سياسة

الفاتيحي: الخطاب الملكي بالبرلمان احتفالي وتأكيد على قوة المغرب وتتويج لمساره

اعتبر المحلل السياسي، عبد الفتاح الفاتيحي، أن الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس في افتتاح الدورة التشريعية من البرلمان، أمس الجمعة، كان “احتفاليا ووتويجا لمسار المغرب المتميز خاصة خلال فاجعة الزلزال وتأكيد على قوته ومكانته”.

وأكد الفاتيحي، في تصريح لجريدة “العمق”، أن الخطاب الملكي جاء أيضا في سياق حماية القيم الوطنية وضمان سيرورتها ومواصلتها كركيزة أساسية للوحدة المغربية المتعددة الأعراق والثقافات والقيم الحضارية، مشيرا إلى أن الخطاب بشر بمشروع تطوير الأسرة المغربية باعتبارها ركيزة وخلية المجتمع والتي يجب أن تتعزز، على حد تعبيره، بقيم تضمن تضامنها واستقرارها وتوازنها بالقدر الذي يساهم في الحفاظ على هذه القيم ويعززها بالنسبة لكل المغاربة.

واعتبر الأكاديمي ذاته أن هذه القيم تجسدت من خلال التفاعل العفوي للملك والشعب مع كارثة الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، مع ما أبانت عنه القوى الحية من تآزر وتكافل مع سكان المنطقة المتضررة من هذه الفاجعة.

الملك محمد السادس أكد من خلال خطابه، حسب الفاتيحي، بأن المملكة المغربية ستعمل على إعادة الإعمار والبناء في مناطق الزلزال، مذكرا بالتتويج والإشادة الدولية الكبيرة التي تلقاها المغرب آخرها في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي بمدينة مراكش، حيث عبر مختلف الفاعلين عن إعجابهم وتقديريهم بالمجهودات التي تم القيام بها خلال الزلزال، ما يعكس، على حد تعبيره، إرادة ملكية وشعبية كبيرة للغاية.

خطاب احتفالي

اعتبر المحلل السياسي عبد الفتاح فاتيحي أن الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس في افتتاح الدورة التشريعية من البرلمان كان احتفاليا وتتويجا لعمل جاد قامت به المملكة على مستوى التفاعل مع الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز والذي عرف تماسكا وتضامنا مجتمعيا كبيرا جسد قيما عريقة وراسخة في الهوية المغربية المتعددة لكنها موحدة، على حد تعبيره.

كما ذكر المتحدث ذاته بأن ما قامت به مكونات الشعب المغربي من ممارسات تضامنية خلال زلزال الحوز قل ما نجد نظير لها، وأن هذا التضامن هو مجسد في القيم الدستورية، مشيرا إلى أننا نعيش على وقع تتويج هذه الأخيرة في الخطاب الملكي، والتي تعكس، على حد تعبيره، التكاتف والتلاحم في ملحمة وطنية مهمة على الرغم من الخسائر البشرية والمادية.

قوة المغرب

شدد الفاتيحي، في التصريح ذاته، على أن القيم الوطنية المعبر عنها في تفاعل الملك والشعب وجمعيات المجتمع المدني وكافة القطاعات الحكومية جاءت بشكل متناسق ومنسجم ما أدى إلى نتائج جيدة وجعل المملكة قادرة على تجاوز مخلفات الكارثة لوحدها في ظل محدودية تدخل باقي الدول، مؤكدا أن هذا المعطى كرس قوة المملكة المغربية.

وفي سياق تكريس هذه المقومات والقيم، تحدث الملك، يضيف المحلل السياسي، عن مخططات تنموية يجري تنزيلها والأمر يتعلق بالحماية الاجتماعية والسجل الاجتماعي الموحد والذي دعا إلى بداية تفعيله وأجرأته في نهاية السنة بعد استكمال كافة المساطر المتعلقة بالتشريع، وبالتالي لم يبقى سوى تنفيذ هذا المشروع الذي سيعزز، حسب الفاتيحي، من “تماسك المجتمع المغربي ويزيد من قيم الوطنية العريقة والأصيلة والمتضامنة والتي هي اليوم مصدر فخر واعتزاز”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *