سياسة، مجتمع

بعد انقلاب حافلة ومقتل سيدة.. شركة “فيتاليس” تثير غضبا بجماعة تطوان

أثارت شركة “فيتاليس” المفوض لها قطاع النقل الحضري بإقليمي تطوان والمضيق-الفنيدق، غضبا داخل المجلس الجماعي لتطوان، خاصة بعدما حملت الشركة، رئيس الجماعة مسؤولية ضعف أسطول الحافلات بالمنطقة.

الأزمة بين الجماعة والشركة ليست جديدة، لكنها عادت للواجهة مجددا عقب حادثة انقلاب إحدى حافلات الشركة، أمس الثلاثاء، بحي “حجرة العروسة”، ما أدى إلى مقتل سيدة وإصابة عدد من ركاب الحافلة، ضمنهم حالة حرجة، حيث جاءت الحادثة تزامنا مع تواجد الملك محمد السادس بالمنطقة.

وعلى إثر الحادثة، قالت الشركة في بلاغ لها، إنها سبق أن تقدمت في مارس 2023، باقتراح إلى رئيس جماعة تطوان ورئيس السلطة المفوضة للنقل، من أجل إضافة 60 حافلة إضافية ومكترية لحل مشكلة النقل في فصل الصيف بالمدينة بسبب الاكتظاظ والضغط.

لكن الشركة، يضيف البلاغ الذي توصلت به جريدة “العمق”، “فوجئت برفض نهائي وقطعي من رئيس الجماعة الحضرية لمدينة تطوان لهذا المقترح الذي يهدف إلى الارتقاء بخدمات النقل وخلق ظروف مريحة للمواطنين في التنقل خلال الصيف”.

غير أن رئيس الجماعة عبَّر عن استغرابه لمقترح الشركة بإضافة 60 حافلة عن طريق الاستئجار، مشيرا إلى “عدم استكمال الشركة لبرنامجها الاستثماري التعاقدي المتعلق بالأسطول، وعدم التداول في إضافة أي حافلات خلال اجتماعات التسوية الودية للخلاف بين الطرفين، خلال يناير المنصرم”.

واعتبر رئيس جماعة تطوان، في مراسلة وجهها إلى إدارة الشركة، قبل أسابيع قليلة، أن استئجار الحافلات لاستغلال المرفق غير وارد في المقتضيات التعاقدية، لافتا إلى أن هذا الأمر كان موضوع ملاحظة للمجلس الجهوي للحسابات في تقريره سنة 2020.

وسجل رئيس الجماعة “تدهور الحالة الميكانيكية للحافلات، والتزايد المستمر للأعطاب والحوادث، وعدم كفاية الأسطول”، داعيا الشركة إلى الوفاء مهامها وتحمل مسؤولياتها لتأمين استمرارية المرفق العام خلال الموسم الصيفي في أحسن شروط السلامة ضمن جميع خطوط الشبكة، وفق المراسلة الذي تتوفر “العمق” على نسخة منها.

“خصاص مهول”

وفي هذا الصدد، قال عادل الدكداكي، مستشار عن الأغلبية بجماعة تطوان، إن إضافة حافلات للأسطول الحالي هو عمل روتيني وجب القيام به من طرف الشركة، مشيرا إلى أن رفع عدد الحافلات أمر مطلوب طيلة فترات السنة وليس فقط خلال الصيف، بسبب الخصاص الحاصل في الأسطول.

وأضاف الدكداكي في تصريح لجريدة “العمق”، بالقول: “لكم أن تتصوروا العدد الحالي للحافلات التي تجوب شوارع تطوان، أو تلك التي تربط المدينة بباقي المدن والجماعات بإقليمي تطوان والمضيق-الفنيدق، وتقارنوها مع ما هو مسطر بدفتر التحملات”.

وسجل المستشار عن حزب التجمع الوطني للأحرار، خصاصا مهولا للربط بين الأحياء، مشيرا إلى أن الأمر يصل إلى حد الاستغناء عن بعض الخطوط بعد توجيه حافلاتها إلى خطوط أخرى بسبب قلة الأسطول.

وبحسب المتحدث، فإن حافلات الشركة تعرف أعطابا متكررة طوال أيام السنة، نظرا للحالة الميكانيكية المهترئة لغالبية حافلات الأسطول، مضيفا: “لولا الألطاف الإلهية لكنا نسجل مثل هذه الحوادث بشكل متكرر”.

واتهم الدكداكي الشركة بعدم التزامها بدفتر التحملات الذي ينص على توفير عدد كافٍ من الحافلات وبجودة عالية تليق بالمدينة وزوارها، مردفا: “للأسف دائما ما يتم التعامل بشكل سلبي مع مختلف المطالب الداعية إلى تجديد الأسطول ودق ناقوس الخطر المحدق بالمواطنين”.

