سياسة

بعد فشلها في الوساطة بالنيجر.. الجزائر تخشى سحب المغرب البساط من تحت أقدامها

أفادت صحيفة “مغرب أنتلجنس” بأن سبب قرار النظام الجزائري إرجاء الشروع في المشاورات التحضيرية التي كان من المقرر القيام بها في الأزمة التي تواجهها النيجر، مرتبط بخلاف يتعلق أولا بالفترة الانتقالية، إذ أن الجزائر تريد فرض مدة 6 أشهر، فيما يدرس المجلس العسكري الحاكم في النيجر فترة 3 سنوات، فضلا عن مصير الرئيس محمد بازوم الذي ترغب الجزائر في استقباله على أراضيها لمنحه المنفى، بينما يرغب حكام النيجر في تقديمه إلى العدالة.

وكانت الحكومة الجزائرية قد أرجأت الشروع في المشاورات التحضيرية، التي كان من المقرر القيام بها في الأزمة التي تواجهها النيجر، إلى حين الحصول على ما سمتها “التوضيحات التي تراها ضرورية بشأن تفعيل الوساطة الجزائرية”.

وقال بيان أصدرته الخارجية الجزائرية، الاثنين، إنه منذ 27 شتنبر المنصرم  قام وزير الخارجية مع نظيره النيجري، وكذا سفارة الجزائر بنيامي مع وزارة الشؤون الخارجية، باتصالات حول البرنامج ومحتوى هذه الزيارة، غير أن هذه الاتصالات لم تستجب لما كان ينتظر منها، كما أثارت التصريحات الرسمية والعلنية الصادرة عن السلطات النيجرية تساؤلات مشروعة حول استعدادها الحقيقي لقبول الوساطة الجزائرية.

وقالت “مغرب أنتلجنس” إن فشل الوساطة الجزائرية أثار مخاوف كثيرة في الجزائر العاصمة. وتخشى الجزائر الآن من حدوث اختراق مم وصفته بـ”اللوبي المغربي” في نيامي قد يستفيد من تراجع النفوذ الجزائري.

وتشتبه السلطات الجزائرية في الواقع، كما تؤكد المصادر، في أن الانقلابيين يقيمون اتصالات متعمقة بشكل متزايد مع محاورين مغاربة بهدف وضع استراتيجية تقارب تسمح للانقلابيين في نيامي بالاستفادة من المساعدات الاقتصادية والدعم الأمني في مواجهة الحصار الذي تفرضه عليهم المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس).

وتشير مذكرات سرية صادرة عن المكتب الأمني للسفارة الجزائرية في النيجر إلى أن خطر التدخل المغربي في الأزمة النيجرية جدي ومرتفع ويمكن أن يتحقق لأن المغرب ينظر إليه بشكل إيجابي من قبل النخب الجديدة في السلطة في نيامي.

وكانت الصحيفة قد أشارت في وقت سابق إلى تسريب مضامين مكالمة هاتفية جرت الأسبوع الماضي بين رئيس النظام الجزائري، عبدالمجيد تبون، والرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون حول الأزمة في النيجر.

وقالت صحيفة “مغرب أنتلجنس” نقلا عن مصادرها إن الزعيمين تحدثا بشكل سري في هذه المكالمة حول الأزمة في النيجر والاقتراحات التي قدمتها الجزائر لتهدئة الأوضاع وإدارة فترة انتقالية مع العسكريين الحاكمين في نيامي.

وأشارت “مغرب أنتلجنس” إلى أن جهاز المخابرات الجزائري علم من مصادره في نيامي إلى أن تسجيل المكالمات بين تبون وماكرون تم تسريبه، وتم تسجيل ما قاله تبون عن الجنرالات النيجريين وتم نقله إلى بعض كبار المسؤولين في النيجر.

وأشارت الصحيفة إلى أن التسريب الذي تضمن أمورا سلبية عن الحاكمين الجدد بالنيجر أثار ردود فعل “عنيفة” ضد الجزائر، وتسبب في توتر شديد في قنوات الحوار المباشر التي أقامها جهاز المخابرات الجزائري مع العسكريين في النيجر.

ويتهم حكام النيجر الجزائر اليوم باتخاذ موقف “مزدوج ومنافق” تجاه بلادهم، حيث يظهر الرئيس الجزائري في الخفاء بموقف معاد للعسكريين في نيامي بينما في المفاوضات السرية التي تجريها السلطات الجزائرية مع المسؤولين في النيجر، يتم التعبير عن رغبة كبيرة في دعم بناء النيجر الجديدة بعيدًا عن الهيمنة الفرنسية.

المصدر ذاته أورد أن جهاز المخابرات الجزائري يعتقد بأن المخابرات الفرنسية هي التي قامت بالحصول على تسجيل المكالمة بين تبون وماكرون وتسريب بعض مقتطفاته الأكثر حدة تجاه العسكريين في النيجر لتقويض جهودها في التفاوض مع العسكريين في النيجر لتهدئة الوضع السياسي والعثور على حل سلمي للأزمة التي تعيق البلاد، وفق تعبير المصدر.

وأضافت الصحيفة أن الجهاز العسكري الجزائري طلب بشكل رسمي من عبد المجيد تبون تقليل اتصالاته المباشرة بإيمانويل ماكرون حتى يتم التحقق من الأمور الحقيقية والتفاصيل المحيطة بتسريب المعلومات السرية بين الجزائر وباريس بشأن عملية الوساطة التي بدأتها الجزائر في النيجر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • القادري
    منذ 7 أشهر

    يتكلمون على المؤامرة الخارجية ضد الجزائر بينما نظام العسكر في الجزائر لايتحرك إلا بدافع المؤامرة