خارج الحدود

فرنسا تحظر رسميا ارتداء العباءات في المدارس والأمم المتحدة ترفض القرار

أصدرت وزارة التعليم الفرنسية قرارا يقضي بحظر ارتداء الطالبات للعباءات داخل المؤسسات التعليمية الحكومية، ابتداء من الموسم الدراسي المقبل.

وحسب صحيفة BBC NEWS، فإن السلطات الفرنسية المعروفة بموقفها المتشدد من الرموز الدينية في المدارس الحكومية، بررت قرار منع ارتداء العاباءات لأنه “ينتهك القوانين العلمانية”، علما أنها سبق ومنعت ارتداء غطاء الرأس في المدارس منذ عام 2004.

وزير التعليم الفرنسي، غابرييل أتال، قال إن “ارتداء العباءات ممنوع في المدارس، حتى لا يتمكن أي أحد على التمييز يبن أتباع الديانات المختلفة انطلاقا من مظهرهم”.

وفي ردود الفعل، قالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، مارتا هيرتادو، إن المعايير الدولية لحقوق الإنسان تنص على ضرورة عدم فرض قيود على المظاهر المرتبطة بالدين أو المعتقد، بما فيها اختيار الملابس، إلا تحت ظروف محدودة للغاية.

وقالت مارتا هيرتادو المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان؟، إن المكتب على علم بإعلان حظر ارتداء العباءة في المدارس في فرنسا. إلا أنه لا يستطيع التعليق بشكل مفصل في الوقت الحالي لعدم وضوح الخطة المعلنة أو كيفية تطبيقها.

وأشارت المتحدثة إلى المعايير الدولية لحقوق الإنسان التي لا تسمح بفرض قيود على المظاهر المرتبطة بالدين أو المعتقد إلا في ظروف محدودة للغاية بما فيها تلك المرتبطة بالسلامة والنظام والصحة أو الأخلاقيات العامة.

وأضافت أنه يتعين، بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، أن تكون التدابير المُتخذة باسم النظام العام ملائمة وضرورية ومتناسبة.

وقالت إن تحقيق المساواة بين الجنسين يتطلب إدراك الحواجز التي تمنع النساء والفتيات من اتخاذ اختيارات حرة، وتهيئة بيئة تدعم قراراتهن بما في ذلك اختيار الملبس.

وكان وزير التعليم الفرنسي، غابريال أتال، قد أعلن الأحد الماضي أنه سيحظر ارتداء “العباءة” في المدارس الفرنسية، مشيرا إلى أن ارتداء هذا الزي الإسلامي يعد انتهاكا للقوانين العلمانية الصارمة المطبقة في مجال التعليم في البلاد.

وقال أتال عبر لقاء مع قناة “تي إف 1” الفرنسية إن “ارتداء العباءة في المدرسة لن يكون ممكنا بعد الآن.” وشدد على سعيه لوضع “قواعد واضحة على المستوى الوطني” لاتباعها من قبل مديري المدارس قبل بدء العام الدراسي الجديد في جميع أنحاء فرنسا اعتبارا من 4 شتنبر المقبل.

وأشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن اليمين المتطرف مارس ضغوطا من أجل إصدار قرار الحظر، الذي رأى فيه اليسار الفرنسي تعديا على الحريات المدنية.

وكانت فرنسا التي تضم أكبر أقلية مسلمة في أوروبا، قد حظرت ارتداء الحجاب الإسلامي في المدارس الحكومية عام 2004.

وحسب ما جاءت به الصحيفة المذكورة، فإن فرنسا عاشت أشهرا من الجدل حول هذا الموضوع، خاصة بعد انتشار ارتداء العباءات بين الطالبات في المدارس الحكومية، الأمر الذي أثار انقساما في الأوساط السياسية والحقوقية.

وذهب اليمين الفرنسي المتطرف لإصدار قرار منع ارتداء العباءات، بينما اعترض اليسار بمختلف أطيافه عن ذلك، مطالبين بحماية حقوق المسلمين الفرنسيين.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن الوزارة ستصدر قرارات تنظيمية بهذا الخصوص قبل بداية العام الدراسي، مشيرة إلى أن فرنسا منعت أيضا النقاب عام 2010، ما أثار غضب المسلمين في البلاد.

كما تمت توسعة لقانون لاحقا ليشمل الرموز الدينية المختلفة، منهم الطاقية الشهيرة “الكيبا”، إلا أن العباءات لم تكن ضمن هذا القانون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *