سياسة

هل تعمق تصريحات “ماكرون” الهوة الديبلوماسية بين باريس والرباط؟

ما زال خطاب ماكرون الذي وجهه للمغاربة، الثلاثاء الماضي، حول الزلزال الذي ضرب البلاد الأسبوع الماضي، (ما زال) حديث العديد من وسائل الإعلام الدولية.

وفي هذا السياق، أورد موقع “بي بي سي” خبرا تحت عنوان “لماذا أغضب خطاب ماكرون مغاربة؟”، نقلت فيه تصريحات للنائبة البرلمانية فاطمة التامني التي قالت فيها إن “خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه “استعلائي”، معتبرة أنه يخالف أصول الدبلوماسية”.

ووصفت البرلمانية خطاب ماكرون بأنه “ضرب واضح لأسس الدبلوماسية”، وطالبت بمعرفة ما إذا كانت الدولة المغربية ستتجاهل هذا “الاستعلاء والنظرة الاستعمارية الفرنسية تجاه المغرب وإفريقيا”.

ووجهت فاطمة التامني سؤالا إلى وزير الخارجية ناصر بوريطة، تطالبه فيها بشرح الإجراءات التي ستتخذها الحكومة المغربية في مواجهة هذا الخطاب.

من جانبها كتبت وكالة “الأناضول” تقريرا بعنوان “هل تعمق مساعدات الزلزال الأزمة بين باريس والرباط؟”، اوردت فيه تصريحات لأستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجد،ة خالد شيات، الذي قال إن “خطاب ماكرون، من حيث الشكل، مستفز لأنه موجه لحوالي 40 مليون مغربي، بطريقة توحي أنه ليس له الوقت الكافي ليجلس ويتحدث، وإنما وقف في أحد الممرات وراح يخاطب الشعب المغربي في استخفاف واضح بالمخاطب”.

وأضاف شيات: “طبيعة الخطاب الأخلاقي الذي استعمله ماكرون كان الغرض منه إيهام المغاربة أن فرنسا هي التي ستنقذ الضحايا وأن عدم وجودها سيؤدي إلى سقوط المزيد منهم”.

وأضاف أن الرئيس الفرنسي “لن يجد المسوّغ أو الركيزة التي يبرر بها توجيه خطاب، إلى شعب دولة أخرى”.

وأوضح الباحث أن “رد فعل ماكرون، يعكس فشله في فتح قنوات دبلوماسية رسمية للتواصل مع العاهل المغربي، وهو ما دفعه في النهاية إلى توجيه خطاب مباشر إلى الشعب ظاهره أخلاقي وباطنه تحريضي، حاول عبره تأليب الشعب المغربي على حكومة بلاده”.

وأبرز أن فرنسا لازالت تنظر إلى مستعمراتها السابقة بنظرة “متعالية”، وتعتقد أن الدول التي انفلتت من سطوتها الاستعمارية لم تتغير كثيرا رغم عقود الاستقلال، وأن هناك حاجة دائمة لحضورها ودعمها.

وأضاف أن الموقف المغربي كان واضحا، ويفيد بأن “الدولة المغربية لها من الإمكانيات اللوجستية والبشرية وحتى المادية، ما يكفي لمواجهة الأزمات، وتقبل المساعدات الأجنبية حسب الحاجة إليها، ووفق قواعد الاحترام المتبادل”.

والواقع أن المغرب حسب الباحث المغربي أكد قدرته الفائقة على مواجهة الكوارث والجوائح، خلال أزمة كورونا، ففي الوقت الذي كانت فرنسا تعيش أزمة كمامات كان المغرب يصنعها ويصدر الفائض منها.

ورأى أنه أحيانا “تكون الكوارث سببا في تقليص الهوة بين أطراف الأزمة على اعتبار أن مثل هذه الحالات هي محرك لـدبلوماسية الكوارث”.

غير أنه في الحالة المغربية الفرنسية، اعتبر شيات أن “العكس هو الذي حصل”.

وأردف: “نعيش أنساقا قديمة مسترسلة ومتشابكة من التنافر بين الجانبين، عكسه بشدة هذا الوضع الذي نحن فيه اليوم”.

ونقلت الوكالة ذاتها عن المحلل السياسي المغربي، بلال التليدي، وصفه تعامل ماكرون مع الموقف المغربي حيال المساعدات الفرنسية بأنه “تجاوز للدبلوماسية السياسية”.

وانتقد التليدي في تصريحات لوكالة الأناضول خطاب ماكرون قائلا: “هناك الكثير من قلة الحكمة والتعالي، كثير من الدول عرضت على المغرب المساعدة، لكن هذه الدول تفهمت الموقف وأدركت أهمية تنسيق العمل وعدم تعقيد الأمور وإرباكها على الأرض”.

واعتبر أن الموقف الفرنسي الآن “يقوم على سياسات الاستعلاء التي تعودت عليها باريس تجاه الشعوب التي استعمرتها”.

