أدب وفنون

موسم أصيلة: المساري يبرز تأثير التكنولوجيا على الذاكرة.. وسلطان ينقل الحكاية السورية إلى لوحات

أسدل موسم أصيلة الثقافي الدولي، الستار عن برنامج الفن التشكيلي، أمس الأحد، بمعرض مشترك بين الفنان المغربي سعيد المساري الذي عبر في لوحاته عن الجدل بين ذاكرة الإنسان وذاكرة الهاتف، والفنان السوري علي السلطان الذي نقل إحدى الحكايات السورية من طابعها الشفهي إلى لوحات تشكيلية تعبيرية.

وتولى كل من الفنانين توصيف دلالات ومعاني أعماله، في جولة تنقل خلالها كل منهما رفقة الأمين العام لمنتدى أصيلة، محمد بن عيسى، وثلة من المختصين والجمهور، بين لوحاته التشكيلية بأروقة المعرض المقام بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بمدينة أصيلة.

المساري والذاكرة

قال الفنان التشكيلي المغربي، سعيد المساري: “تم استدعائي رفقة الفنان السوري علي علي سلطان للمشاركة في موسم أصيلة، ضمن معرض مشترك، وفي ذات الوقت هو معرض فردي لكل منا، فكما يرى الجميع هناك أزيد من 60 عملا على غرار المعارض الفردية، قبلت الاستدعاء على اعتبار أن كلنا يشتغل على الورق”.

وأضاف المساري في تصريح لجريدة “العمق”، أن “الجناح الخاص بي من المعرض ينقسم بين نوعين مختلفين من اللوحات قسم مخصص لأعمال الفن التقليدي، وآخر نمط جديد بدأت العمل منذ أزيد من 15 سنة يندرج ضمن تقنية ” Recyclage du papier” من خلال منح أشكال جديدة للورق تندرج جميعاها في إطار ذاكرة الإنسان وصارعه مع التكنولوجيا “.

يصف المساري دلالات لوحاته فيقول: “اللوحات الفنية التي شاركت بها في المعرض تحاول استجلاء علاقة الإنسان بالتطور التكنولوجي، لا سيما ما يرتبط بتضاؤل ذاكرة الإنسان مقابل ازدياد شساعة ذاكرة التكنولوجيا”.

ويسترسل في الحديث: “ذاكرة الهاتف أضحت تحل محل ذاكرة الانسان، فيكفي أن تحدث أحدهم في موضوع ما، حتى يتناول هاتفه ويرد قائلا دعني أبحث عن الأمر في “Google”، أليس هذا دليل ما قلته”.

رسوم حكاية

جناح الفنان السوري علي علي سلطان، عبارة سلسلة لوحات تشكيلية تتكامل مع بعضها البعض لتصور وقائع إحدى حكاية من التراث التقليدي الشفهي السوري.

يقول سلطان علي: “إن اللوحات التي شاركت بها في المعرض أنجزتها بتقنية الطباعة الحجرية “الليتوغراف”، وهي مشروع حكاية من التراث التقليدي السوري، كانت الأم والجدة ترويها لنا منذ زمن مضى، وغايتي من ذلك استرجاع الحنين”.

وأضاف علي في تصريح للجريدة: “اللوحات الفنية هي رسومات داخلية لنسخة من الحكاية الشفهية تولى الكاتب الإسباني الشهير “فرنسيسكو بنال” كتابتها مع بعض التحرير، وقمنا بعد ذلك بتجميع النص والصور في كتاب ضخم طوله ثلاثة أمتار وعرضه”.

ما يميز المعرض الفني لموسم أصيلة الدولي الثقافي لهذه السنة في اعتقاد علي سلطان، هو مشاركته إلى جانب صديقه سعيد المساري، وما يجمعهما على اعتبار أن كلاهما فنان تشكيلي عربي مقيم بالديار الاسبانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *