أدب وفنون

“سيناريو ضعيف وأخطاء في الإخراج”.. هل فشلت أقريو في “دار النسا”؟

شهد المسلسل الدرامي الرمضاني “دار النسا”، مجموعة من الأخطاء جعلت منه مادة للسخرية عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تداول روادها ما وصفوه بالعديد من “الهفوات على مستوى كتابة السيناريو وأداء الممثلين والإخراج”.

ومن بين هذه الأخطاء، رصد رواد مواقع التواصل الاجتماعي ظهور ميكرفون الصوت في عدة مشاهد من مسلسل “دار النسا” وأخطاء في زاوية التصوير، متسائلين عن دور المخرجة سامية أقريو التي لم تنتبه لذلك.

وفي مشهد آخر، رصد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تغير رقم لوحة سيارة الأجرة التي كانت تقل نورة الصقلي وفاطمة الزهراء قنبوع وفاطمة الناجي إلى “الزاوية” في نفس المشهد.

واستغرب نشطاء من ظهور الممثلة نورة الصقلي في مشهد يفترض أنها غرقت فيه في الوادي، وهي بملابس وشعر جاف، ومشهد آخر كان من المرتقب أن يأخد فيه ربيع الصقلي زميلته إلى طبيب بمدينة طنجة، قبل أن تظهر في الصورة سيارة أجرة حمراء تشير إلى أنه صور بالدار البيضاء وليس بطنجة كما يفترضه الحدث.

سيناريو مرتبك وضعف في الحبكة

اعتبر الناقد الفني فؤاد زويريق، أن مسلسل “دار النسا” الذي أشرفت سامية أقريو على إخراجه وشاركت في كتابة السيناريو الخاص به، “ولد منطفئا منذ حلقته الأولى”، مشيرا إلى أن السيناريو مرتبك وغير متماسك ويعاني من ضعف في الحبكة والكثير من الثغرات التقنية.

وقال فؤاد زويريق في تصريح لـ”العمق”، إن أحداث “دار النسا” كأنها قائمة على الارتجال لا عن دراسة وتخطيط متقن في النص، كما أن هناك بعض الشخصيات المحشورة التي لا تدفع بالأحداث إلى الأمام، أما الحوار ففيه الكثير من الحشو والتمطيط دون فائدة.

وتابع زويريق، أن أحداث الحلقة الأولى مثلا تميزت بالفوضى، إذ أراد صناع العمل قول كل شيء ولم يقولوا شيئا، وذلك بسبب ما وصفه بـ”كثرة الخيوط والدخول في الأحداث والشخصيات دون بناء مسبق، فالجدة مثلا وجدت نفسها متورطة في جريمة قتل، حتى هي نفسها ستتفاجأ عند مشاهدتها لنفسها وتم وضعها في فلاش باك وإخراجها منه دون أن يتغير أي شيء أو نفهم شيء”.

من جهته، اعتبر الناقد أحمد سيجلماسي، أن مشكلة معظم الأعمال التلفزيونية، المعروضة في رمضان الحالي، سواء كانت مسلسلات أو سلسلات أو أفلام تكمن في كون أن سيناريوهاتها هشة وغير محبوكة بما فيه الكفاية، كما لم يتم الاشتغال في بناء بعض شخصياتها بشكل معمق على أبعادها السيكولوجية والسوسيولوجية والفكرية وغيرها.

وأضاف سيجلماسي في تصريح لـ”العمق”، أن الأحداث في الغالب ليست متماسكة ومترابطة بشكل منطقي، بحيث غالبا ما تحضر الصدفة للربط بين حدث وآخر، أما التمطيط والحشو فلا يخلو منهما عمل من هذه الأعمال إلا نادرا، إضافة إلى أنه يغيب الاجتهاد في الحوارات، على مستوى اختيار الكلمات والتعابير المناسبة لكل شخصية ودورها في العمل، ومسلسل “دار النسا” تنطبق عليه هذه الملاحظات أيضا، بحسب تعبيره.

لكن العمل حسب سيجلماسي، لا يخلو من جوانب إيجابية تتمثل أساسا في التشخيص، إذ أن أغلبية الممثلات والممثلين كانوا مقنعين بدرجات متفاوتة، بالإضافة إلى اعتماد اللهجة الشمالية في غالبية الحوارات نظرا لكون أحداته تجري في مدينة طنجة وبعض فضاءاتها، وإثارة موضوع اغتصاب قاصر من طرف زوج أمها وانعكاساته النفسية والاجتماعية وغيرها على الفتاة وأمها وجدتها وأشخاص آخرين.

جدل استبعاد أبناء الشمال

وفي ما يخص أداء الممثلين، قال الناقد فؤاد زويريق، إن هناك ممثلين موهوبين ظهروا في أعمال أخرى بشكل مميز، إلا أنهم في “دار النسا” كانوا تائهين بدون بوصلة، وذلك بسبب غياب عمق الشخصية في السيناريو وغياب إدارة الممثل، مشيرا إلى أن بعضهم كان جيدا كمريم الزعيمي التي كان حضورها قويا رغم المبالغة في الحركات والتعابير.

وأشار المتحدث ذاته، إلى أن الاستياء الذي عبر عنه ممثلوا جهة الشمال بسبب ما اعتبروه استبعادا ممنهجا لهم من قبل المخرجة، التي اعتمدت على ممثلين من جهات أخرى للحديث باللهجة الشمالية، مشروع “لأنهم شعروا بالغبن والتهميش والحكرة، ويحق لهم إبداء رأيهم، مادام  العمل مدعوما بأموال دافعي الضرائب أي بأموال الشعب وهم جزء منه”.

من جانبه، اعتبر الناقد أحمد سيجلماسي، أن اختيارات المخرجة في غالبيتها كانت مقبولة، فهناك ممثلون لبسوا أدوارهم ولبستهم بدرجات متفاوتة، إلا أن الذين كانوا أكثر تميزا من غيرهم في نظره هم بثينة اليعقوبي (في دور فاتن) ومريم الزعيمي (في دور الزازية) وفاطمة الناجي (في دور الأم والجدة).

وفيما يتعلق باللهجة الطنجاوية، رأى سيجلماسي، أن الممثلات والممثلين المنحدرين من المنطقة الشمالية (نورا الصقلي وياسين أحجام ونادية العلمي كنماذج) كانوا تلقائيين في حواراتهم بهذه اللهجة، في حين لاحظنا ارتباكا لدى ممثلين وممثلات ليسوا من أصول شمالية رغم أن بعضهم بذل مجهودا ملحوظا بمساعدة المخرجة وطاقمها التقني (الكوتش أساسا) في حواراته بلهجة ساكنة طنجة.

وأشار المتحدث ذاته، إلى أن الممثلين والممثلات الآخرين لم تكن اللهجة الشمالية ضرورية بالنسبة لهم لسبب بسيط هو أن المقيمين بطنجة قدموا إليها من مختلف جهات المملكة بسبب توسعها العمراني وديناميتها الاقتصادية وجاذبيتها السياحية وغير ذلك.

أما عن الجدل القائم حول تهميش الممثلين الشماليين، فيرى المتحدث أنه “مفتعل نوعا ما”، وذلك لأن المخرجة سامية أقريو وغيرها من المخرجين لهم الصلاحية والحرية في اختيار ما يناسبهم من الفنانين سواء المقيمين بطنجة وباقي المدن الشمالية أو غيرهم، وهذا لا يعني أن طنجة تفتقر إلى ممثلين وممثلات صالحين لأداء بعض أدوار مسلسل “دار النسا”.

وتابع، كل ما في الأمر أن سامية أقريو ومساعدوها، خاصة نورا الصقلي التي ساهمت في كتابة السيناريو والحوارات، قد وقع اختيارهم على ممثلين دون آخرين لاعتبارات فنية صرفة أو غيرها.

أقريو والإخراج

وفي هذا الإطار، أوضح فؤاد زويريق أنه يحترم سامية أقريو كممثلة ذات موهبة وتكوين أكاديمي، لكنها على مستوى الكتابة والإخراج “لم تتميز في أي عمل فني بعد”، فمثلا في “دار النسا” تغيب الرؤية الإخراجية بشكل كامل، كما إدارة الممثل، بالإضافة إلى الكثير من الأخطاء التي تعتبر من أبجديات الإخراج.

وأشار زويريق، إلى أن الجمهور المغربي “ذكي وليس غبيا كما يعتقدون، ومهما فرضت عليه من أسماء ووجوه فهو قادر على الفرز بين الغث والسمين، وكما عاينا فالمشاهد العادي هو من اكتشف ونشر الأخطاء التي وقعت في “دار النسا””.

أما الناقد سجلماسي، فقد عزى الأخطاء التي وصفت بالفادحة في مسلسل “دار النسا” إلى السرعة التي تم بها إنجاز المسلسل، مشيرا إلى أنه نجح في شد انتباه فئات عريضة من المتتبعين رغم هفواته وتمطيط مشاهده وأحداثه المفبركة، إذ لا يمكن نكران المجهودات التي قامت بها مخرجته وطاقمه الفني والتقني، وفق تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • يوسف
    منذ 3 أسابيع

    واش هاد الناس مقاريينش التاريخ گاع هادي تكليخة

  • يوسف
    منذ 3 أسابيع

    هناك خطأ تاريخي في الحوار حينما سأل الضابط حمزة أخاه عن ملك مشهور عند الموحدين فأجابه هو يوسف بن تاشفين يوسف بن تاشفين سلطان الدولة المرابطية وليس الموحدية انا اشهر سلطان موحدي فهو يعقوب المنصور

  • غير معروف
    منذ 4 أسابيع

    كل الاعمال التي تشرف عليها امراة لا تنجح اما اعمال الرجال فيستحظرون العقل والقلب ثم الجيب الرجل وما ادراك ما الرجل جل اعماله وتفكيره من اول الزمان الى اليوم نسبة النجاح والتقان تكون بنسبة كبيرة من عهد ادم الى اليوم قليل وقليل من النساء كانت ناجحة وراجع تاريخ النساء في اي مكان وفي اي زمان قليلات وبعيدات عن بعضهن هدا ما عطى الله جهدنا ندافعو عليكن والنتجة هي هي .

  • طنجاوية
    منذ 4 أسابيع

    مسلسل رائع يتحدث عن مشاكل نعيشها في مجتمعنا ممثلون رائعون اتقنوا ادوارهم تصوير رائع حتى الحوارونسبة المشاهدة عالية. تبارك الله على سامية الحلاوة د الشاونيين

  • Nachet Zoubir
    منذ 4 أسابيع

    صحيح أنه هناك خلل على مستوى الإخراج كما أن هناك خلل أخر في حبكة كتابة السيناريو و القصة والحوار . كما أن هناك ملاحظتي على مستوى التصوير المشاهد نعلم أن المسلسل تمة تصويره بمدينة طنجة و لاكن هناك مشهد تمة تصويره بالبيضاء بضبط قرب مقاطعة الجامعية الحي المحمدي!!سؤال لمذا تمة تصويره بالحي المحمدي؟ المرجوا منكم الإجابة و سوف أكون ممتن لكم؟

  • exenseign
    منذ 4 أسابيع

    le fils ,policier s'est permis d'utiliser sa fonction pour intéroger son frère et son ami ,écoliers vendeurs de drogues,ce policier agit sans consulter le commissaire dont il dépend avant d'agir ,un acte à éviter