وأضاف: “تعتقد فرنسا أن المغرب غير قادر على معالجة الكارثة، ولم تصدق أن يصلها خطاب من وزارة الداخلية المغربية يشكرها على عرض المساعدة وإعلان الاكتفاء بأربعة طلبات أخرى ليست منها باريس”.

وأثار توجيه الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” اليوم الثلاثاء الماضي لخطاب إلى الشعب المغربي، غضب عدد من المغاربة، والذين اعتبروه “تطاولا على سيادة المغرب”، و”خرقا لحدود اللباقة والبروتوكول”، مؤكدين أنه “لا صفة له لمخاطبة الشعب المغربي”.

ووجه “ماكرون” كلمة مصورة إلى الشعب المغربي، حول الزلزال الذي ضرب البلاد، حيث طالب إعلام بلاده بوقف جدل عدم سماح المغرب فرنسا بالمساعدة في أعمال إغاثة ضحايا الزلزال حيث قال إنه “ما كان يجب أن يكون”.

وأضاف الرئيس الفرنسي، أن المغرب بقيادة الملك محمد السادس، دولة ذات سيادة لها كل الحرية في قبول مساعدة من يشاء، مضيفا أن فرنسا ستساعد في المجالات التي ترى السلطات المغربية والشعب المغربي أنها ستكون مفيدة فيها.

وأرفق مغاربة فيديو “خطاب ماكرون” على مواقع التواصل الاجتماعي، بعبارات غضب واستهجان، حيث اعتبروا أن خطابه كان يجب يوجه عبر القنوات الرسمية، وليس مخاطبة الشعب وكأنه “مقاطعة تابعة لفرنسا”، وفق تعبير معلقين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • بنعباس
    منذ 10 أشهر

    A QUI CELA COCERNE Les prétextes des occupants de l’Elysée n’ont pas changé depuis toujours, exploitant ce qu’ils peuvent pour leur pays : le coup d éventail en 1827 colonisant l’Algérie, la protection du Maroc pour le conquérir, le dahir berbère en 1930, les armes de destruction pour déclarer la guerre a L’IRAK, les troupes françaises dans plusieurs pays africains, aujourd hui venir en aide pour des fins inconnus . Le monde a changé, la transparence des médias sociaux gagnent les places, le simple citoyen s est approche de la réalité, L’Elysée garde ses anciennes habitudes Mr Macron doit changer les donnes et être transparent , serin , le temps des magouilles est révolu ou ce que nous souhaitons : l’aide que vous devez apporter aux marocains en tant qu’ ancien colonisateur ; c’est reconnaitre la marocanité du Sahara , vos archives , vos historiens en témoignent ainsi que l’opération écouvillon en 1957 menée conjointement par les troupes françaises et espagnols dans cette zone chère aux marocains depuis toujours et que vous devez reconnaitre pour nous épargnez des pertes de temps , de vies humaines , d’efforts , contribuer à la stabilité de la région en conclusion des conflits perpétrés par les voisins , il doit respecter la souveraineté des pays , leur dirigeant , leur religion , leurs habitudes. l’ex président Pompidou disait lors d’une visite au Maroc que les français réjouissent de la sécurité morale au Maroc , Mr Macron les musulmans français ne le sont pas dans votre pays parce que vous vous êtes aligne avec l’extrême droite , vous avez oubliez ou négligez que la diversité est un atout et pas le contraire , ça nous fait mal d’entendre que des élèves ont quitté l’école à cause d’une abaya qui n’a rien de religieux mais simplement un choix vestimentaire que vous devrez défendre dans une France de : liberté , égalité , fraternité et défende vraiment et correctement la laïcité et pas sur la liberté des gens qui ont bien servi la France depuis plus d’un siècle , sont arrivés en France sur sa demande pour la défendre pendant les 2 guerres mondiales et pour la bâtir sont appelés une fois de plus par millier , votre agent Félix Morat en était témoin , ils ont toujours cohabité jusqu’ à l’arrivée de l’extrême droite que vs avez suivi aveuglement et ainsi vous les politiciens vous avez crache sur un plat délicieux qui est votre pays , ils sont traites actuellement de tous les défauts Je vous rappelle Mr Macron que le Maroc a eu son indépendance depuis plus de 60 ans après une colonisation masquée de protectorat qui n’a pu durer que 44ans d ou la France a été obligé de quitter après des luttes acharnées et par la bravoure de ses hommes, les sacrifices, la bonne gestion du roi et du peuple a cette époque , pendant la crise de corona et en cette catastrophe, nous sommes unis autour du roi MOHAMED 6 et a lui seul nous écoutons , tous les citoyens sont mobilisés par leurs moyens même les plus modestes , leur solidarités que vous pouvez constater et nous pouvons grâce a Dieu surmonter les difficultés CITOYEN MAROCAIN