أدب وفنون، حوارات

ملتقى بوزفور بزاكورة.. الحفيضي يبرز إكراهات وتحديات القصة القصيرة وعلاقتها بالهامش

تناولت الدورة الـ19 من ملتقى أحمد بوزفور للقصة القصيرة موضوع “القصة والتحولات الاجتماعية”، وذلك من خلال طرح تساؤلات أثناء عدد من فقرات الملتقى، حضرها كتاب ونقاد ومهتمون بالقصة القصيرة، من قبيل أحمد بوزفور، محمد صوف، ربيعة عبد الكامل، سلوى ياسين، مصطفى جباري، قاسم مرغاطا، سعيد كريمي، عبد الرحمان التمارة، سعيد رضواني، هشام ناجح، وغيرهم.

وعلى هامش هذا الملتقى، الذي احتضنته مدينة زاكورة، طرحت جريدة “العمق” على القاص محمد الحفيضي، وهو أيضا مدير هذا الملتقى الذي تم بدعم من وزارة الثقافة، ثلاثة أسئلة مرتبطة بعلاقة القصة بالتحولات الاجتماعية والهامش، فأبرز أن الهامش محفز على الكتابة والإبداع، وتحدث عن النضال الذي يمكن للقاص أن يضطلع به، كما أشار إلى التحديات والإكراهات التي تواجه القصة القصيرة في واقع اليوم.

ما العلاقة الممكنة بين الهامش وكتابة القصة القصيرة؟ أو بصيغة أخرى، هل الظروف الاجتماعية بالهامش محفز على الإبداع والكتابة؟

أعتقد أن الذي يتيحه الهامش لكتابة القصة هو متسع أكبر من الوقت، ومتسع أكبر من التأمل. نظرا لأن هذا الهامش فارغ مما يمكنه أن يملأ وقتك الكامل، فهو يمنحك فسحا أكثر لعزلة ذاتية لتجلس إلى نفسك أكثر. أيضا لعدم امتلاء هذا الهامش بالأماكن والفضاءات التي يمكنها أن تستهلك الوقت الثالث، لذلك فمعظم أوقاتنا الثالثة إن ارتأينا أن نستغلها في القراءة والكتابة، فذلك ممكن ومتاح بشكل أفضل من التواجد بالمركز أو المدينة. ثم إن إيقاع الهامش إيقاع بطيء يعطي فرصة أعمق للاستماع إلى الأشياء ولأدق التفاصيل، في حين أن الإيقاع الذي تسير به الحياة في المدينة لا يمكنك من كل هاته الفرص.

هل المبدع أوالقاص مناضل بالضرورة وهل القصة مساهم قوي في التحولات الاجتماعية؟

“المبدع وعلاقته بالنضال” كان محور نقاش في الماءدة المستديرة التي نشطتها الإعلامية فاطمة الإفريقي خلال الملتقى، وأجمع أغلب المتدخلين على أن النضال الذي على الكاتب والمبدع القيام به، إن كان عندنا فعلا في المغرب مثقفون، هو أن يناضل من خلال ما يفعله، أن يكتب قصة جيدة، أن يكتب نصا يقدم المتعة والجمال ويحفز الخيال، فهذا أيضا نضال لبعث روح الجمال في الناس وفي المحيط، وهو أيضا نضال يتغيى منه ذوق فني وجمالي، هو نضال يمكن عن طريقه إشاعة الجمال في المجتمع. وإذا كنا نقول إننا محاطون بالرداءة والتردي والضحالة، فلماذا لا نكتب أشياء جميلة لنحارب كل الطفيليات. فليس بالضرورة على المثقف والمبدع أن يخرج إلى الميدان ويرفع الشعارات ويحمل الأبواق، فالنضال الجمالي نضال مهم ونحتاجه في هذا الوطن.

ما هي التحديات التي تواجه كتابة القصة في واقع اليوم؟

التحديات التي تواجه القصة في واقع اليوم  هي نفسها التي تواجه الكتابة والإبداع الراسخ والرصين والحقيقي ككل. اليوم هناك مشاكل كثيرة مرتبطة بالنشر والتوزيع وبطريقة وصول الكتاب إلى المتلقي، وهل هذا المتلقي موجود أصلا؟ هذه كلها مشاكل كثيرة.

وأعود مرة أخرى للنقاش الذي دار خلال هذين اليومين حول الإكراهات الموضوعية التي تواجه القصة القصيرة، ومن بينها ما يحدث في المدرسة العمومية، فهل باستطاعة هذه الأخيرة أن تنتج لنا متلقيا قادرا على القراءة؟ إذا كانت المدرسة قادرة على هذا الفعل فيمكن أن نقول إن مستقبل القراءة في المغرب سيكون جيدا، إذا لم تكن المدرسة قادرة على هذا الفعل سنقول إن فعل القراءة سينحسر آجلا أو عاجلا.

اليوم الكتاب يواجه أيضا بوسائل التواصل الاجتماعي وعقليات جديدة تبحث عن كل ما هو سريع وكل ما هو جاهز، كما يواجه بالصورة والمرئي، فالمكتوب طبعا قدرته على الاستمرار تتضاءل، ولكن المجهودات التي يجب أن تبذل ليس من طرف جهة واحدة أو فرد واحد، بل جهات متعددة وعلى كل واحدة منها أن تتحمل مسؤوليتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • خالد
    منذ 11 شهر

    الإشكال في العزوف عن القراءة و الانتاج هو استمرار النمط التقليدي في المنتوج القصصي من حيث المحتوى ,كما أنه اصبحت الثقافة الان سوى صراع بين جمعيات تلتمس نصيبها من المال الذي تقدمه وزارة الثقافة نفسها دون النظر الى طبيعة المحتوى هل هو ذو افكار جديدة ام تكرار لما هو موجود في المنتوج القديم . الكتاب يحاربه الجاهز و المتطفلين على ميدان الكتابة .