منتدى العمق

مهزلة التحرش وقانون التبرج

قبل أن نبدأ؛ نبذة : المرأة قبل بزوغ الإسلام لم تكن شيئاً مذكورا، فمباشرة بعد أن تضعها أمها، ويبشر الأب بأنها أنثى يرغد ويزبد وهو كظيم مملوء بالغم والحنق لكون زوجته ولدت أنثى فما تكون ردة فعله إلا أن يمسكها على هون أو يدسها في التراب، ويئدها في الرمال، ولو ماقتلت استخدمت لرعاية المنزل ودوام الجنس البشري وإذا تزوجت غُمطت في مهرها من قبل وليها، مهضومة الحق، مأسورة الحرية.

وما التراث الغربي منا ببعيد، فنتشه يقول؛ إذا قصدت النساء فخذ السوط معك وقيل إن أفلاطون كان شاذا ويأسف لكونه ابن امرأة ويزدري النساء بصفة عامة وحتى في تراثهم الديني فالمرأة عندهم هي سبب الخطيئة الأولى وطرد آدم من الجنة.

عودة إلى العرب: إبان البعثة النبوية وبعد أن أُمر بالجهر بالرسالة الخاتمة صعد محمد عليه الصلاة والسلام لجبل الصفا ينذر القوم ويرغبهم، صدع يقول لابنته على رؤوس الأشهاد يافاطمة بنت محمد.. ) فدعا إلى العدل والإحسان والمساواة مع كلا الطرفين ونبذ الخرافات وأسقط مبدأ أغمض عينيك واتبعني وسلك منهج البرهان والحجة الساطعة. وحرم الوأد والجور على حقوق المرأة وردّ لها الحقوق وبين لها الواجبات،وأتى على الأعراف الجاهلية من القواعد وأرسى أركان الإنسانية وأسس الحرية.

قاعدة لها نسبة من المنطقية: الغلو والتزمت في الدين يؤدي بشكل أو بآخر إلى التحلل الخلقي والاستهتار بالقيم الدينية والدنيوية، والتطرف منه، والانحياز للخصم من بعد ماكان العداء يكمن له ، فالشيء إذا زاد عن حده إنقلب ضده. فالإسلام دعوة للوسطية والإعتدال أي : بين الإفراط والتفريط. فلا غلو ولا تشدد وكذا لا إنحلال ولا إستهتار وإنما اعتدال وإستقام.

حول دمى الجنس : شاهدت حواراً أجرى مع بعض الفتيات في الشارع العام حول ظاهرة( دمى الجنس التي قيل أنها غزت المغرب ) فتفاجأت بما قالته  ! فبعد ماسألها المحاور؛ ماهي ردة فعلك تجاه هذه الظاهرة؟؟ أجابت قائلةً : …. لن تبقى لنا( تقصد النساء ) قيمة تذكر، سنرخص( وكأنهن سلع معروضة للبيع)  وأما فتاة أخرى( مفضوحها أكثر من مستورها ) فقالت؛ هذا شيء حراام وعيب.( ومما حيرني فيها هو أن  الحرام يركب جسدها وهيا تتحذلق بالحرام )حينها أدركت أن قيمة هاتان الفتاتان هو جسمهما وأنهما محض سلع الإقتناء .

التحرّش يؤدي إلى التبرج وليس العكس كما يقال :
ليس الاشكال في المرأة المتبرجة أو الأنثى السافرة.. التي عرت عن لحمها ودغدغت  أردافها  وأبرزت نهودها وفضحت بكارتها وكشفت سوءتها وباعت فرجها بثمن بخس ،تارة بمحض إرادتها بعد أن عدلت عن مسار فطرتها ومرقت عن مبادئ دينها( الإسلام ). وكرة بضغط البيئة والظروف و بقساوة الزمن حيالها الذي كان جائرا إزاءها فبعد أن خرجت من أصلاب رجل غُمط في حقه واستغل في شخصه وغشم في حقوقه واضطهد في عيشه فأضحوا يقاسون في مسغبة وشظف من عيشهم حتى بلغت بهم المخمصة أوجها ، ينقبون عن صُبابة تمسك عليهم الرمق، فما بعدٌ من أكل السحت وإن كان من طريق غير مشروعة فيقع الإختيار على الجنس اللطيف فتحمل العبء الثقيل على كاهلها. ومرة بتحوم الذئاب في نطاقها فأفسحت له موضعا في مناطها ، فلا تستطيع له رداً ومامنه بدُ ولا لثغرته ردمٌ، فجعلت منه دوحة تستلقي في ظلها وتأكل من ثمارها.
بل المعضلة الكبرى في تبرج الرجال وعهارت الذكور، طبعاً لا أقصد التخنث ولا التأنث ولا حتى الميل إلى الشذوذ. وإنما أقصد مهزلة التحرّش التي نعاني منها، والتي ينبغي إستأصالها والتبرؤ من ذمتها.

نحن : قلما نتريث وندرس جوانب القضية، ونحيط بكافة وزوايا الظاهرة( العري الفاحش ) بتدقيق واسع ونحتكم إلى المنطق الصائب لحلها ولصد سيلها . الناس لا تخلوا ألسنتهم من المبررات إذا كان  الخطب خطبهم بخلاف إذا كان الخطأ من نتاج غيرهم ويمعنون في بلورته وإبيان العقوبة التي تنص عليه، ونصب جام سخطنا وغيظنا عليه ونقذفه بأبشع ألأقذاع . على سدة الحكم نجلس ونأمر بجلد الخاطئ بسوط الخيانة الإجتماعية بجرم التنصل من الضوابط الدينية والأخلاقية.

الحافز أو الدوافع التي جعلت الذكر يتحرش بأنثاه والأنثى تضع قوانين للتبرج بعد أن سئمت من الضوابط الشرعية كثيرة طبعاً، فنحن نعيش في عصر العلمانية، مالله لله وما لقيصر لقيصر فالعلمانية أقوم قليلا وأهدى سبيلا. مسكينة هي أنثى عصرنا التي تنادي بالتمركز حول ذاتها وتطالب بحريتها وفعلاً تحررت، ولكن لا درت بأنها تحللت لا تحررت، وما علمت بأن عبوديتها لربها جزء من حريتها ! وتلقت كل ما يأتيها عبر قنوات الغزو الغربي بكفاءة منقطعة النظير واعتصمت بالتقاليد الوافدة جملة وتفصيلا وعضت عليها بالنواجذ، لتنفس عن كبتها عبر طريقه بعد أن تحررت من القيود الدينية التي تأمرها بالإحتشام وإلتزام الحياء. فالغيرة( في منظورها ) عاطفة برجوازية يجب التخلص منها والحياء مرض ينبغي علاجه والعفة تخلف وكبت للحرية الجنسية والدين مخدر للشعوب وجنون جماعي، والحجاب سجن للمرأة وماالى ذلك من هرطقات وهذيان.