سياسة

بنيس يرد على ديبلوماسي فرنسي اتهم الرباط بابتزاز باريس بسبب الصحراء المغربية

علق المستشار الدبلوماسي المغربي والخبير في السياسية الخارجية، سمير بنيس، على تصريحات الدبلوماسي الفرنسي جيرارد آرو، سفير بلاده السابق لدى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة، المحسوب على إيمانويل ماكرون، وصف فيها عدمَ تسمية المغرب لسفير جديد له إلى الآن لدى لدى باريس بـ”الابتزاز” رابطا الأمر بقضية الصحراء.

ودعا المحلل السياسي ذاته في سلسلة تغريدات له على منصة “تويتر” الديبلوماسي الفرنسي إلى ضرورة اعتماد لغة محترمة وهو يتحدث عن المملكة المغربية، مشيرا إلى أن المغاربة لا ينتظرون دروسا أخلاقية من النخبة الفرنسية، لأنها بكل بساطة لا تمتلك شرعية أخلاقية للقيام بذلك، وفق تعبيره.

وكان آرو قد تفاعل مع التقارير التي تطرقت لمضي نحو 4 أشهر على انتهاء ولاية محمد بنشعبون كسفير للمملكة في باريس دون اختيار الرباط أي اسم لتعويضه إلى حدود اللحظة، واصفا ذلك بـ”ابتزاز مغربي معتاد بخصوص الصحراء”، وربط ذلك بالاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على المنطقة أواخر عام 2020 عبر مرسوم رئاسي للرئيس السابق دونالد ترامب.

وأكد الدبلوماسي الفرنسي والممثل الدائم لفرنسا لدى مجلس الأمن ما بين 2009 و2014 في تصريحات منسوبة إليه بأن فرنسا “كانت لعقود وحيدة في الدفاع عن المصالح المغربية في مجلس الأمن”، في إشارة إلى دعمها السابق لمقترح الحكم الذاتي.

وفي هذا السياق، قال بنيس ردا على الديبلوماسي الفرنسي: “الآن تقولون إن فرنسا تدعم المغرب منذ عقود. لقد فعلت ذلك بالتأكيد، لأن هذا الدعم لم تترتب عليه أي مخاطر، ولأنه في ذلك الوقت، ونظراً لتوازن القوى على المستويين الإقليمي والدولي، كانت فرنسا تدرك أن دعمها ساهم على الأكثر في الحفاظ على الوضع الراهن. في المقابل، حصلت فرنسا على عقود جيدة من المغرب.

ونفى المحلل السياسي ذاته أن يكون دعم فرنسا للمغرب ثابتا، مستثنيا الرئيس الفرنسي الأسبق شيراك الذي كان يريد فعلا مساعدة المغرب في إغلاق هذا الملف.

وذكر بنيس جيرار آرو أنه عندما قدمت فرنسا خطتها للحكم الذاتي في عام 2007 ، ألقت الإدارة بكل ثقلها في حمل الأمين العام للأمم المتحدة والدول الخمس على إصدار بيانات حيث يجب أن يقولوا إن الخطة هي الوحيدة القادرة على التوصل إلى حل سياسي، لكن فرنسا رفضت ذلك خوفا من أن يسيء إلى الجزائر في الوقت الذي أراد فيه نيكولا ساركوزي إطلاق الاتحاد من أجل المتوسط ​​واحتاج إلى دعم الجزائر.

وأضاف بنيس: “إذا كانت فرنسا تريد حقاً أن يضع المغرب حداً لهذا الصراع فلماذا عارضت فرنسا جهود الأمريكيين. وإذا كان هذا الدعم صادقًا حقًا وليس واجهة، فلماذا يستمر ويوقع ويرفض السير على خطى الأمريكيين؟”.

وزاد: ثم هناك نقطة أساسية يبدو أنك قد نسيتها، لكن المغاربة يتذكرونها دائمًا. تتحمل فرنسا المسؤولية الكاملة عن كل النزاعات التي ورثها المغرب عن الحماية الفرنسية التي فرضت على المغرب بالخداع والقوة”، فضلا عن ارتكاب انتهاكات صارخة للقانون الدولي، لأنه لا ينبغي لنا أن نغفل حقيقة أنه عندما سمحت فرنسا لنفسها بتقسيم وتقطيع المغرب بالشكل الذي تريده، كان من وجهة نظر القانون الدولي دولة مستقلة.

وأكد الخبير في السياسة الخارجية على انه بالرغم من مرور الوقت، فإن مسؤولية فرنسا لا تزال قائمة، إذ إن المغاربة يطلبون فقط من فرنسا الاعتراف بهذه الحقائق ومسؤوليتها في خلق هذه المشاكل والتصرف وفقًا لذلك، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المغرب أخطأ عندما لم يسهب في الحديث عن هذا الماضي حتى تتعامل معه فرنسا الرسمية ونخبتها الإعلامية والاقتصادية باحترام ومراعاة.

وختم بنيس سلسلة تغريداته على حسابه الرسمي بالقول: “إذا احتلت الجزائر الأراضي المغربية، فذلك بسبب فرنسا التي اعتقدت خطأ في ذلك الوقت أن الجزائر ستظل مقاطعة فرنسية إلى الأبد. الأمر نفسه بالنسبة للصحراء المغربية، مثلما تعتقد أن المغرب سيبقى إلى الأبد حكرًا لها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غزاوي
    منذ 11 شهر

    مجرد تساؤل. لماذا نكران جميل فرنسا !!!؟؟؟ جاء على لسان سمير بنيس ما نصه: "أن المغاربة لا ينتظرون دروسا أخلاقية من النخبة الفرنسية، لأنها بكل بساطة لا تمتلك شرعية أخلاقية للقيام بذلك، وفق تعبيره." انتهى الاقتباس الأستاذ بنيس يعتبر النخب الفرنسية لا تمتلك "شرعية أخلاقية"، لكن عندما فتح حزب ماكرون مكتب في الداخلة اعتبره فتحا مبينا. نفس الموال مع الجزائر، طعنوا في تاريخها ونسبها لكنهم يلهثون لاستعادة علاقتهم معها. جاء في المقال ما نصه: "تتحمل فرنسا المسؤولية الكاملة عن كل النزاعات التي ورثها المغرب عن الحماية الفرنسية التي فرضت على المغرب بالخداع والقوة " انتهى الاقتباس فرنسا لم تفرض الحماية على المغرب، بل استنجد بها أمير المؤمنين السلطان عبد الحفيظ ليحمي عرشه من رعيته التي تمردت عليه، ومنحها كل الصلاحيات ودخلت المغرب معززة مكرمة. ولا أحد من المغربيين رفع إصبعه ضدها، وكان الفضل لثورة الجزائر التي أجبرت فرنسا للتخلي على محمياتها. وتمثال الماريشال ليوطي أمام القنصلية الفرنسية في الدار البيضاء يشهد على فضلها.