أدب وفنون

بطولة مطلقة لنون النسوة في دراما رمضان.. وناقد: صورتها تتأرجح بين السلبي والإيجابي

تميزت الدراما الرمضانية خلال هذه السنة، باستحوذ نون النسوة على البطولة المطلقة في أغلب الأعمال التلفزية، التي جذبت اهتمام المغاربة، أبرزها “كاينة ظروف” و”المكتوب2″ و”عايشة” و”طريق الورد” وغيرها، إلا أنه رغم سيطرتها يرى نقاد أن صورتها مازالت تتأرجح بين السلبي والإيجابي لدى صناع الأعمال الدرامية بالمغرب.

وفي هذا الإطار، قال الناقد الفني كريم واكريم إن “الحضور القوي لصورة المرأة في الدراما التلفزية المغربية واضح، إذ أن الشخصيات النسوية حاضرة بقوة منذ فترة في الدراما التي تبث في المواسم الرمضانية، وبما أن المواضيع التي تتطرق لمشاكل وهموم نسائية هي الغالبة على الدراما التلفزية المغربية فبالتالي يكون حضور العنصر النسوي في التشخيص عاديا، خصوصا في الأدوار الرئيسية، وهذا ما جعل الموسم الرمضاني الحالي يزخر بحضور ممثلات تنافسن وتألقن في أداء أدوار في كل المسلسلات التي تبث حاليا”.

وأورد كريم واكريم، في تصريح لجريدة “العمق”، أنه “يمكن الحسم أن أغلب هاته الممثلات استطعن تأكيد موهبتهن، رغم أن أغلب الأعمال ليست مبنية على سيناريوهات ذات قيمة فنية عالية وبالتالي ليست بها شخصيات نسائية مكتوبة بشكل جيد، لكن الملاحظ هو غياب العنصر النسوي في الإخراج وحضوره في كتابة السيناريو، الأمر الذي يجعل نظرة نسوية تتسلل لما نراه على الشاشة خلال هذا الموسم الرمضاني”.

ورغم سيطرة نون النسوة على الدراما، إلا الناقد ذاته يرى أن صورتها تتأرجح بين السلبي والإيجابي لدى صناع الأعمال التلفزية، حيث قال إنه “في مسلسل ” كاينة ظروف” نتابع مسار ثلاثة نساء يمرن بمرحلة عصيبة بعد قضائهن مدة في السجن، لكن بعد خروجهن منه لا يستسلمن لإكراهات الواقع وللنظرة السلبية التي تؤطرهن في خانة صاحبات السوابق، بل يتحدين ظروفهن ويحاولن قدر الإمكان التغلب عليها، وهنا نشاهد صورة إيجابية لنساء ذوات شخصيات قوية ومكافحات ولسن مستسلمات لظروفهن وخنوعات لما يجري لهن، في المقابل في مسلسل “المكتوب2″ هناك نوع آخر من الشخصيات النسائية تحيك المكائد وتستعملن ذكائهن لقضاء أغراض بئيسة”.

وحول المواضيع النسائية التي نجحت الدراما في إثارتها خلال رمضان، قال واكريم :”عموما نحن في المغرب في أمس الحاجة لأعمال درامية تعالج القضايا الحقيقية للمرأة المغربية وليس الإكتفاء بتلك التي تكتفي بإظهار قشور مشاكل المرأة دون الغوص في همومها الحقيقية ومعاناتها في مجتمع ذكوري، ومن بين هذه المواضيع تيمة التحرش الجنسي، والحريات الفردية التي تكون دائما المراة فيها هي الطرف الأضعف، ومشاكل الإرث وغيرها”.

وحول انعكاس هذا الحضور الفني على مستوى واقع المرأة، يرى الناقد ذاته أن “للدراما التلفزية وللسينما دورا مهما في التأثير على واقع المرأة بل تغيير قوانين مجحفة في حقها أيضا الأمر الذي نشاهده يقع في مصر حيث أن أعمالا سينمائية وتلفزية لفتت الانتباه لظلم واقع على المرأة من قوانين وتشريعات وجعلت المشرع المصري يعيد النظر فيها ويغيرها، وآخر هذه الأعمال مسلسل “تحت الوصاية” الذي يعرض حاليا والذي جعل موضوع وصاية الجد على أبناء إبنه المتوفى رغم وجود الأم والأضرار الناتجة عنه يثار في البرلمان المصري في أفق تغيير هذا القانون، لكننا في المغرب مازلنا بعيدين عن هذا الوضع كون الدراما التلفزية ليست بعد مؤثرة بالشكل الكافي حتى تغير الواقع وتؤثر فيه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *