انتخابات 2016

رغم دعم المغراوي.. حصيلة ضعيفة للجرار بمراكش

رغم الدعم الكبير والدعوات المتتالية لشيخ تيار ما يعرف ب”السلفية العلمية” بمدينة مراكش للتصويت عليه، خابت آمال حزب الأصالة والمعاصرة الذي كان ينتظر اكتساحا بالمدينة الحمراء خلال استحقاقات يوم الجمعة الماضي.

ولم يحصل الجرار في الانتخابات التشريعية سوى على ثلاثة مقاعد من أصل تسعة، فيما حصد خصمه السياسي حزب العدالة والتنمية خمسة مقاعد بمجموع دوائر المدينة.

وعلمت جريدة “العمق” أن دعوات المغراوي للتصويت على الجرار خلقت انقساما حادا داخل التيار السلفي، وسخطا على الشيخ الذي كان يطاع في كل شيء قبل دعوته هذه، بحيث استهجن سلفيون كثر التصويت على حزب “علماني” صرح زعيمه بأنه جاء لمحاربة الإسلاميين.

وانقسم التيار السلفي بين من اختار عدم التصويت وبين مخالف لدعوة المغراوي بالتصويت على حزب العدالة والتنمية، الذي يعد الأقرب للسلفيين من حيث المرجعية الإسلامية.

وحسب مصادر متطابقة، فقد أدت النتائج الهزيلة لحزب الأصالة والمعاصرة الذي كان يسير المدينة قبل استحقاقات 4 شتنبر الجماعية، إلى حالة من الغضب في صفوف قياداته من الشيخ السلفي محمد المغراوي الذي لم يستطع حشد أتباعه للتصويت على الجرار وقلب الكفة على المصباح الذي كان مدعما بالشيخ حماد القباج وآخرين من رموز التيار السلفي بمراكش.

وتعرف مدينة مراكش بانتشار كبير للسلفيين الموالين للمغراوي، وأغلبهم من طلبة ورواد دور القرآن الأربعة التي فتحت أبوابها أول مرة في نهاية السبعينات، قبل أن تغلق في نهاية العشارية الأولى من القرن الحالي، ويعاد غلقها بعد العودة للعمل مرة أخرى سنة 2013.

وسبق للمغراوي أن دعا في لقاء داخلي، نشرت “العمق” سابقا تسجيلا صوتيا له، إلى التصويت المكثف على الجرار جزاء على “فتحه لدور القرآن من جديد”، كما اعتبر أن “من لم يصوت على التراكتور فقد خان القرآن ودور القرآن”، على حد تعبيره.

في السياق ذاته، استطاع حزب العدالة والتنمية الغريم السياسي للجرار، انتزاع مقعد برلماني بكل من بنجرير والرحمانة والصويرة التي كانت تعد من قلاع حزب الأصالة والمعاصرة بدون منافس.