مجتمع، مغاربة العالم

مغاربة غزة يواصلون التوافد على معبر رفح.. ومناشدات للمغرب لتسريع إجلائهم

تتواصل الأزمة الإنسانية المتعلقة بالمغاربة العالقين في قطاع غزة، دون أي حل إلى حدود اليوم، رغم المناشدات والنداءات التي يوجهها العالقون، والتحركات التي تقودها هيئات حقوقية من أجل حث السلطات المغربية على التحرك السريع لإجلائهم.

وكشف مصدر على تواصل مع مغاربة غزة، أن معبر رفح يشهد توافد المزيد من العائلات المغربية العالقة في القطاع، قاطعين مسافات طويلة تحت القصف والمعارك.

غير أن تواصل غياب المسؤولين المغاربة على الجانب المصري من المعبر، يجعل إجلائهم أمرا مستحيلا، في اشتراط السلطات المصرية حضور ممثل عن سفارة المغربية إلى المعبر، من أجل الشروع في عملية الإجلاء.

وإلى حدود الآن، تحركت السفارة المغربية في كل من مصر وفلسطين، ونفذت عملية إجلاء واحدة فقط، تمكن خلالها العشرات من المغاربة من مغادرة القطاع عبر معبر رفح، منتصف نونبر المنصرم.

إلا أن المئات من المغاربة لا زالوا عالقين في غزة، بسبب عدم تمكنهم من الوصول إلى معبر رفح إلا بعد مغادرة المندوب المغربي المكلف بمرافقة المغادرين، وهو ما جعلهم عالقين هناك في انتظار تحرك جديد لإجلائهم.

ومن ضمن العالقين، أطفال توصلت جريدة “العمق” بمناشدات وجهوها إلى الملك محمد السادس، من أجل التدخل العاجل لتسريع عملية إجلائهم قبل تعرضهم للقتل.

وتضم اللائحة التي وضعتها السفارة المغربية بفلسطين يوم 13 نونبر الماضي، أزيد من 600 مغربي، ضمنهم 112 وردت أسماءهم في الدفعة الأولى من عملية الإجلاء (تتوفر “العمق” على أسمائهم)، إلا أن عددا منهم لم يتمكنوا من مغادرة القطاع.

وفي هذا الصدد، دعت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، “الدولة المغربية بالعمل على إجلاء الجالية المغربية من غزة، صونا لحقها في الحياة وتنفيدا للمقتضيات الدستورية التي تؤكد على ضرورة حماية الدولة المغربية لمواطنيها تحت أي ظرف كان”.

وأشارت الرابطة إلى أن السلطات المصرية تؤكد استعدادها للتعاون والتنسيق، ويبقى العائق غياب تواجد أي ممثل للسفارة المغربية بمصر لمعبر رفح، الشيء الذي يحملهم مسؤولية حدوث مكروه في المواطنين المغاربة بغزة، وفق في بلاغ لها توصلت رجيدة “العمق” بنسخة منه.

وفي نفس السياق، طالبت الرابطة بإحالة “جرائم قادة الكيان الصهيوني إلى المحكمة الجنائية الدولية أو إنشاء محكمة خاصة بجرائمه”، مطالبة بإنشاء تحالف دولي من المنظمات الحقوقية من أجل المطالبة بإصلاح القانون الدولي الإنساني ومنظومة الأمم المتحدة.

وكشف إدريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، أن هيئته تتوفر على لائحة أولية تضم أسماء 400 عالق مغربي بقطاع غزة لم يتمكنوا من العبور عبر معبر رفح، أغلبهم أطفال ونساء.

إقرأ أيضا: مئات المغاربة العالقين بغزة يستغيثون بالملك.. وغياب مسؤولين مغاربة يعقد إجلاءهم (فيديوهات ووثائق)

رئيس الرابطة الحقوقية المصنفة كهيئة استشارية بالأمم المتحدة، أشار إلى أن العدد الحقيقي للمغاربة العالقين أكبر بكثير من ذلك ويلامس 2000 مغربي، موضحا أن ظروف الحرب والحصار وصعوبة التواصل، تجعل عملية جردهم صعبة للغاية.

وأبرز السدراوي في اتصال لجريدة “العمق”، أن هناك حالات لمغاربة تمكنوا من مغادرة قطاع غزة في الدفعة الأولى من عملية الإجلاء، مشيرا إلى أن جزءا منهم عاد للمغرب فيما ظل آخرون في مصر.

غير أنه اعتبر أن عملية إجلاء الدفعة الأولى لم تعرف نجاحا كبيرا، مشيرا إلى أن السبب هو عدم تجاوز المدة الذي ظل فيها ممثل السفارة المغربية في معبر رفح، ساعة واحدة.

إقرأ أيضا: أزمة المغاربة العالقين بغزة.. حقوقيون يراسلون الديوان الملكي والرئيس المصري

ولفت في هذا الصدد، إلى أن السلطات المصرية تشترط تواجد مسؤول من السفارة لاستقبال المغاربة، وهو ما جعل المئات عالقين بالمعبر، حيث تمت إعادتهم إلى الملاجئ، الأمر الذي يشكل تهديدا واضحا لحياتهم.

وشدد الحقوقي على أن السلطات المغربية يجب أن تكون نموذجا في التعاطي مع رعاياها في أوقات الأزمات، كما حصل في محطات سابقة، خاصة أن الأمر يتعلق بمسألة إنسانية محضة، مطالبا سفيري المغرب برام الله والقاهرة  بالتحرك سريعا لإكمال عمليات الإجلاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *