سياسة

مساعدات المغرب لغزة.. خبير: مؤازرة الشعب المغربي للفلسطينيين ليست ظرفية

تضامنا مع ما يعيشه سكان قطاع غزة من مأساة إنسانية، جراء الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قبل إسرائيل بعد حربها على القطاع، أعطى الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، تعليماته لإطلاق عملية إنسانية تهم توجيه مساعدة غذائية، عن طريق البر، لفائدة السكان الفلسطينيين في غزة ومدينة القدس الشريف.

وحسب ما أوضحه بلاغ لوزارة الخارجية فإن هذه المساعدة، تأتي للتخفيف من معاناة السكان الفلسطينيين، لا سيما الفئات الأكثر هشاشة، وتشمل أزيد من 40 طنا من المواد الغذائية، بما فيها المواد الغذائية الأساسية.

وتكفل الملك من ماله الخاص بجزء كبير من المساعدات المقدمة، لاسيما تلك الموجهة للرضع والأطفال الصغار.

هشام معتضد، خبير الشؤون الاستراتيجية، اعتبر في تصريح لـ “العمق”، أن المساعدات المغربية للساكنة في غزة تدخل في إطار التآزر المغربي الإنساني والديني والوطني الذي كان دائمًا حاضرًا في العلاقات المغربية الفلسطينية وتترجم مكانة الفلسطينيين عند المغاربة بالإضافة إلى كون هذه المساعدات تُعتبر واجبًا ينسجم وقيم ومبادئ الدولة المغربية خاصة في ظل الوضع الكارثي في غزة.

وأكد الخبير السياسي، أن مؤازرة الشعب المغربي للفلسطينيين ليست ظرفية أو مسألة مزايدات سياسية، ولكن تعتبر من المرجعيات المؤسسة للتوجهات الدولية والخارجية للمغرب إيمانًا منه بعدالة قضيتهم وخاصة دفاعًا عنهم لإسترداد حقوقهم التاريخية و الشرعية.

المساعدات المقدمة، أوضح معتضد أنها تعد نوع من المساندة الوطنية للمغرب تجاه فلسطين وغزة، وتكريس للثقافة المغربية المناضلة تجاه القضية الفلسطينية، وتدعم الصمود الفلسطيني الجبار في الحفاظ على مكتسباتهم والسعي لاسترداد كافة حقوقهم المهضومة.

وشدد المحلل على أن الوضع كارثي في غزة، وما يعيشه الغزيون مرحلة مفصلية في تطورات القضية الفلسطينية، والالتفاتة المغربية عبر تقديم المساعدات هو نوع من الدعم الذي تقدمه الرباط للفلسطينيين من أجل محاولة التخفيف من التجويع الممنهج الذي يمارس في حقهم.

وفي معرض تصريحه، أكد هشام معتضد، أن الإلتزام المغربي تجاه القضية الفلسطينية ينبثق من مبادئ المغرب الدينية والوطنية والثقافية بعيدًا عن المواقف الظرفية أو الحسابات السياسية ذات الأبعاد الجيوسياسية، حيث أن الرباط كانت دائمًا تضع القضية الفلسطينية في صف قضيتها الأولى ألا وهي الصحراء المغربية.

وفي ختام حديثه أقر خبير الشؤون الاستراتيجية، هشام معتضد، أن المكونات المغربية بكل أطيافها برهنت وتبرهن دائما عن دعمها للقضية الفلسطينية في مختلف المحطات المفصلية لنضالهم المشروع، و هذا الانخراط المغربي ليس توجهًا سياسيًا أو إختيار إستراتيجي وإنما قناعة وجودية لشعب يؤمن بالقضية الفلسطينية و حقوقهم المشروعة.

جدير بالذكر أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، كشفت أن أن المغرب يُعد أول بلد يقوم بنقل مساعدته الإنسانية إلى قطاع غزة، عبر طريق بري غير مسبوق، وإيصالها مباشرة إلى السكان المستفيدين، وقالت الخارجية أنه “منذ اندلاع العمليات المسلحة منذ أكثر من 5 أشهر، يعد المغرب أول بلد يقوم بنقل مساعدته الإنسانية عبر طريق بري غير مسبوق وإيصالها مباشرة إلى السكان المستفيدين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *