سياسة

شهيد يحذر من القوى الهادفة إلى تقسيم الأوطان ويدعو لتوحيد جهود التصدي لها

منتدى البرلمانيين الاشتراكيين

حذر رئيس الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، عبد الرحيم شهيد، من القوى الساعية إلى زعزعة الاستقرار وتقسيم الأوطان وإشاعة الكراهية والعنف، وتغذية منابع النزاع عبر التصعيد في اتجاه تأجيج الصراعات، ودعا البرلمانيين الشباب المشاركين في المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب من الأحزاب الاشتراكية والاشتراكية الديمقراطية عبر العالم إلى توحيد الجهود للتصدي لها.

وأبرز شهيد في كلمته الافتتاحية للمنتدى الدولي المذكور، الاثنين بمراكش، أنه ” في الوقت الذي تسعى فيه العديد من الدول إلى الخروج من هذه الأزمات، وإيجاد الحلول عبر آليات جديدة ومبتكرة، تخدم أهداف التنمية المستدامة والرقي بالمستوى المعيشي اللائق لجميع الفئات المجتمعية، خاصة التي تعاني من الهشاشة، هناك قوى أخرى تسعى إلى زعزعة الاستقرار، وتقسيم الأوطان، وإشاعة الكراهية والعنف، وتغذية منابع النزاع عبر التصعيد في اتجاه تأجيج الصراعات، بدل الدفع في اتجاه التفاوض عبر الطرق السلمية التي ترعاها المنظومة الدولية”.

وشدد على أن القوى السياسية والاجتماعية في المغرب تعمل جاهدة على “أن تواجه بلادنا مثل هذه التهديدات بكل الوسائل المشروعة الممكنة، لكن دون التخلي عن هدف الاستمرار في جهود الحفاظ على السلم والاستقرار في بلادنا، بل وفي محيطنا الإقليمي والدولي”.

وأوضح أن مواجهة هذه التحديات يتم “عبر الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية، والانخراط في الديناميات الدولية الرامية إلى إحلال السلم ومكافحة الإرهاب والتطرف، والحد من التغيرات المناخية، والحفاظ على الموارد الطبيعية، والعمل على تشجيع الطاقات الخضراء البديلة وتحقيق المكتسبات في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية”.

واعتبر أن المنتدى الذي تحتضن مدينة مراكش نسخته الأولى ابتداء من اليوم الاثنين إلى غاية الأربعاء، سيمكن من توفير فضاء مفتوح للتواصل والنقاش والتبادل والتنسيق بين البرلمانيات الشابات والبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين من مختلف البلدان، بهدف تحفيزهم وتمكينهم من أداء أدوارهم السياسية والبرلمانية على أكمل وجه، مع الإلمام بمختلف السياقات الرائجة والتحديات الجديدة المطروحة علينا جميعا والانخراط في الديناميات الدولية.

وأبرز أن العالم يعيش منذ 4 سنوات “تحولات عميقة بدأت بوادرها تظهر بجلاء مع انتشار الوباء العالمي، الذي بدا معه أن النظام العالمي لم يكن في مستوى مواجهة الأزمات والتحديات المباغتة”.

واعتبر أن أزمة “كوفيد19” أبانت عن أزمة أكثر عمقا “وهي الأزمة الإنسانية” والتي كان من أبرز سماتها “غياب التضامن بين الأنظمة، وبروز تنافس كان شعاره البقاء للأقوى اقتصاديا والأكثر اكتفاء واستقلالية، بينما تفاقمت وضعية الأنظمة والمجتمعات الضعيفة”.

وأشار إلى أن الجائحة أبانت عن “بروز هشاشة الأنظمة الصحية والحماية الاجتماعية في العديد من البلدان، وتراجع الحقوق والحريات في سلم الأولويات”.

وأضاف  “لقد عشنا أزمة الحق في الصحة والحق في السكن، والحق في التنقل، وحقوق الفئات الهشة كالأشخاص المسنين، وعديمي المأوى، كما تفاقمت معضلة الفقر المدقع وهشاشة سوق الشغل، وتعرت هشاشة أنظمة التعليم العمومي بسبب ضعف الموارد المخصصة له”.

بالمقابل، اعتبر المتحدث أن أزمة “كوفيد 19″، مكنت من بروز الفرص التي يتيحها الولوج إلى التكنولوجيا الجديدة وفرص الابتكار في خلق مقاولات تعتمد على نمط مختلف من الإنتاج والتسويق، أصبحت معها الأنماط الكلاسيكية غير قادرة على التنافس.

وشدد على أن النهوض بالعمل التنسيقي بين القوى البرلمانية وتحقيق التراكم “صار هدفا ملحا”، وذلك بـ”إبداع المبادرات الرامية إلى تقوية التعاون لمجابهة هذه التحديات، وتكثيف التنسيق والتشاور بين البرلمانيين فيما يخص القضايا المشتركة الملحة، عبر تبادل الرؤى والخبرات والتجارب بشأنه”.

وأضاف أنه من هذا المنطلق، “حرص الفريق الاشتراكي على طرح كل القضايا الراهنة للنقاش ضمن برنامج المنتدى، من أجل تبادل المعرفة والخبرة مع نظرائنا من مختلف البلدان ومد جسور التعاون معها، وإشراكها من أجل التأثير بشكل أكثر فعالية في القضايا التي تهم الإنسانية، من قبيل آليات تعزيز الأمن والسلم وتعزيز المسارات الديمقراطية، ومكافحة الإرهاب والتطرف، والهجرة، والتنمية المستدامة، والبيئة، والطاقات المتجددة، وقضايا النوع والمساواة، والحقوق والحريات والشباب”، يقول شهيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *