حوار في العمق

“حوار في العمق”.. الخليفة: “طوفان الأقصى” أحيا قضية فلسطين ولا يحق لأحد إعطاء الدروس للمقاومة (فيديو)

الخليفة ضيف حوار في العمق

اعتبر القيادي الوطني والوزير الأسبق مولاي امحمد الخليفة أن معركة “طوفان الأقصى” أحييت القضية الفلسطينية بعدما كانت تنتهي وتنسى حتى لدى المدافعين عنها، كما رفض إعطاء الدروس للمقاومة الفلسطينية معتبرا أنها جيل من الشباب الذين يعرفون أكثر مما نعرف نحن وهم الأقدر على اختيار الأوقات والوسائل المناسبة للمقاومة، متفائلا بأن التحرير سيأتي على أيديهم.

وجاء كلام الشخصية الوطنية البارزة خلال مشاركته في حلقة خصصت لموضوع القضية الفلسطينية من برنامج “حوار في العمق” الذي يقدمه مدير نشر جريدة “العمق” المغربي محمد لغروس، ويبث على مساء كل جمعة على الساعة السادسة مساء.

وعلق الخليفة على من يقول بأن “المقاومة أخطأ اختيار توقيت المعركة وحساب مآلاتها”، بقوله “الذي سخر نفسه للشيطان ووهب عقله وحياته كلها للمال لا يمكن إلا أن يقول هذا الكلام”، متابعا “الغرب بعلمائه وسياسييه ومثقفيه، والعالم كله برجالاته الذين يتتبعون الأمر بجدية، يعرفون أنه لولم يكن 7 أكتوبر لكانت القضية في خبر كان”.

واعتبر أن “الذين قاموا بعملية 7 أكتوبر يعرفون أكثر مما نعرف، فهذا جيل آخر ليس جيلنا، هؤلاء علماء في كل شيء، في الاستراتيجيات وفي الآلات الحربية، وفي الأخذ والرد وعلماء في تدابير المرحلة ولا يمكن لأي أحد أن يقول أنهم أخطؤوا في الزمان ولا في المكان”، متابعا “هؤلاء الذين أحيوا فيما الأمل لأننا يجب أن نثق في هؤلاء الشباب الذين نراهم اليوم في كل ما ترسله لنا القسام في المواقع الاجتماعية، إنهم جند الله الذين سيكون على أيديهم تحرير الشعب الفلسطيني”.

وفي جوابه على سؤال تقييمه لخلاصات معركة “طوفان الأقصى” التي انطلقت في السابع من أكتوبر الماضي، قال مولاي امحمد الخليفة “لا تقديم كل الخلاصات التي يصل إليها العقل البشري أو من يتبع الأمر ومن تكون القضية الفلسطينية قضيته الأولى خلال هذا الحوار”، غير أنه لخص رأيه في أن “طوفان الأقصى” جاء في وقت “كادت القضية تنتهي في أذهان حتى من يجعلون أنفسهم جنودا لها”.

وأوضح الخليفة أن هذه المعركة اندلعت بعد عام من الجرائم في حق الفلسطينيين في الضفة الغربية ومن تدنيس متواصل للمسجد الأقصى في ظل سكوت للأمة العربية والإسلامية، فكان لابد أن تتحرك غزة.

وقال “الحكومة الإسرائيلية التي تأسست عقب مشاكل عديدة في المجتمع الإسرائيلي، وعقب فشل العديد من الانتخابات، والتي ترأسها نتنياهو وضم إليها كل الأحزاب والفئات المتطرفة التي لا يمكن أن تعيش دون رؤية الدم المسفوك للإنسان العربي، أمضت عاما من الاعتداء على الشعب الفلسطيني”.

وتابع “منذ تأسيس هذه الحكومة لاحظنا أنه في الضفة الغربية بالذات، أصبحنا نرى الشهداء على مدى سنة كاملة، ولم تعد لأرواح الناس لا في جنين ولا في طول كرم ولا في غيرها أي أهمية أو أي قيمة، بل إن الأكثر من ذلك أصبح الوزراء الإسرائيليون يذهبون إلى القدس، وفي الأعياد الإسرائيلية تحيى كل الأساطير الإسرائيلية التي لا يمكن أن تكون متضمنة أبدا فيما أوحى به الله لسيدنا موسى عليه السلام”.

وواصل الخليفة حديثه “وأصبحنا نرى بأعيننا أن الصهاينة يتفلون في وجه المسيحيين على ما يعتبرونه دين وأنه من تعاليم موسى عليه السلام، ثم عروا النساء في المسجد الأقصى وصعدوا المنبر ودنسوا المسجد الأقصى، ولأننا لم نر ردودا لا من الأمة الإسلامية ولا من الأمة العربية في مستوى ذلك الحدث، وكدنا نيأس ونفقد الأمل، فكنا طيلة سنة معذبين وكان أبطال الضفة الغربية وشهداؤها ينوبون عن العالم الإسلامي، فكان لابد أن يقع شيء في غزة أو تنتهي القضية الفلسطينية”.

وأشاد الخليفة بما أقدمت عليه المقاومة في السابع من أكتوبر معتبرا إياه باليوم المجيد، الذي استطاعت فيه المقاومة أو “تقتحم غلاف غزة وتتخذ أسرى بشروط عادلة وبأخلاق الإسلام”، مضيفا “في السابع من أكتوبر رأينا أخلاق الإسلام في الحرب رغم أن الإعلام الذي يملكه الغرب وتملكه الصهيونية حاول أن يمر على هذه الحقائق مرور الكرام، ولكن «فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ»”.

وتابع “فأظهروا لنا ما هي الحرب في الإسلام، وما هو التعامل مع الأسرى، وما هو التعامل مع الناس في الكنائس والبِيَّع وما هو التعامل مع المرضى ومع النساء”، وقال أيضا إن “أخلاق 7 أكتوبر تُكَون للعالم منظورا جديدا إذا أراد أن يصلح كل ما وقع في المنظمات الإسلامية”.

وتوقف الخليفة على نقض الكيان الصهيوني للاتفاقيات السابقة، معتبرا أن “أبطال القسام في 7 أكتوبر لم يكونوا يقاومون إلا في أرض لهم ثابتة بحكم كل الاتفاقيات التي وقعت منذ سنة 1948″، مشيرا إلى أن ما يعرف بـ”غلاف غزة” هو “هو جزء من لا يتجزأ من قطاع غزة”، وأن “الوثيقة التي وقعت في 1948 والاتفاقيات الأخرى نصت أن تكون تلك المنطقة هي المنطقة العازلة، ومع ذلك الصهاينة أبوا إلا أن يملؤوها بأجناس مختلفة سواء من الشرق أو الغرب من أجل تكوين المستوطنات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • حمدون الحسني
    منذ 5 أشهر

    حفظك الله أستاذنا الجليل فقد نبت عنا و عبرت أحسن تعبير عن ما نشعر به عاشت القضية الفلسطينية و إن النصر لقادم بإذن الله العلي العظيم