سياسة، مجتمع

بوريطة: لا يمكن للديكتاتوريات أن تراقب قضايا حقوق الإنسان بالقارة الإفريقية

انتقد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، المراقبة والملاحظة والوصاية الفردية الممارسة من قبل من وصفها بالدكتاتوريات الخارجة عن السياق الإفريقي، على قضايا وواقع حقوق الإنسان بالقارة الإفريقية، منبها في الوقت نفسه إلى ضرورة اجتناب تسييس حقوق الإنسان من قبل الدول داخل القارة.

جاء ذلك في كلمة ألقاها، خلال فعاليات افتتاح منتدى الرباط العالمي لحقوق الإنسان، المنظم من قبل المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بتعاون مع المركز الدولي للنهوض بحقوق الإنسان- اليونسكو، يومي 17 و18 فبراير 2023 بالرباط.

وقال بوريطة خلال حديثه عن واقع حقوق الإنسان على مستوى القارة الإفريقية، ‘‘إنه لا يمكن لأي أن يزعم أنه المراقب والملاحظ لقضايا حقوق الإنسان في قارتنا، بل علينا نحن أن نقوم بذلك وأن نراقب قضايا وممارسات حقوق الإنسان، ونمنع أنفسنا من تسيس هاته القضايا، لكون هذا الأمر في الحقيقة يهدد حتى الأسس التي انبنت عليها فلسفة حقوق الإنسان‘‘.

وأكد على ضرورة شجب أي وصاية على حقوق الإنسان، مضيفا أنه ‘‘ليس هناك شرعية رسمية لدكتاتوريات خارج السياق الإفريقي، ولا يمكن أن تكون هناك مبادرات فردية تضع نفسها كوصي على حقوق الإنسان في العالم وفي القارة الإفريقية‘‘.

وأوضح أنه ليس بالإمكان تناول قضايا حقوق الإنسان في إطار مناورات أو في إطار مشاورات لا تأخذ بعين الاعتبار الواقع الحقيقي للقارة الأفريقية، مضيفا أن المملكة المغربية تعلم جيدا أن السنوات القادمة ستكون حاسمة فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان على المستوى العالمي.

ونبه المتحدث إلى كون عالم اليوم هو عالم متعدد مقارنة مع ما كان عليه الوضع في السابق، وإلى أنه يتوجب على ‘‘القارة الإفريقية أن تهتم بتوطيد النقاش الدولي المرتقب حول حقوق الإنسان بمناقشة تأخذ على عاتقها تطوير النظام الدولي لحقوق الإنسان، والاتفاقيات الدولية، والأجندات الدولية، بما يجيب على التحديات والمشاكل التي سوف تواجهها القارة الأفريقية، حتى يتم القيام بدعم وتوطيد المبادئ الكونية لحقوق الإنسان‘‘.

ونوه على كون الدبلوماسية المغربية، دبلوماسية طموحة لكن متأنية، اعتبار لكونها، حسب تعبيره، تأخذ بعين الحسبان التعاون الدولي وتحاول أن تأخذ بقضايا حقوق الإنسان بطريقة متوازنة فيما يتعلق بما هو اقتصادي أو اجتماعي، معتبرا أن التوازنات والتمايزات الاجتماعية العالمية قد أضحت صارخة اليوم.

وأكد بوريطة في ختام كلمته على ضرورة استمرار الدول في مجهوداتها لكي تقوي وتعضد من مكتسباتها على المستويين الوطني والدولي، والقيام بوضع خطة قطاعية وتعاون معمق وحوار موسع بين مختلف الدول على الشاكلة نفسها التي أقامها منتدى الرباط العالمي لحقوق الإنسان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • ب م
    منذ سنة واحدة

    نعم تعبير عقلاني ومنطقي

  • غزاوي
    منذ سنة واحدة

    مجرد تساؤل. متى يصيب عمى الألوان الإنسان!!!؟؟؟ عند تتحول أوروبا إلى دكتاتوريات وإفريقيا إلى ديمقراطيات بنظارات بوريطة. جاء في المقال على لسان بوريطة نصه: ‘‘ليس هناك شرعية رسمية لدكتاتوريات خارج السياق الإفريقي، ولا يمكن أن تكون هناك مبادرات فردية تضع نفسها كوصي على حقوق الإنسان في العالم وفي القارة الإفريقية‘‘ انتهى الاقتباس

  • غزاوي
    منذ سنة واحدة

    مجرد تساؤل. متى يصيب عمى الألوان الإنسان!!!؟؟؟ عند تتحول أوروبا إلى دكتاتوريات وإفريقيا إلى ديمقراطيات بنظارات بوريطة. جاء في المقال م نصه: ‘‘ليس هناك شرعية رسمية لدكتاتوريات خارج السياق الإفريقي، ولا يمكن أن تكون هناك مبادرات فردية تضع نفسها كوصي على حقوق الإنسان في العالم وفي القارة الإفريقية‘‘ انتهى الاقتباس

  • Sabari Mimoune
    منذ سنة واحدة

    "Il vaut mieux mourir debout, que vivre à genoux" bravo.