وبخصوص حادثة انقلاب الحافلة، أمس، حمل المتحدث المسؤولية للشركة، لافتا إلى أن الجماعة سبق أن راسلت الشركة والجهات الوصية بسبب الحالة الميكانيكية المهترئة لأسطول النقل، موجها باسم الجماعة، التعازي لأسرة ضحية الحادثة.

مطالب بالتحقيق

وفي نفس السياق، دعا الحزب الاشتراكي الموحد بتطوان، بفتح تحقيق قضائي وترتيب المسؤوليات في حادثة انقلاب الحافلة ومصرع سيدة، مشددا على ضرورة “محاسبة كل من سولت له نفسه العبث بسلامة المواطنين والمواطنات”.

وأدان الحزب الذي يتموقع في المعارضة بمجلس جماعة تطوان، الأوضاع التي يعرفها قطاع النقل بالمدينة، مشيرا إلى أن القطاع يعرف “أعطابا وحوادث يومية جراء عدم احترام الشركة المفوض لها لشروط السلامة وضعف أسطولها وتهالكه”.

وأوضح الحزب في بلاغ له، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن مستشاريه بالمجلس الجماعي سبق أن عبروا خلال دورة ماي الأخيرة، عن استغرابهم من تهريب نقاش النقل العمومي من الجماعة إلى مؤسسة التعاون بين الجماعات.

وبعد أن عبر عن تضامنه مع ضحايا حادثة الانقلاب، أدان حزب “الشمعة”، بشدة، الشركة والجهات المسؤولة معينة ومنتخبة، وحملها كامل المسؤولية عن الخسائر الناجمة عن سوء تدبير القطاع.

كما طالب بتدخل عاجل لمسؤولي المدينة لوضع حد للحضيض الذي وصل إليه قطاع النقل الحضري لتجنب كوارث أخرى يمكن أن تهدد سلامة المواطنين والمواطنات، وفق تعبير البلاغ ذاته.

ويرأس رئيس جماعة تطوان، السلطة المفوضة المكلفة بقطاع النقل الحضري بعمالتي تطوان والمضيق-الفنيدق، ضمن مؤسسة التعاون بين الجماعات بالشمال الغربي، والتي تضم أزيد من 20 رئيس جماعة.

رواية الشركة

شركة “فيتاليس” للنقل الحضري بتطوان، كشفت روايتها بخصوص حادثة انقلاب إحدى حافلاتها بالمدينة، محملة رئيس المجلس الجماعي للمدينة، مسؤولية رفض رفع أسطول الحافلات، تزامنا مع فصل الصيف الذي تعرف فيه تطوان اكتظاظا كبيرا.

وبعد زوال أمس الثلاثاء، انقلبت حافلة للنقل الحضري تابعة لشركة “فيتاليس” بحي “حجرة العروسة” بتطوان، ما خلف مصرع سيدة دهستها الحافلة، في حين أصيب الركاب بإصابات مختلفة، ضمنهم حالة حرجة.

الشركة قالت في بلاغ توضيحي لها، توصلت به جريدة “العمق”، إنها تلقت معلومات من بعض المواطنين كانوا في عين المكان، تفيد بأن الحادثة وقعت عقب محاولة سائق الحافلة تجنب دهس مواطن.

وبحسب الشركة، فإن السائق فقد على إثر ذلك السيطرة على الحافلة وتسبب في انقلابها في حي “حجرة العروسة”، ما نتج عنه من إصابات في صفوف الركاب ضمنهم سيدة في حالة حرجة.

ونفت الشركة وجود الحافلة في حالة اكتظاظ وقت وقوع الحادثة، مشيرة إلى أن عدد الركاب لم يكن يتجاوز 6 أشخاص، موضحة أنه جرى نقل المصابين على وجه السرعة لمستشفى سانية الرمل لأخذ العلاجات الضرورية.

وأضاف البلاغ أنه فور علمها بالحادث، انتقلت المصالح الأمنية والوقاية المدنية والسلطات المحلية لعين المكان، وتم فتح تحقيق في ظروف وملابسات الحادثة والقيام بالإجراءات اللازمة لإنقاذ الركاب.

وأشارت “فيتاليس” إلى أن تطوان والمدن المجاورة لها تعاني خلال فترة الصيف من ظاهرة الاكتظاظ الشديد بسبب تدفق عدد كبير من السياح وعودة مغاربة العالم وارتفاع السياحة الداخلية على المنطقة.

وأوضحت الشركة أنها وضعت كافة إمكانياتها قصد الاستجابة للطلب المتزايد على النقل الحضري في فترة الصيف التي تشهد تدفقا كبيرا للسياح، مشيرة إلى أنها توفر الخدمات الضرورية للمواطنين لتمر هذه الفترة في أجواء سليمة ومريحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *