أدب وفنون

بلسان جنود وزوجاتهم..”الصحراء حبيبتي” فيلم ينقل تضحيات محاربين قدامى عاشوا الحرب بالصحراء

تنافس المخرجة المغربية لطيفة أحرار على جوائز المسابقة الرسمية للفيلم القصير بمهرجان طنجة بفيلم “الصحراء حبيبتي”، حيث عرض، مساء الجمعة، بسينما روكسي بحضور عدد من النقاد والمختصين في المجال السينمائي.

ويسلط الفيلم الوثائقي “الصحراء حبيبتي” الضوء على حجم التضحيات التي يقوم بها الجنود المغاربة وعائلاتهم في سبيل الدفاع عن الوطن، من خلال شهادات حية وواقعية أبطالها زوجات جنود ومحاربين قدامى عاشوا فترة الحرب بالصحراء في ظل صعوبة التواصل.

ويقدم الشريط الوثائقي في 22 دقيقة خبايا الصحراء في قصص إنسانية يرويها جنود مازالوا على قيد الحياة بكلمات مليئة بالحب لحبات رمال الوطن.

وفي هذا الإطار، قالت المخرجة لطيفة أحرار، إن موضوع الصحراء يمس جميع المغاربة، وهي بشكل أكبر لأنها ابنة جندي سابق، مشيرة إلى أنها عاشت عن قرب تفاصيل التضحيات التي يتطرق لها الشريط الوثائقي، وهي فرصة من أجل الاستماع لصوت الجنود المغاربة وزوجاتهم وأبنائهم، وكذا تكريمهم وشكرهم على كل ما يقدمونه للوطن، على حد تعبيرها.

وأضافت أحرار في تصريح لـ “العمق” على هامش عرض فيلمها بمهرجان طنجة، أن “الصحراء حبيبتي” الذي خصصته لتضحيات الجنود هو ثاني جزء من ثلاثيتها حول الصحراء إذ تطرقت في الأول “السفر الأخير” لوالدها، وستخصص الجزء الثالث لزوجات الجنود، لافتة إلى أنها تعمل على أن تتطرق للموضوع في كل مرة بصوت ووجهة نظر مختلفة.

من جهته، اعتبر الناقد المغربي فؤاد زويريق، أن فيلم “الصحراء حبيبتي بعيد كل البعد عن قضية الصحراء كقضية سياسية ساخنة، فهو ليس فيلما وثائقيا تحريضيا، يستولي على مشاعرك ويحرضك على المبادرة والفعل من أجلها، كما أنه ليس فيلما وثائقيا تحليليا يتعمق في حيثياتها يحلل أبعادها ويجعلك تتبنى عقيدتها وتؤمن بسياستها، كما أنه أيضا ليس فيلما تقريريا ولا روبورتاجا، وإنما فيلم أبسط من هذا بكثير هو فيلم وثائقي ”لايت” تختلط فيه النوستالجيا برمال الصحراء، حيث تقوم فيه المخرجة باستدعاء روح والدها الجندي المقاتل الذي حارب البوليساريو إبان الحرب”.

وأشار زويريق، إلى أن الفيلم يحمل بين طياته “الكثير من العواطف ويكتب بعدسته رؤية ابنة تحب أباها وتفتخر به كبطل، تشاركنا علاقتها هذه، تبوح لنا بأسرارها معه، أسرار لم تتجاوز كسوته العسكرية، فلطيفة أحرار لم تحتفِ بأبيها فقط، فمن خلاله وقفت على معاناة سيدة أخرى هي زوجة جندي، كان يحارب في الصحراء، بينما هي كانت تحارب في الداخل من أجل أبنائها، كما وقفت على شهادات جنود سابقين عاشوا كوالدها الحرب بكل تفاصيلها”.

وتابع ذات المتحدث، أن المخرجة “إجمالا لم تهتم بالمتعة البصرية بقدر ما كان هاجسها تفريغ ما في جعبتها من بوح عاطفي، ذرفته دموعا على الرمال”، مشيرا إلى أنها “لم تتخلص من سلطة المسرح حيث رافقتها الى السينما فبين شهادة وأخرى نقف على فواصل مشبعة بمشاهد ممسرحة سينوغرافيا، إن صح التعبير، فتأثيث الفضاء فنيا وكأنه خشبة بملابس وأحذية عسكرية، وإكسسورات كان يستخدمها الأب الجندي في الصحراء، بالإضافة الى مؤثرات موسيقية وإضاءة خاصة، وكأنك أمام عرض مسرحي، أعطى للمَشاهد بعدا رمزيا متناسقا مع دلالات الفيلم بخطابه العاطفي والرومانسي والوطني”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *