منوعات

فقدت ابنها على يد فلسطيني.. أم إسرائيلية تناضل مع الفلسطينيين من أجل السلام

قالت الناطقة باسم منتدى العائلات الثكلى الفلسطيني-الاسرائيلي من أجل المصالحة و السلام، روبي ديملن، إنها تؤمن بقوة وبشدة بضرورة السلام والمصالحة مع الفلسطينين.

وتحدثت روبي، وهي أم اسرائيلية  فقدت ابنها عام 2002 على يد فلسطيني قرب رام الله،  في مقابلة مع قناة “i24news” العبرية عن تجربتها الشخصية قائلة: “ديفيد قد ترعرع  في بيتٍ لم يفرق أبداً بين العقيدة واللون، كنا نحب الناس. وأنه شكل مع بعض الضباط الذين رفضوا الخدمة في الأراضي الفلسطينية لأنهم رأوا انها “أراضي محتلة”.

وأضافت أن ابنها التحق بعد الجيش بجامعة تل أبيب ودرس فيها الفلسفة وعلم النفس، ثم بدأ بالتحضير للماجستير في الفلسفة. كان يعلم الفلسفة في برنامج ما قبل الخدمة العسكرية لإعداد القيادات الاجتماعية، وكان يدرس في جامعة تل أبيب كذلك.

وقالت في مقابلتها مع القناة العبرية: “وعندما استدعي للخدمة ضمن قوات الاحتياط، عاد وطرح الموضوع مرة أخرى: ماذا عليه أن يفعل، فهو لا يريد الذهاب لأداء الخدمة وإذا ذهب لا يريد الخدمة في الأراضي الفلسطينية. وإذا لم يذهب فهو بذلك يخيب أمل جنوده على كل حال، ذهب ديڤيد لتأدية الخدمة الاحتياطية وكان يراودني شعور سيء لا أعرف ما هو لكني أظنه كان خوفاً”.

وأضافت ديملن:”في يوم من الأيام قتل دافيد على يد قناص فلسطيني هو وتسعة من رفاقه الجنود حيث كان يؤدي خدمة الاحتياط في حاجز بالقرب من مستوطنة “عوفرا”. وقالت: “أن تصف ما معنى أن تخسر ولداً هو أمر من أكثر الأمور استحالة، لأن حياتك كلها تتغير تماما والى الأبد”.

وتابعت ديملن:”قُتل ديڤيد في الثالث من مارس 2002 وفي أكتوبر 2004 تم القبض على القناص الفلسطيني الذي قتل ديفيد،ولم أشعر حينها بأي رضا عدا عن الإحساس بأنه لن يفعل ذلك لأحد آخر، فلا منطق في الانتقام ولم أبحث أبدا عن الانتقام”.

وأضافت ديملن: “إلقاء القبض عليه كان بالنسبة لي بمثابة امتحان حقيقي أمام نفسي.  ليالي طويلة لم أنم وأنا ابحث داخل نفسي ، حاولت أن استوضح مع نفسي إذا ما كنت اقصد ذلك بالفعل. وفي نهاية تلك الليالي  كتبت الرسالة وأرسلتها لعائلة القناص بواسطة اثنين من أعضاء المنتدى”.

 وقالت ديملن :”إن الكثير يعتبر هذه المنتدى منظمة خارجة عن القانون وكأننا نخون وطننا ولكننا نتحدث عن تجربة شخصية ونتحدث ايضا عن الطرفين نحن منتدى يعرض الرواية لكل طرف بهدف تقبل الآخر وبهدف انهاء هذا الانقسام والتوجه للمصالحة والسلام لأن “حياتنا كشعبين مرتبط احدنا بالآخر، كل واحد عليه أن يتنازل عن أحلامه من اجل مستقبل أولادنا الذين نتحمل مسؤوليتهم”.

يشار إلى أن منتدى العائلات الثكلى الفلسطيني-الاسرائيلي من أجل المصالحة و السلام أسس عام 1995 على يد يتسحاق فرنكنتال ومجموعة من العائلات الثكلى الإسرائيلية. و عام 1998 عُقد اللقاء الاول مع عدة عائلات ثكلى فلسطينية من غزة، حيث نادوا بتعزيز الحوار المسامحة والمصالحة والسلام.

منتدى العائلات الثكلى الفلسطيني-الاسرائيلي هو مؤسسة مشتركة تضم في عضويتها أكثر من 600 عائلة. حيث إن جميع أعضاء المنتدى فقدوا أحد أبناء عائلتهم نتيجة الصراع الدموي المتواصل، خلال عملهم المشترك وصل أعضاء المنتدى إلى نتيجة مفادها بأن المصالحة بين الأفراد والشعوب ممكنة وهي شرط أساسي من أجل تحقيق السلام العادل والدائم.

ويحاول المنتدى الترويج لهذه الأفكار في المجتمعين الفلسطيني والاسرائيلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *