بنكيران ينتقد العداء المتواصل “للإخوة” الجزائريين ويحمل فرنسا مسؤولية قرار البرلمان الأوروبي

انتقد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، باستغراب شديد ما وصفه بالعداء الجزائري المستمر والمتواصل والمتصاعد تجاه المغرب، منتقدا أيضا العداوة المفرطة والمتصاعدة التي أبدتها القارة الأوروبية وفرنسا على وجه التحديد، للمغرب، محملا فرنسا مسؤولية القرار الصادر عن البرلمان الأوروبي.

وقال بنكيران في كلمة وجهها إلى المجالس الجهوية لحزب العدالة والتنمية، اليوم الأحد: “لا أعلم حتى الآن السبب وراء العداء المتواصل والمتصاعد الذي يكنه النظام الجزائري والإخوة الجزائريين للمغرب، ولا أدري كيف وصل الأمر إلى حد سب وشتم اللاعبين المغاربة خلال زيارتهم للجزائر”.

وأضاف بنكيران: “لا أشعر أن هناك مواطن مغربي واحد ممن تحدثت معهم قد أظهر لي عداء تجاه الجزائر، أو أظهر الرغبة في الدخول معها في مشكل”، مستغربا السب والشتم والتهديد بالسلاح الذي أبداه أحد المعلقين الجزائريين في تدويناته على تويتر وفيسبوك للمغرب والمغاربة.

واستحضار منه للعلاقة المغربية الأوروبية وما تعرف خلال المرحلة الراهنة قال بنكيران إن أوروبا وفرنسا على وجه التحديد ورغم كونهم الأصدقاء التقليدين للمغرب، إلا أنهم قد أدخلوا أنفسهم في مرحلة عداوة مفرطة ومتصاعدة تجاه المغرب والسبب وراء ذلك، أن المغرب لم يعد كما كان قبل 20 سنة، بل أضحى منافسا في القارة الإفريقية وفاعلا دوليا في محاربة الإرهاب‘‘.

ونبه إلى أن فرنسا تتمادى في عداوتها للمغرب، وإلى أنها المسؤول الأول عن قرار البرلمان الأوروبي، وأنها ومسؤوليها يتحدثون عن المغرب كمنافس في إفريقيا، ينبغي الوقوف في وجهه وكبح تقدم استثماراته في مجالات الابناك والعقار والتأمين والفوسفاط.

وقال أيضا ‘‘كنا إلى عهد قريب نكاد نثق أن المغرب دولة مستقلة وحرة وتفعل ما تريد، وهذا أمر صحيح غير أنه نسبي، ليس مطلقا‘‘.

واعتبر المتحدث أن الشأن الخارجي للمغرب هو من تدبير الملك محمد السادس والملكية، وأن علاقة المغاربة بملكهم ليست مجرد علاقة سياسية دستورية فقط، بل مسالة هوية وبيعة، مضيفا أن المغاربة والملكية في التحام ومساندة دائمين.

وفي إشارة منه لقرار البرلمان الأوروبي وعلاقاته بما يعرفه المغرب على المستوى الداخلي، قال ‘‘لا أنفي وجود مظالم داخلية، ولا أنفي وجود مسجونين بغير حق… ولا أنفي أن ما يحدث على المستوى الداخلي أمر مهم، لكن الأمر يتعلق بمسألة داخلية تخصنا وسنعالجها وندبّرها داخليا بوسائلنا الخاصة، ولن نغير ولاءنا لأسباب مثل هذه‘‘.

وأشار المتحدث على أن أوضاع العالم برمته قد تغيرت خصوصا مع الحرب الروسية الأوكرانية، وما أحدثته من اضطرابات غير مسبوقة، موضحا أنه لا يمكن تصور دولة واحدة في العالم بما فيها الولايات المتحدة الامريكية تدعي أنها حرة وتفعل ما تريد بشكل مطلق.

ونبه إلى أن موازين القوى قد تغيرت في مختلف الأقطار، وأن مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية قد تحولت، وأنه من الممكن أن تنشب حرب عالمية ثالثة وشيكة حسب ما يتداوله بعض الخبراء.

وفي وصية للمغاربة عامة ولأعضاء حزب العدالة والتنمية على وجه الخصوص، قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إنه يتعين الالتزام بمبادئ الإسلام، بالتدين والاستقامة، لكونه أساسا بُنية عليه الدولة المغربية وضامن استقرارها من جهة، كما يتعين كذلك التمسك بالملك والملكية من جهة أخرى.