سياسة

الغارديان: ماكرون حاول استعمال المساعدات الإنسانية لتهدئة الأوضاع بين باريس والرباط

قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حاول استعمال المساعدات الإنسانية بعد الزلزال المميت الذي تركز في أعالي جبال الأطلس لتهدئة الأوضاع مع المغرب.

وأشارت “الغارديان” إلى أن التوترات تصاعدت بين البلدين حتى قبل وقوع الزلزال. ولم يرسل المغرب سفيرا إلى فرنسا منذ أشهر، وألغى ماكرون عدة زيارات رسمية مقررة إلى الرباط. ولطالما ألقى الحكم الاستعماري الفرنسي على المغرب، الذي استمر من عام 1912 إلى عام 1956، بظلاله على العلاقات بين البلدين.

وقالت السلطات المغربية في وقت سابق هذا الأسبوع إنها “استجابت بشكل إيجابي” لعروض المساعدة التي قدمتها فرق البحث والإنقاذ من بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات العربية المتحدة، لكنها رفضت قبول المساعدة من دول أخرى بما في ذلك فرنسا.

وفي مقطع فيديو موجه إلى الجمهور المغربي نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، قال ماكرون إن الأمر سيادي بالنسبة للمغرب سواء قبل المساعدة الفرنسية أم لا. وفي وقت سابق، في قمة مجموعة العشرين في دلهي، قال إن فرنسا فعلت “كل ما في وسعها ” وإن المساعدات سيتم إرسالها في اللحظة التي يتم فيها طلبها.

وعبر المغرب عن غضبه من أي إشارة إلى افتقار الدولة إلى القدرة على الاستجابة للكارثة، وفق “الغارديان”

ونقلت الغارديان عن مصدر مقرب من القصر الملكي المغربي إنه من غير المرجح صدور رد فعل على رسالة ماكرون المصورة من القصر أو وزارة الخارجية.

وأثار توجيه الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” اليوم الثلاثاء لخطاب إلى الشعب المغربي، غضب عدد من المغاربة، الذين اعتبروه “تطاولا على سيادة المغرب”، و”خرقا لحدود اللباقة والبروتوكول”، مؤكدين أنه “لا صفة له لمخاطبة الشعب المغربي”.

ووجه “ماكرون” كلمة مصورة إلى الشعب المغربي، حول الزلزال الذي ضرب البلاد، حيث طالب إعلام بلاده بوقف جدل عدم قبول المغرب لمساعدات فرنسا في أعمال إغاثة ضحايا الزلزال حيث قال إنه “ما كان يجب أن يكون”.

وأرفق مغاربة فيديو “خطاب ماكرون” على مواقع التواصل الاجتماعي، بعبارات غضب واستهجان، حيث اعتبروا أن خطابه كان يجب يوجه عبر القنوات الرسمية، وليس مخاطبة الشعب وكأنه “مقاطعة تابعة لفرنسا”، وفق تعبير معلقين.

في هذا الإطار، قال المحلل السياسي، عادل بنحمزة على صفحته بـ”فيسبوك”، إن “توجيه خطاب مباشر للشعب المغربي معناه أن جميع القنوات الرسمية أغلقت بين باريس والرباط”، مؤكدا أنه “ليس مقبولا من رئيس دولة أجنبية توجيه خطاب لشعب دولة أخرى”.

وسجل عادل بنحمزة، أن “البولميك الذي تحدث عنه ماكرون بخصوص سعار الإعلام الفرنسي هو نتيجة طبيعية لأداء الرئيس ماكرون وحكومته، مبرزا أن “المغرب يعيش لحظة حزن وطنية وليس له ما يكفي من الوقت للحديث في قضايا تمثل شرخا كبيرا في العلاقات الثنائية بين البلدين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *