكلة، مع ضرورة إنكباب الخبراء في هذا الميدان على دراسة هذه المشاكل والقيام بتشخيصها من أجل الوصول إلى الحلول”.

في سياق متصل، حذرت النائبة البرلمانية كليلة بونعيلات عن حزب التجمع الوطني للأحرار، من خطر تجهيز عدد من الأراضي بِنُظُمِ الري والبلاستيك الأسود وحفر الآبار وتهيئ الصهاريج من طرف عدد من المزارعين بغرض زرع البطيخ الأحمر هذا الموسم بإقليم طاطا.

وأشارت بونعيلات في سؤال كتابي موجه إلى وزير الفلاحة، أنها توصلت بمراسلة من فلاحين محليين ونشطاء بيئيين وجمعيات المجتمع المدني، يثيرون من خلالها موضوع قيام هؤلاء المزارعين بإتخاد هذه الخطوة رغم قيام عامل إقليم طاطا بإصدار قرار عاملي، سنة 2021، تحت رقم 38 يعلن بموجبه أن الجماعات الترابية الواقعة بالنفوذ الترابي للإقليم مناطق متضررة بفعل الجفاف.

وساءلت النائبة البرلمانية عبر نفس المراسلة، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات محمد الصديقي عن الإجراءات التي ستقوم بها الوزارة المعنية في هذا الشأن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *